أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجاح يوسف - أنحني إجلالا للمرأة العراقية الجسورة














المزيد.....

أنحني إجلالا للمرأة العراقية الجسورة


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 12:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أي بريق هذا الذي يشع من عينيك ايتها المرأة العراقية الجسورة الشماء وانت تقتحمين قلاع التخلف والأفكار البالية في اعتصامك في ساحة الفردوس مطالبة بحقوقك.. وأي شجاعة هذه وانت تتصدين لتلك الهجمة الشرسة التي تريد ان تكسر شوكتك , وأن تسلب منك حريتك وانسانيتك, وبالتالي ازاحتك من سوح النضال الذي تعبد بدمائك ودماء إخوانك من أبناء شعبنا من كردستان وحتى أقصى بقعة في جنوب العراق, في سبيل بناء وطن لا فرق فيه بين مواطن وآخر ..وطن تسود فيه المساواة والعدالة..وطن للطفولة الباسمة..وطن يتسع للجميع .. ولكن هيهات أن يتعفّر جبينك وتستسلمي لدعاة تكبيل المرأة وسلب حقوقها... إنك تستحقين يا ايتها الأم والأخت والحبيبة والزوجة أن يبنى لك صرحا تنقش على جدرانه وبأحرف من نور ما قدمتيه من تضحيات من أجل خير الشعب والوطن .. وأن تفتح أمامك كل مديات البصر لتنيري بشعاعك الوهاج ظلمات الأزقة والطرقات , وتشق سحابات النورعقول البعض الموغلة بالتخلف والقهر والاستبداد.. لتمطر عدلا لا ظلما ..وتسن قانونا وتشريعا يضمن الحقوق, لا سلاسل من حديد تقيد حريتك وتحبس اندفاعك الجسور لنيل كامل الحقوق..

وبعد ان هزمت المراة العراقية الشجاعة بتصدرها جحافل الناخبين ورفعت سبابتها المحبّرة عاليا بوجه الإرهابيين واعداء التقدم والديمقراطية .. فإنها بلا شك كانت تعلم بأن مشوار حريتها طويل وشائك .. فعليها محاربة أفكار التخلف والاستعباد وتساهم بفعالية من اجل تحررها الإقتصادي والإجتماعي ..فما زالت الأفكار العتيقة سائدة في مجتمعنا نتيجة التركة الثقيلة للنظام الدكتاتوري البائد, مما شجع القوى والأحزاب الدينية على وضع عقبات أمام نيل المرأة حقوقها كاملة خاصة بعد أن حاولت هذه الجماعات الالتفاف على قانون الاحوال المدنية الذي سن عام 1959, وفرض ميليشيات تلك الأحزاب الاسلامية تصوراتها وتفسيراتها وضوابطها للمجتمع العراقي .. وأول ما تفتق به عقل هؤلاء هو فرض لبس الحجاب على النساء المسلمات السافرات وغيرهن من الأديان الأخرى تحت طائلة التهديد بالقتل, إلى تحديد نوع الملابس للرجال والنساء وغلق محلات التسجيل والموسيقى ومحاربة الناس في أرزاقها , وطالت في ذلك حتى الحلاقين..وتلفحت مدن الجنوب الشيعية بسبب ذلك بلون السواد القاتم, وسادت العادات المتخلفة كلطم الصدور والنواح والبكاء وشج الرأس بالقامات !! بينما أصبحت القوى الديمقراطية واللبرالية أسيرة مكاتبها ومقراتها, وتركت ساحةالنضال الجماهيري لقوى الرده المتخلفة لتعيث بها فسادا وتمارس نهج وأسلوب النظام البعثي الفاشية , بتشجيع ودعم لا محدود من وراء الحدود.. إلى جانب الفوضى وعدم الاستقرار الذي يعاني منه المجتمع برمته..

وبينما جميع الأنظار مسلطة على ما سيتمخض عنه اجتماع ومناقشات ممثلي الكتل البرلمانية للقضايا العقدية في مسودة الدستور الذي تفوح منه رائحة الطائفية الكريهه والأفكار المتخلفة المناهضة لكل ما هو حضاري وعلمي وتنويري, نرى من الضروري جدا أن لا يجري تمييع حقوق المرأة تحت أي صيغة توفيقية كانت, ورفض تكبيل حقوق المرأة تحت ذريعة تعارضها مع الشريعة الاسلامية, كما يحلو للمعممين والملالي عن هذا الطريق ابتزاز المرأة والمجتمع.. ولقد برهنت المرأة العراقية اليوم بشجاعتها وجرأتها واقتحامها الصعاب, انها قادرة فعلا على فرض إرادتها المعبرة عن آمال وطموح معظم نساء العراق في الحرية والمساواة ومن اجل عراق ديمقراطي حضاري تنويري لا مكان فيه للخرافات والمفاهيم التي تحط من قيمة الانسان ..

وقد انبرى العديد من الكتاب والمثقفين العراقيين لفضح العديد من أبواب وفقرات مسودة الدستور , إلى جانب طرح البعض منهم تأجيل سن دستور جديد للعراق إلى اربع أو خمس سنوات بسبب المخاوف الواقعية والجدّية من أن يتحول العراق في ظل دستور ينتقص من الحريات وحقوق المرأة ويكبل معظم تلك الحقوق بأحكام الشريعة الإسلامية, إلى دولة ولاية الفقيه, أوما يشابه حكومة طالبان ولكن على النمط الشيعي هذه المرة..ويفترض بالكتل العلمانية الإصرار على تضمين الدستور, إن تم التوصل إلى حلول للقضايا العقدية, ضمانات لنيل المواطن العراقي حقوقه التي تضمنها له لائحة حقوق الإنسان العالمية, وعدم تكبيلها بأحكام الشريعة الإسلامية..

وفي الوقت نفسه ينبغي على كافة النساء الواعيات أن يأخذن زمام الأمور بأيديهن والتصدي لأي محاولة لطمس حقوقهن , أو تهميش لدورهن في رسم سياسة ومستقبل البلاد, من قبل القوى الظلامية .. ولا بد من القول بأن الالتفاف على حقوق المرأة يعني بالضرورة الالتفاف على كافة الحقوق المدنية الأخرى, لأن نيل المرأة لحقوقها كاملة سيرسخ المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان في مجتمعنا , وينقل العراق إلى مصاف الدول المتحضرة .. فالملايين من النساء العراقيات اللاتي ذقن ويلات الحروب والحرمان والبطش والاستبداد والتمييز, لن يرضين بأقل من مساواتهن بالرجل لأنهن يمثلن أكثر من نصف المجتمع العراقي..



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُصلح النظام الإسلامي ما خرّبه نظام البعث البائد ؟..هذا ه ...
- دستور العراق.. بناء دولة مدنية أم دينية؟
- تضامن مع طلاب البصرة
- النتخابات الأمريكيبة وملف العراق الساخن
- عودة إلى موجة العنف- والإصرار على إجراء الإنتخابات
- تحسن الأوضاع في العراق وإجراء الانتخابات.. بين الواقع والامن ...
- ليس دفاعا عن الكرد.. الإرهابيون والمتطرفون الإسلاميون هم من ...
- وسام شرف جديد على صدر الحزب الشيوعي العراقي
- نظام ديمقراطي مدني وتعددي ..أم نظام دكتاتوري ديني وطائفي ؟ ه ...
- من تخدم الحملة الإرهابية الشرسة ضد الكلدوآشوريين في العراق؟
- لا عودة لعجلة التأريخ إلى وراء
- الحوار المتمدن.. فضاء واسع من الفكر العلماني الإنساني
- لكي لا نبقى أسيري فزّاعة انسحاب قوات الاحتلال المبكر !
- إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائ ...
- TRICK OR TREAT يا مجلس الحكم !!
- لا , ليس كل شيء هادئ على الجبهة!!
- لمن يهمه الأمر..لا مكان لحزب البعث في عراق المستقبل !!
- ليس دفاعا عن مجلس الحكم الانتقالي ... فتاوى الأزهر والعراق ...
- إذا عرف السبب بطل العجب !!
- هل ما زال اليسار العراقي يحمل بوصلته؟!


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجاح يوسف - أنحني إجلالا للمرأة العراقية الجسورة