|
الترجمة من المصرى للعربى
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 00:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يسود فى الثقافة المصرية اعتقاد راسخ رسوخ الجبال ، أننا نحن المصريين نتكلم لغة عربية. حتى اللغة التى نتكلمها فى حياتنا اليومية ، أطلقوا عليها (عامية العربية) فى حين أنّ أحد كبار المُدافعين عن اللغة العربية (طاها حسين) كتب أنّ ((كثيرًا من الناس ليقولون أنّ اللغة العربية التى يتعلمها الصبى فى المدرسة لغة أجنبية)) وأنّ اللغة العربية ((إنْ لم تكن أجنبية فهى قريبة من الأجنبية. لا يتكلمها الناس فى البيوت ولا يتكلمونها فى الأزهر نفسه)) (مستقبل الثقافة فى مصر- دار الكاتب اللبنانى- بيروت- المجلد التاسع- عام73- ص31، 248، 298، 299، 303، 311) وتلك الشهادة (التى لم يتوقف أمامها المتعلمون المصريون المحسوبون على الثقافة المصرية السائدة) من أحد كبار المُدافعين عن اللغة العربية ، تجعل العقل الحر يتساءل : لماذا المُكابرة والعناد بالإصرار على أنّ شعبنا المصرى يتكلم (لغة عربية) فى حياته اليومية ؟ مع ملاحظة أنه لا يوجد مصرى واحد يذهب ليشترى لوازم بيته ويتكلم بالعربى. فإذا أراد شراء (كيلو جبنه) وقال للبائع ((عاوز كيلو جبنه)) وحتى لو ترجمناها للعربى وقال ((اعطنى كيلو جبنة) فهل يتوقف ليُراجع قواعد النحو وأنّ كلمة (جبنة) منصوبة أم مكسورة ؟ وهكذا فى باقى الأمثلة. ومع ملاحظة (ثانيًا) أنّ هذا الإنسان المصرى سواء من الأميين أو من أعضاء مجمع اللغة العربية. ومع ملاحظة (ثالثـًا) التحدى الذى يفرضه هذا السيناريو المُتخيّل : هل يستطيع شيخ الجامع الأزهر أو المفتى أو رئيس مجمع اللغة العربية وصف مباراة كرة القدم باللغة العربية ؟ وهذا التحدى يُقابله المثال الواقعى المعكوس : أنّ الشيخ التليفزيونى متولى الشعراوى لم يحصل على شعبيته الكاسحة إلاّ باستخدامه لغة شعبنا المصرية. وإذا تمّ استبعاد الفروق الجوهرية بين اللغتيْن المصرية والعربية ، خاصة أنّ الأولى لا تعرف الإعراب ، ومخالفة الثانية فى حكاية (العدد عكس المعدود) وأنّ أداة الاستفهام فى الأولى تأتى فى آخر السؤال : اسمك إيه ؟ كنت فين؟ عكس الثانية : ما اسمك؟ أين كنت ؟ الخ وأداة الإشارة فى الأولى : الواد دا.. البنت دى.. الناس دول ، عكس الثانية : هذا الولد ، هذه البنت ، هؤلاء الناس. وأداة الوصل فى الأولى : الواد اللى.. البنت اللى.. الناس اللى ، عكس الثانية : الولد الذى ، البنت التى، الناس الذين ومع مراعاة المثنى والجمع والنصب والرفع وهى تسع أدوات اختصرتها لغتنا فى أداة واحدة (اللى) أقول لو استنينا تلك الفروق بين اللغتيْن المصرية والعربية (والتى يتغاضى المتعلمون المصريون عنها) فإنّ التحدى الأكبر يتمثل فى (التعبيرات المصرية) التى لا يفهمها إلاّ أبناء شعبنا أو شخص أجنبى مُـتخصص فى علم اللغويات بشرط أنْ يكون قد عاش فى مصر واحتكّ بلغة الشعب ، وخاصة لغة الأميين . وفيما يلى بعض الأمثلة عن تلك التعبيرات المصرية التى تحتاج إلى ترجمة من المصرى إلى العربى ، بل وشرح معناها . تعبير ((اطلع من دول)) وهو تعبير يقوله الشخص الأول للشخص الثانى الذى يُحاول أنْ يتخذلق أو يدّعى لنفسه ما ليس فيه. ولكن لأنّ الشخص الأول يعرفه ويعرف قدراته يقول له ((اطلع من دول)) بمعنى ((أنا عارف أصلك وفصلك.. ومش ح تقدر تدحك علىّ)) وقد أخطأ الأديب الكبير نجيب محفوظ عندما حاول فى احدى رواياته (خان الخليلى على ما أتذكر) ترجمة التعبير المصرى إلى اللغة العربية ، فقال أحد أولاد البلد (أظنه قهوجى) لزميله الذى حاول أنْ يتظاهر بما ليس فيه ((اخرج من هؤلاء)) وقد ضرب المترجم الإنجليزى المتخصص فى ترجمة أعمال نجيب محفوظ كفـًا بكف عندما جاء إلى مقهى زهرة البستان (فى أواخر الستينات) وشرحنا له المعنى المقصود ، وسط الضحكات الساخرة . تعبير ((سايق عليك النبى)) وهو تعبير يقوله المصرى لجاره أو لصديقه من أجل الموافقة على رأى ما أو تنفيذ رغبة ما الخ . فلو أنّ أديبًا كتب هذا التعبير، وأراد المترجم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية الخ فإنه سيقع فى الخطأ لو التزم بالمعنى الحرفى لكلمة (سايق) فقد يأخذها على أنها من (السواقة) مثل سائق السيارة. كما أنّ الخطأ الذى وقع فيه المترجم سيجر إلى السخرية بسبب عدم الفهم واللبس بين (سواقة السيارة) والنبى . ولكن المترجم الذى عاش فى مصر واحتكّ بالأميين ، سيختلف عن المترجم الذى لم يعش فى مصر، ولا يعرف شيئـًا عن لغتنا القومية المصرية. وأنّ الذى عاش فى مصر سيفهم المعنى ويُترجمه ويشرحه فى حدود فهمه لمعناه الحقيقى. تعبير ((اللى يحب النبى يزق) وهو تعبير يستخدمه المصرى ، عندما تتعطل سيارته فى الطريق العموى ويطلب مساعدة المارة فى دفع السيارة حتى تتحرك. فهنا أدخل شعبنا النبى فى موضوع دفع السيارة للأمام ، كما استخدم فعلا ليس له وجود فى اللغة العربية (زق) بمراعاة أنّ المعنى فى قواميس اللغة العربية (( الزق : السِقاء)) (مختار الصحاح – المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص 294) وهنا يجب ملاحظة أنها وردتْ على أنها (اسم) وليس (فعل) كما استخدمها شعبنا. تعبير ((واللاهى إنْ ما بطلتْ استغلال ح أكنس عليك السيدة)) وهو تعبير يقوله المصرى للشخص الاستغلالى الذى يرفض أنْ يرد الحق لصاحبه. أو الشخص صاحب السجل الاجرامى فى النصب والاحتيال على البسطاء من الفقراء ، فيكون المعنى المقصود : أنه إذا لم تف بوعدك وترد لى حقوقى سوف أدعو عليك وأطلب من السيدة زينب أنْ تنتقم منك وتـُنزل عليك المصائب الخ وهذا هو معنى ((أكنس عليك السيده) فلو أنّ أديبًا كتب ذلك التعبير المصرى فى رواية ، فإن المترجم الأجنبى لكى ينقل المعنى الحقيقى للغة العربية عليه أنْ يكون قد درس مفردات شعبنا فى تعبيراته التى لا يفهم معناها أى شعب أجنبى (بما فى ذلك العرب) إلاّ إذا كان قد عاش فى مصر وتعمق فى خصائص شعبنا اللغوية والوجدانية. تعبير (مِقندل) رغم أصل هذه الكلمة اللغة العربية (قنديل) ومنحوتة منها فإنّ شعبنا عَكــَسَ المعنى المقصود فى اللغة العربية تمامًا ، بحيث أصبحتْ الكلمة تستهدف تعبيرًا مغايرًا تمامًا للأصل العربى ، فيقول المصرى على الشخص ، أو على الشىء الذى لا يعجبه (مِقندل) وأحيانـًا يُضيف (مقندل بالطين) أو (ربنا يقندلك) ومعناها (ربنا يطينك) الخ فلو أنّ أديبًا كتب ذلك التعبير وأراد المترجم أنْ ينقله للغة العربية والتزم بالمعنى الحرفى لأصل الكلمة (قنديل) بمعنى المصباح المنير، يكون قد أخطأ . تعبير ((الواد دا مِنيل بستين نيله)) فرغم أنّ كلمة (مِنيل) منحوتة من كلمة (النيل) فإنّ شعبنا استخدمها للتعبير عن معنى يختلف تمامًا عن معنى كلمة النيل ودلالاتها التاريخية والحضارية. ويذهب ظنى أنّ عبقرية أول إنسان مصرى (وهو غالبًا من الأميين) نحت هذا المعنى ، وتتمثل (عبقريته) فى أنّ النيل يجرف معه (الطمى) والطمى لونه أسود وبه شوائب وشكله الخارجى مثل التراب بعد خلطه بالماء الخ أى أنّ المعنى المقصود (عند الترجمة من المصرى للعربى) أنّ هذا الولد مصيره كمصير الطين والتراب ، أو أنّ مصيره أسود الخ. فلو أنّ أديبًا كتب ذلك التعبير وأراد المترجم ترجمة معناه الحقيقى للغة العربية ، فعليه الوعى بالمعنى المقصود فى التعبير المصرى . تعبير ((واللاهى إنْ ما سكت لأدغدغ دماغك)) هنا أيضًا يستمر المصرى فى استخدام الكلمة العربية ، ولكن لينحت منها المعنى المغاير تمامًا لأصلها العربى فهى فى قواميس اللغة العربية بمعنى ((دغدغة المشاعر)) بينما المعنى فى اللغة المصرية : أكسر دماغك. فلو أنّ أديبًا كتب ذلك التعبير وأراد المترجم نقل معناه من المصرى للغة العربية ، لتطلب الأمر الوعى الكامل (من المترجم) بالفرق الجوهرى والمدهش والمغاير للمعنى فى كل من اللغتيْن المصرية والعربية. تعبير ((الواد زرجن ومش عاوز يروح المدرسه)) فهذا التعبير معناه أنّ الولد يرفض الذهاب إلى المدرسة ، بينما معنى كلمة (زرجن) فى قواميس اللغة العربية ((الخمر وقيل الكــّرمْ وقال الأصمعى هى فارسية مُعرّبة أى لون الذهب . وقال الجوهرى هو صِبغ أحمر)) (مختار الصحاح – ص292) فلو أنّ المترجم نقل المعنى الحرفى الموجود فى قواميس اللغة العربية يكون قد أخطأ ولم ينقل المعنى المقصود فى اللغة المصرية. تعبير ((إخص عليك واد مش متربى)) فهذا التعبير يستخدمه شعبنا بمعنى الازدراء من أى إنسان ليس لديه ما تعارف الناس عليه من الأخلاق النبيلة. بينما المعنى فى قواميس اللغة العربية ((الخصية: والخصيتان البيضتان. وخصيتُ الفحل : أخصيته (خصاء) بالكسر والمد . وإذا سللتَ خصية الرجل (خصى) والجمع خصيان)) (مختار الصحاح- ص197) وفى سياق آخر تـُستخدم بمعنى (الخضة) كما فى حالة الإنسان الذى يدخل على إنسان آخر فى الظلام ودون سابق تمهيد فيقول الأول للثانى ((إخص عليك خضتنى) أو عندما يغيب الطفل عن أمه فتقول له (إخص عليك خضتنى) فهنا تأكيد على أنّ شعبنا يستخدم المفردة العربية فى سياق مختلف تمامًا عن سياقها ومعناها فى اللغة العربية. كما أود التأكيد على أنّ الاستخدام المصرى الحديث مُستمد من أصل اللغة المصرية القديمة (إ خ ص ى) بمعنى خسيس ووضيع ، لذلك فإنّ المترجم الذى يحترم أصول الترجمة عليه نقل المعنى المصرى وليس نقل المعنى الحرفى كما ورد فى قواميس اللغة العربية أو كما هو شائع بين المتعلمين المحسوبين على الثقافة المصرية ويرفضون الاجتهاد فى علم اللغويات. تعبير ((الناموسيه كحلى)) وهذا التعبير يقوله شعبنا للشخص الذى تأخر عن موعده ، ومعناه أنه تأخر فى النوم وبالتالى تأخر عن موعده. فكيف نحت شعبنا ذلك التعبير؟ نحته من الكلمتيْن : فالناموسية مُـشتقة من كلمة (ناموس) وهى التى كان يضعها جدودونا على (داير السرير) لمنع الناموس من التسلل للشخص النائم . أما كلمة (كحلى) فهى بدورها مُـشتقة من كلمة (الكحل) الذى تضعه السيدة فى عينيها ولونه يميل إلى السواد. وبذلك فإنّ الإنسان الذى تأخر عن موعده كانت (ناموسيته كحلى) أى أنه استغرق فى نوم عميق. فلو أنّ المترجم اكتفى بالمعنى الحرفى تكون ترجمته غير دقيقة ولا تؤدى المعنى المقصود من التعبير المصرى. تعبير ((الكفن ما لوش جيوب)) وهو تعبير يقوله شعبنا للتأكيد على درجة عالية من الزهد وعدم الطمع فى جمع الأموال والعقارات ، فالإنسان (مهما جمع من ثروات) فإنه عندما يموت لا يأخذ شيئـًا معه إلى تربته وهذا معنى أنّ الكفن (ما لوش جيوب) فلو أنّ المترجم من المصرى للعربى اكتفى بالمعنى الحرفى ، ولم ينقل للقارىء معانى الزهد فإنه يكون قد أخطأ فى حق نفسه وحق قارئه. والتعبيرات المصرية مُـتنوعة وغزيرة مثل تعبير (العواف) الذى تقولة السيدة لجارتها فترد عليها ((اللاه يعافيكى)) وقد استخدمه الأديب المرحوم إبراهيم أصلان كثيرًا فى روايته (عصافير النيل) الصادرة عن دار الآداب- بيروت- عام 99- ص161، 162، 176. وهذا التعبير كان شائعًا لدى غالبية شعبنا فبل غزو التعليم والإعلام للعقل والوجدان المصرى ، وفرض تحية واحدة تجسيدًا للشمولية والأحادية ، لنفى التعددية التى تميّزتْ بها الشخصية المصرية. كما استخدم أصلان الكثير من التعبيرات المصرية مثل ((نرجس وقفت (تنكش) فى علبة الكبريت)) فكلمة (تنكش) هنا كناية بلاغية عن البحث عن شىء ما فى الظلام . واستخدم تعبير أنّ فلانـًا ((هبد الباب)) أى أغلقه بعنف فى الترجمة العربية. واستخدم لفظة (دوشة) كبديل للكلمة العربية (إزعاج) ونرجس عنما كانت مشغولة فالسبب كما قالت ((أنا بأروّق الدولاب)) أى أنها تـُعيد ترتيب الملابس فى الدولاب . وعبد الرحيم جلس على الكنبة ونشف عرقه ، أى جفـّـف عرقه بالعربى. والبهى عثمان عندما عاد من البوسته (قلع بدلة المصلحه) كبديل للكلمة العربية (خلع) وعبد الرحيم يسأل عبد الله : إزيك يا واد؟ فتكون الإجابة : كويس. فلفظ (إزيك) يقابله فى العربى (كيف حالك؟) ولفظ (كويس) يقابله فى العربى (أنا بخير أو بصحة جيدة) وفلان (لسه الميه بتحرقه) كناية عن ألم المثانة أثناء التبول بالعربى . أما لفظ (لسه) الذى يتردّد مئات المرات فى حوارات شعبنا فى اليوم الواحد ، وله أكثر من استخدام رغم دلالة الزمن فى معظم الاستخدامات ، وهو مُستمد من اللغة المصرية القديمة فى مرحلة تطورها الثالث أى مرحلة اللغة القبطية : (الواد لسه ماشى) أى أنّ الولد انصرف منذ وقت قصير. (الواد لسه ما جاش) و(الواد دا لسه خام) أى عديم الخبرة بالحياة. كما كتب أصلان على لسان الست أم أفكار، فكان الرد ((هوّ أنا لسه ح أستنى)) أى كم من الوقت سأنتظر بعد مكوثى مدة طويلة؟ و(الواد دا لسه صغير) و(مراته لسه هربانه) كناية عن الفترة الزمنية التى انقضتْ دون العثور عليها ، أى أنها ما زالتْ هاربة بالعربى . وفلان يسأل (أختى جات؟) تكون الإجابة (لسه) وليس لها أية ترجمة عربية غير(لا) أى أنها لم تحضر. كما استخدم أصلان لفظ (بس) الذى ينطقه شعبنا مئات المرات فى اليوم الواحد بمعانيه المُـتنوعة : (هوّ حر بس لما العيال تدحك عليه ما ليش دعوه) فهو هنا بمعنى (لكن) العربية. وفى سياق آخر يُستخدم اللفظ بمعنى (فقط) مثال : موظف يعترض على مبلغ المكافأة فيقول ((همّ دول بس؟)) واستخدم أصلان كلمة (وله) كبديل لكلمة (ولد) العربية. مع ملاحظة أنّ (وله) أو (واد) تحوير للأصل الهيروغليفى (ياد) بمعنى (ولد) بالعربى . وفلان ضرب فلانـًا بالمداس ، والكلمة المصرية هى البديل لكلمة (حذاء) بالعربى . ونرجس تخجل وترفض أنْ (تـُشلح) وتقضى حاجتها أمام البط ، وكلمة (تشلح) كبديل عن أنْ (ترفع جلبابها) بالعربى . ويقول الزوج لزوجته (إتلهى) أى إخرسى وفقــًا لسياق الحوار. و(فلان زى الفل) كبديل للتعبير العربى (مثل الفل) وفلانه (قارحه) فى وصف المرأة التى لا تخجل بالعربى. ونرجس عندما اعتقدتْ أنّ عبد الرحيم مات ، بينما كان فى غفوة طويلة قالت ((إخص عليك)) فكلمة (إخص) هنا بمعنى (خضتنى يا عبد الرحيم) أو أفزعتنى . وتعبير (إخص عليك وعلا اللى خلفوك)) عند ترجمته للعربى يكون ((يا لك من سافل أنتَ ومن أنجبوك)) وقال أحد شخصيات الرواية ((وأنا إيه اللى يودينى البيت؟)) أى ما هى الأسباب التى تجعلنى أذهب إلى البيت؟ عند ترجمتها للعربى. وكتب الأديب محسن يونس فى روايته البديعة (تعديدة روائية فى أدوار) هيئة قصور الثقافة عام 2004(تعال يا واد بالليل نعمل قعده فى الجنينه) فإنّ ترجمنتها للغة العربية تكون (تعال يا ولد ليلا لكى نجلس فى الحديقة) وكتب ((حَط لها العليق ما داقته)) فإنّ كتابتها وفق قواعد اللغة العربية تكون هكذا ((حط لها العليق ورفضتْ أنْ تذوقه أو تتذوّقه)) وكتب ((الست الوالده زنـّـئتْ عليه)) فالمعنى هنا أنها (ضّيقت) عليه أو أحكمتْ عليه الخناق ، فى حين أنّ معنى كلمة (زنأ) فى اللغة العربية ((زنأ فى الجبل صعد. والزناء بوزن القضاء الحاقن . وفى الحديث نهى أنْ يصلى الرجل وهو زناء)) (مختار الصحاح- ص297) بينما يستخدمها شعبنا للتعبير عن معانى مختلفة (الواد زنأ البنت فى الضلمه) وفلان (مزنوق فى قرشين) أى أنه متعسر ماليًا و(فلان مزنوق وعاوز يدخل الحمّام) أى يريد التبول أو التبرز. كذلك نحن المصريين نستخدم العديد من الكلمات العربية بمعنى مختلف تمامًا عن معناها فى قواميس اللغة العربية مثل كلمة (عكروت) التى تعنى فى معناها المصرى (الولد الشقى ، الولد العفريت ، الولد الحِدق) بينما معناها فى سوريا (القوّاد) أما معناها فى قواميس اللغة العربية (الرجل الذى ثــُـقبتْ شحمة أذنه) أى العبد الذى ثـُـقبتْ شحمة أذنه لإدخال حلقة معدنية (بغرض بيعه) حتى تـُميّزه عن الرجل الحر (نقلا عن الكاتب السورى عبد الهادى البيكار- جريدة القاهرة 19/7/2005) والأديبة لطيفة الزيات فى روايتها (الباب المفتوح) مكتبة الأنجلو المصرية- عام 60 كتبتْ أنّ ليلى حكتْ عن إنبهار المُدرسات بأخيها بعد أنْ عرفنَ دوره فى المظاهرات وقالت لأخيها ((المدرسات مبسوطين منك)) فعند ترجمة تلك الجملة للغة العربية تكون (المدرسات راضيات عنك أو مسرورات منك أو منبهرات بما فعلته) واستخدمتْ تعبير (أعمل إيه فى بختى المنيل؟) حيث كلمة (مِنيل) توارثها شعبنا عبر التراث الشفاهى كرمز وترجمة لطمى النيل الأسود وهى كلمة تتقابل مع كلمة (نيله) المستخدمة فى التعبير الشائع (جتك ستين نيله) بمعنى التمنى أنْ ُيصاب الشخص المُخاطب بكارثة أو مصيبة. وتعبير (بختى المِنيل) لو ترجمناه للعربى يكون ((حظى الأسود)) والإنسان عندما يتكلم بعصبية نصفه بالعربى أنه يتكلم بانفعال وبصوت مرتفع خصوصًا لو كان الموضوع لا يستحق الانفعال. ولكن د. لطيفة انحازتْ للتعبير المصرى عندما قالت أم محمود لابنها ((يا أخى بلا خيبه. حازق نفسك أوى كدا علا إيه؟)) وفى اللغة العربية عندما يشعر الإنسان بالإهانة أو السخرية فإنه يرد على مخاطبه قائلا (أنت مخطىء) أو (أنت سيىء الظن) أو (أنا لا تـُشرفنى صداقتك) ولكن الأديبة انحازتْ للتعبير المصرى الجامع المُفحِم رغم أنه من كلمتيْن (إنت ح تلبخ؟) وليلى عندما تشعر أنّ صديقتها سناء تـُبالغ فى كلامها قالت لها ((آهو إنتى كدا يا سناء.. تحبلى البغله)) وكتبتْ ((كانت عديلة قد قررتْ أنّ سمعة نوال بطالة)) وعند ترجمتها للعربى تكون أنّ سيرة نوال أصبحتْ سيئة أو مشينة. وكتبت أنّ ليلى بعد ضحكات البنات عليها بسبب خطابات حسين الغرامية ((خرجتْ ملبوخه)) والمعنى بالعربى أنها خرجتْ مرتبكة. وبعد هذه الواقعة رأتْ سناء صديقتيها صامتتيْن فقالت ((مالكم مبلمين ليه؟)) وهو تعبير مُـفعم بدلالات عديدة فى الوجدان المصرى فهو يضم معانى الحيرة والتوهان والقلق والشرود الخ. وليلى تغضب من نفسها لأنّ رمزى رآها ((متلطعه فى أركان الكليه)) فكلمة (متلطعه) يصعب ترجمتها للعربى فى كلمة واحدة، فهى تعنى الإنسان العاطل الذى بلا هدف ، وأنه مثل الذباب على الحائط وأنه بلا هوية ومثله مثل الكم المُهمل الخ. وليلى عندما شرحتْ لأخيها آلام معدتها بسبب سوء الهضم فإنّ الأديبة استخدمت المفردة العربية (تو) ولكن فى سياق مصرى. قالت ليلى (تو ما آكل أحس بنار فى سدرى) فالكاتبة هنا انحازتْ للاستخدام المصرى للمفردة (تو) بدلا من (عندما آكل، أو بمجرد أنْ آكل، أو ما أكاد آكل الخ) وسناء قالت لليلى فى سخرية مُحببة ((والله ما مصيبه غيرك.. مستموته كدا علا الفاضى.. إنتى فيكى حياه تكفى عشره)) فكلمة (مصيبه) فى العربى تعنى الكارثة. أما هنا فمعناها الشخص الذى يمتلك قدرات كبيرة رغم مظهره المُسالم وأنّ مظهره الخارجى عكس قدراته الحقيقية ، وهو التعبير الشائع والمُستخدم بين أبناء شعبنا فى السياقات المشابهة. وكتب الباحث أ. عبد العزيز جمال الدين أنّ المصريين يُبدلون فى حروف الكلمات العربية ، مثل كلمة (أرانب) التى تحولتْ إلى (أنارب) على لسان شعبنا المصرى وكلمة (ببغاء) إلى (بغبغان) الخ كما يرى سيادته أنّ شعبنا بدّل فى حروف الكلمة الواحدة لتكون أكثر تأثيرًا وأكثر حيوية مثل (يرتعش) العربية لتصير فى المصرى (يترعش) و(يهتز) لتصير(يتهز) و(يحترق) لتصير(يتـْحرق) كما أضاف شعبنا بعض الحروف على الفعل العربى ليكون أكثر تأثيرًا مثل (يتعظم) فيكون فى المصرى (يتمعظم) الخ (مجلة مصرية- العدد العاشر- سبتمبر2000 وكذلك دراسة أ. شريف الصيفى – نفس العدد) وكان د. عبد القادر القط على درجة عالية من الأمانة عندما كتب أنّ هاملت كان يلعب بكلمة Lie بمعنى (يرقد) وبمعنى (يكذب) وهذا الحوار لا يمكن نقله إلى العربية (هامش فى ترجمته لمسرحية هاملت- هيئة قصور الثقافة- عام 99- ص244) وكتب فى المقدمة أنه لاحظ على بعض الترجمات الالتزام بالمعنى الحرفى ، دون الغوص فى مفردات كل شعب ، ولذلك ((يجيىء النص العربى على شيىء غير قليل من الركاكة والغموض)) وكتب د. محمد عنانى فى مقدمته لترجمة مسرحية (تاجر البندقية) أنّ النص الذى يقدمه ليس الصورة الوحيدة للمسرحية ((ولا أستطيع أنْ أزعم أنه يُعادل النص الأصلى تعادلا مطلقــًا لأنّ اختلاف الوسيلة الفنية (وهى اللغة هنا) بخصائصها المتفردة يعنى اختلاف الانطباع العام . وعندما يُـترجم المترجم عبارة مثل I am telling you دون إلمام بالسياق فإنه لن يستطيع لها تفسيرًا أو تأويلا بل سيقف عند حدود الشرح فهو هنا سجين للعبارة المستقلة. وقد يترجمها : إننى أخبرك/ أقول لك ، فإذا اتضحتْ له بعض معالم السياق كأنْ تكون العبارة مسبوقة بما يدل على عدم التصديق فإنّ الترجمة الدقيقة تكون : صدقنى.. هذا هو ما حدث.. وإننى أنا الذى أخبرك)) (ترجمة تاجر البندقية- هيئة الكتاب المصرية- عام 2008- ص9، 12) وكان الأديب الراحل خيرى شلبى على درجة عاليه من الوعى بمفردات شعبنا فى معظم أعماله. وفى روايته (الأمالى) هيئة الكتاب المصرية- عام 97 استخدم العديد من التعبيرات المصرية مثل (اصبر علا الرز حتى يستوى) وهو تعبير مصرى شائع يُقال للشخص المُـتعجّل الذى لا يهمه النتائج السلبية. فلو أنّ المترجم الذى ينقل التعبير من المصرى للعربى غاب عنه المعنى المقصود يكون (سجين للترجمة الحرفية) كما ذكر د. القط ود. عنانى . واستخدم شلبى تعبير (فلان قارش ملحة فلان) وهو تعبير يُقال للشخص الواعى بأفكار شخص آخر، وما حكاية (الملح) إلاّ صورة مجازية. وكتب فلان (قاعد علا السقطه واللقطه) أى الشخص الذى يتصيّد كل سقوط ويلتقط كل ما يقترب منه. واستخدم تعبير (تور الله فى برسيمه) ويُقال عن الشخص الذى لا يتواصل مع شخص آخر رغم أنهما يتكلمان لغة واحدة. وكتب (فلان عامل زى شرابة الخرج) ولأنّ الخرج أقرب للشوال ولكن بحجم أصغر (والشرابة) هى الشيىء التافه فى قعر الخرج فيكون المعنى المقصود أنّ هذا الشخص لا يمكن الاعتماد عليه لضآلة شأنه. وكتب (شايل طاجن ستك) تعبير مصرى عن الشخص الحزين . وكتب (دبور زنْ علا خراب عشه) يُقال عن الشخص الأحمق الذى يُصر على شيىء معين رغم أنّ هذا الشيىء يُسبب له الضرر. وكتب (فلان ولد الفرطوس) وكلمة (الفرطوس) منتشرة فى جنوب مصر وتـُقال كنوع من الإهانة. وكتب (زيطه وزمبليطه) وهما كلمتان تـُقالان كتعبير عن الهرج سواء فى المناسبات السعيدة أو الحزينة ، لأنّ المقصود هو عدم الهدوء كما فى الأوقات الطبيعية. وكتب (فلان إتعلم الكــُـفت) وكلمة (الكفت) كناية عن الخبرة العميقة التى يتميّز بها بعض الأشخاص دون غيرهم. وجاءتْ الكلمة من خبرة الصناع المهرة الذين (يُكفتون) النحاس بالفضة. وكتب (فلان طوّل إيده علا بتاع الناس) وكلمة (بتاع) ذات الحروف العربية هى ترجمة لأداة الملكية فى اللغة القبطية لذلك نقول (الكتاب دا بتاعى) و(الشنطه دى بتاعتى) وكتب (جلس فلان منجعصًا) وكلمة (منجعص) كناية عن الشخص الذى يجلس فى حالة استرخاء تام ولا يُبالى بمن يجلس معه. واستخدم تعبير(سبهلله) وهو تعبير مصرى للدلالة على الفوضى وضد كل شخص لا يحترم النظام العام أو العرف السائد. وكتب (فلان فاشخ حنكه) وهو هنا ترجم المعنى من العربى للمصرى عن الشخص الذى يفتح فمه عن آخره. وكتب (الشعب المصرى مِهاود) وكلمة (مهاود) تعنى التظاهر بالموافقة بينما الحقيقة غير ذلك. واستخدم تعبير(ملعلط) كناية مصرية عن الشىء البراق اللامع. واستخدم كلمة (الصرمه) كبديل عن الحذاء. وإذن تكون ترجمة جملة أنّ فلانـًا (زى الصرمه) من المصرى للعربى أنّ فلانـًا مثل الحذاء ، وهذه الترجمة لن تتم إلاّ إذا كان المترجم على وعى بمعنى كلمة (الصرمه) وكتب (تنطع) وهى كلمة تـُقال عن الشخص بليد الحس ويطلب أشياءً لا يستحقها أو يُحوّم حول أغراض لا تخصه. وإذا تصوّر أحد أنّ المصدر (نطع) العربية فإنّ معناها (طلع) كتبع ودرع (مختار الصحاح- ص691) واستخدم شلبى تعبير (أجعص جعيص) كبديل لتعبير(أكبر كبير أو أتخن تخين) واستخدم كلمة (لجلجه) كناية عن التردد وكلمة (باظت) كبديل للخسارة وكلمة (تِكسكس) كناية عن الرجوع للوراء. و(حتتك بتتك) وهما كلمتان من اللغة القبطية للتعبير عن حالة النهم فى أكل الطعام . وكلمة (شكمه) بمعنى أخرسه فى حالة الحوار، وبمعنى الضرب فى حالة المشاجرة. وكلمة (خلبوص) للدلالة على الشخص غير السوى فى المعنى المصرى. وكتب (مخى متبرجل) وكلمة (متبرجل) بديل لحالة الصدمة التى تجعل الشخص فى حيرة من أمره ولا يملك القدرة على رد الفعل . وكتب (فلان مخربش ومتلطم) كناية عن الشخص صاحب السوابق فى الحياة العملية. واستخدم (الجعجعه والبرطمه) والأولى تعنى الكلام الفارغ الذى لا معنى له. والثانيه تعنى الكلام المُـضغم غير المفهوم. و(تتبختر) وهى كلمة تعنى المشى بزهو وتمايل ودلال وتفاخر وإعجاب بالذات ، أى أنها شملتْ كل هذه المعانى العربية فى كلمة واحدة. وكتب (فى عينيه نظره دبلانه) وهنا سيطر الحس المصرى على الأديب بانتصار البنية اللغوية المصرية ، بمراعاة أنّ الكلمة العربية (ذابلة) وأنّ (دبلانه) مثل حيرانه وكسلانه أى صيغة صرفية واحدة بدلا من تعدد الصيغ بالعربى (ذابلة، حائرة، كسوله) والتمييز بين صيغ الأفعال وصيغ الأسماء ، أفرد لها المرحوم بيومى قنديل فصلا فى كتابه (حاضر الثقافة فى مصر) أتمنى أنْ يكون فى مكتبة كل مصرى. وكان الراحل الجليل صلاح حافظ من المترجمين الذين لم تكسرهم اللغة العربية وهو يُترجم مذكرات شارلى شابلن (كتاب الهلال- سبتمبر65) فكان يحرص على نقل المعنى من اللغة الإنجليزية إلى اللغة المصرية رغم أنه يستخدم الألفاظ العربية. ولكن وعيه بأنّ الترجمة الدقيقة لابد أنْ تكون بنقل المعنى وفق مفردات الروح والوجدان الشعبى لكل شعب ، لذلك اهتمّ بالوجدان الإنجليزى والمصرى وهو يُترجم عن الإنجليزية. وكان أ. حسن عثمان شديد الدقة عندما قضى عشرين عامًا وهو يترجم الكوميديا الإلهية لدانتى . واعتمد على ثلاث طبعات إيطالية رئيسية وطبعات إيطالية أخرى ومراجعة الترجمات الإنجليزية و(الأمريكية) والفرنسية. وكتب فى المقدمة ((يظلم دانتى من يحاول ترجمة الكوميديا إلى لغة أخرى بأسلوب فصيح. لذا فإنّ أفضل ترجمات الكوميديا هى الترجمات التى يحاول مترجموها التجاوب مع دانتى والانتقال معه من الشعر الفخم إلى الكلام البسيط العامى الذى يجرى على ألسنة الناس فى الشارع والبيت)) (دار المعارف المصرية- عام 88- ص 69) ولم يكتف حسن عثمان بذلك وإنما قرأ تاريخ إيطاليا الثقافى والاجتماعى فى عصر دانتى. وكتب الأديب العراقى حيدر حيدر فى روايته (وليمة لأعشاب البحر) على لسان أحد الشخصيات أنّ ((دِنْ الرايب ما بى زبده)) أى أنّ الوعاء الذى فيه (رايب اللبن) لا يُخرج زبدة. وقد قال هذا المثل فى سياق نقد حركة العمال عبر التاريخ وأنّ كل الحركات الاحتجاجية لم تـُحدث أى تراكم ، فإذا كان المترجم غير واعٍ بالمعنى تكون ترجمته حرفية وبلا أى معنى . كما أنه عندما غنى أحد الأشخاص أغنية باللغة العراقية فإنّ بطل الرواية العراقى شرح المعنى للحاضرين . وعندنا فى مصر تعبير (نقبه علا شونه) فكلمة (نقبه) من التنقيب العربية والشونة هى أشبه ب (تل) من الغلال ، وأنّ شخصًا يبحث عن شىء ما ولم يستطع العثور عليه. وكذلك تعبير(شنه ورنه) ومعناه فى الوجدان المصرى (رجل له صيت عالى مسموع) و(شن) هى الخرطوشة التى كانت تكتب عليها اسم ملك مصر. و(رنه) من الرنين. فلو غاب هذا المعنى عن المترجم وهو يترجم من المصرى للعربى لوقف حائرًا ولا يعرف كيف يتصرف. وفى كل الأمثلة السابقة الدليل الدامغ على أننا نحن المصريين لنا لغة خاصة (مثل كل شعوب العالم) رغم أننا نستخدم العديد من الكلمات العربية ، ولكنها (معجونة) بالبنية Structure اللغوية المصرية والوجدان المصرى فى تعبيراته التى لا يفهما إلاّ شعبنا أو من عاش فى مصر وتعرّف على لغتنا القومية. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (9)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (8)
-
أحزان السياب السبعة
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (7)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (6)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (5)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (4)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (3)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (2)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (1)
-
الفكر الأحادى وأثره على البشرية
-
التعريف العلمى لمصطلح (العامية)
-
رد على الأستاذ طاهر النجار
-
لماذا يتكلم العرب بالمصرى ؟
-
القوميات بين تقدم الشعوب وتخلفها
-
جريمة تأسيس أحزاب دينية
-
الإسلاميون والماركسيون والأممية
-
مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية
-
متى يدخل الإسلام مصر ؟
-
جريمة الاحتفال بمولد النبى
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|