أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2














المزيد.....


العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 23:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العنف الديني إذا هو رد فعل لفعل يمس الشخصية الدينية الفردية والجماعية وبالتالي لا يمكن أن نعمم أن ك العنف مصدره القاعدة الدينية ولا الفكر الديني وإنما هو بالحقيقة خطأ في المعالجة يستند إلى تشديد مفهوم خارج المدى المتعارف عليه ومن ثم عزل كل مضاداته والملطفات التي تعاكس هذا الفهم وجعل القضية الدينية قضية شخصية متعلقة بصراع أجتماعي بين المعتدي والمعتدى عليه ولكن بلباس ديني , ولو كان هذا الفهم يستند إلى روحية النص مثلا فإن ما تعرض له المسلمون من يد طبقة امتهنت الحكم والسياسة باسم الدين أكثر مما تعرضوا له من أذى واعتداء خارجي كان الأجدر أن تكون المواجهة أساسا مع الداخل الإسلامي بمستوى ردة الفعل هذه , والتاريخ ملئ بالكثير من الأمثلة التي أنتهكت بها الشخصية الإسلامية بالظلم والقهر وعلى يد مسلمين مفترضا أنهم يدافعون عنهم .
هذا العنف الذي يمس الشخصية الدينية افردية والاجتماعية لا يتبلور إلا في حالتين حالة الفقر والحاجة واختلال التوازن الطبقي بين أفراد المجتمع التي تصل الحالة في أفراده أن يبيع نفسه وبعذر شرعي لمالك المال وحتى لمن يعد بذلك على أمل أن الهروب للأمام بدل مواجهة المشكلة في ظل عدم وجود أمل حقيقي في الخلاص من الفقر والعوز , لذا كثيرا ما ينشأ العنف الديني في هوامش المجتمع الفقير والأطراف البعيدة عن الأهتمام وهو حاضنته الأولى والأوسع والتي تستوعب دوما حمل العنف وتتحمل أيضا تبعاته لأن الفقير الذي لا يملك معرض دوما للاضطهاد الفردي والجماعي عكس الطبقات المتوسطة التي تكون لها الحرية أوسع في تدبير الحال أما الطبقات الراقية فكثيرا ما تكون بمنأى من الضغط الأجتماعي .
الفقر والعوز الأقتصادي مصدر مهم من مصادر الخلل والإنحلال الأجتماعي التي تمهد لفكرة أن المجتمع الذي أعيش فيه ولا يحترمني ولا يساويني في المعاملة وتوزيع الفرصة العادلة في العمل والاستقرار إنما يمثل لي حالة أغتراب يقرها ويعتمدها ويسعى أن لا أكون جزء منه وبالتالي من الحق الطبيعي أن أدافع عن وجودي من خلال كراهية لهذا المجتمع وتفعيل الحقد المقدس وتحويل هذه الكراهية إلى فعل تخريبي ثأري منه , هذه النظرية التي يتبناه الكثير من الفقراء المحبطين الذين يؤمنون أنهم قد غدروا وسلب حقهم الطبيعي يمهد لهم الانخراط في أي توجه فكري وعملي يحول الغضبة هذه أو يفسرها على أن العدو الخارجي هو الذي رتب هذه الفرضية وأن الله خلقنا متساوون في الحقوق والواجبات وبالتالي فالطريق الصحيح للانتقام من حالية المجتمع هو التحول لمحاربة أعداء الدين لأن نتيجة الأنتصار عليهم تصب في خانة انهيار المجتمع واستعادة الفرد لحقه المصادر .
العامل الأقتصادي المنحرف عن منحيات المقبول والممكن والمتسامح عليه أجتماعيا يسمى فقر والفعل المؤدي له بسمى التفقير وكل من يؤدي إلى ذلك من زيادة في الفوارق الأجتماعية والطبقية يزيد بالخلل الأجتماعي سواء أكان هذا العامل ديني أو فكري أو حتى سياسي مرده بالأخر إلى تميز الروابط التي تشد الإنسان للمجتمع وتصنع منه عبوة متفجرة لا تعلم بأي وقت سيؤدي انفجارها إلى أصابة المجتمع بعاهات دائمة تفقده الحيوية وسرعة المعالجة للتغلب على الأختلالات البنيوية فيه .
ليس الفقر وطبقة الفقراء فقط هي التي تتأثر بفكرة الأعتداء على الشخصية الدينة أيضا هناك ولو على شكل أفراد في الطبقتين الوسطى والعليا من المجتمع والذين يعيشون تناقضات بين مجتمعاتهم وبين ذواتهم الفكرية والدينية يكونوا عادة مؤهلين للانخراط في موجة العنف الديني ولكن أسبابهم هنا ليست كالأسباب التي تدفع بطبقة الفقراء والمسحوقين هنا الأسباب شخصية وبالغالب فكرية نتيجة أعتلالات في الأنا , وتحت تأثير القراءات الأخلاقية التي تبرر لهم حق الدفاع المقدس عن الدين وعن الشخصية الدينية ولكن بواقع المباشرة والتوجه القصدي لأعداء الدين .
الأسباب النفسية في غالب احيان التي تزرعها العوامل الأقتصادية كما في الحالة الأولى والدوافع الأجتماعية والفكرية في الحالة الثانية تهيئ الفرد لقبول فكرة التضحية , هذه الفكرة التي تجد في النص الديني تبريرا لها ووعدا من الله بالتعويض مشجعا حقيقيا لها يؤازر أمكانية التفجر الذاتي أنتقاما لقيم الله كما يظن معتقد مبدأ العنف لتطهير الأرض من عنصر الشر , المشكلة التي على هؤلاء قبل القيام بالفعل العنفي أن يسألوا أنفسهم هل حقا أن الله يريد منا أن نقتل الأخر لإتمام دينه ؟, وهل هو عاجز فعلا عن إيجاد الحلول المناسبة لهذا الخل الدنيوي , لو سأل كل متعنف هذه الأسئلة قبل الإقدام على مشروعه لضمن المجتمع أنه يتخلص من غالبية الدوافع التي تسبب العنف والإرهاب والتوتر وهذه الوظيفة يشترك بها وفي تفعيلها المختصون في المؤسسة الفكرية الدينية والأجتماعية كما يختص فيها من حيث أسلوبية المنهج الأسلم مجال علم الأجتماع السلوكي وعلم النفس والتربية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح1
- لو أني كنت رئيسا للعراق
- مكة وإسماعيل العربي ح1
- مكة وإسماعيل العربي ح2
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح1
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج2
- عراقية أنا والتاريخ ثوبي
- العراق وشروط تكوين الأمة
- بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان
- الحرية موقف من الحياة
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح2


المزيد.....




- دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاء
- أسباب ظهور الوذمة على الوجه
- أجهزة كهربائية لا ينصح باستخدامها مع سلك التمديد
- علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافد ...
- السعودية تلعب دور المُيسِّر وليس الوسيط
- بدأت هزيمة القوات الأوكرانية ويجري الاستعداد للقضاء عليها
- فريق ترمب يبحث عن بديل لزيلينسكي
- روبيو: واشنطن تريد معرفة التنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقد ...
- إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية المتجهة إلى موسكو
- صحيفة: الناقلة التي اصطدمت بحاملة الحاويات قرب بريطانيا مستأ ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العنف الديني والتطرف متلازمة اجتماعية أقتصادية ح2