غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 13:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وعـن داعــش.. والغرب.. والغباء.. من جــديــد...
إمــبــراطــور العالم باراك حسين أوباما, يريد ضرب داعش وخليفته إبراهيم في العراق.. ضربة قاسمة... ولكن في سوريا.. في سـوريـا يرغب معاقبته.. ومعاقبته فقط.. حتى يعود لأحضانه.. وينفذ ما يطلب منه.. مثلما كان عندما ســاعـد هو وأسـلافه من حكام وأباطرة أمريكا.. على اختراعه وخلقه... لهذا السبب يمكن أن تدخل قواته إلى سوريا.. ويمكن أن يحلق طيرانه الحربجي الفتاك في سوريا.. دون الالتماس مع القوات السورية.. ولا حتى أن يرمي السلام عليها.. كما يمكنه أن يصفي حسابه معها.. لاحــقــا.. دون أي تغيير بالمخططات العدائية السابقة.. ولكن كل شــيء بوقته... هكذا قرر الأمبراطور الجديد بــاراك حــســيــن أوبــامــا... منقذ العالم!!!...
فور صدور هذه التصريحات الدونكيشوتية... تابع التأكيد وعلى نفس الوتر السيد لوران فابيوس , وزير خارجية فــرنــســا, صباح يوم الجمعة من هذا الأسبوع, على راديو RMC Infos تجاه الصحفي المطيع والمعروف بأسئلته المحضرة التوجيه, والتب غالبا لا تزعج بل تسهل الجواب للمسؤول, Jean Jacques BOURDIN, ألا شيء تغير بالسياسة تجاه السلطات السورية الحالية في سوريا, ولا عودة للاتفاق على أي شـيء مع السيد بشار الأسد (رئيس الجمهورية السورية) ولكنه (أي المنقذ السيد فابيوس) سوف يعطي أسلحة من جميع الأنواع إلى ما تبقى من (المعارضة المعتدلة) لمحاربة توسع انتشار داعش وأخطارها.. ناسيا أو متناسيا أنه لم تعد توجد في سوريا أية معارضة (أو بطيخ مبسمر آخر) سوى داعش التي تحرق الأخضر واليابس.. وتعدم الأقليات بالمئات يوما عن يوم.. أينما تعبر... وتفجر الكنائس والمصلين بداخلها.. وحتى الناس داخل الجوامع الإسلامية أيضا... كما أكد هذا المسؤول (أللا عن شــيء) أن بشار الأسد هو المسلح والمشجع لداعش... خرافات وتخريفات غير مسؤولة.. وأي طفل في سوريا اليوم يعرف أن داعش أعدمت وقتلت الآلاف من شباب الجيش السوري.. بإعدامات جماعية وتفظيعات بلا أية قيمة إنسانية.. ووحشية لم تعرف بأي من الحروب.. لا أيام نيرون ولا جنكيز خان... ولا بأي من عصور الجاهلية... ولكن السيد فابيوس يمكنه الكذب والاختلاق.. والاختلاق والكذب كيفما يشاء دون أن يكذبه أحــد!!!... بالإضافة إن رئيس هذا الوزير السيد هولاند.. قرر أيضا تسليح المعارضة ومساعدتها.. بالرغم من أنه خلال كل هذا الأسبوع.. صرح عدة مرات أن داعش تجاوزت كل حدود الفظائع الإنسانية في سوريا والعراق ضد الأقليات وكافة المواطنين (المعتدلين)...
يعني أن الغباء السياسي.. مــتــواصــل.. بأمريكا وأوروبا.. وفي مقدمتها حكومة فــرنــســا الحالية... سياسة عمياء غبية بلا أيــة بــوصلــة... ولكن.. ولكن السياسات الغربية منذ منتصف القرن الماضي تتظاهر بالغباء.. تتغلف بالغباء.. ولكنها.. ولكنها تتابع الغباء.. وتنفذ سياساتها الغبية.. كما تفعل اليوم.. لأنها تنفذ سياسات مرسومة.. ولو كانت فاشلة منبوذة إنسانيا.. ولكنها تتابع أهدافها الرأسمالية البعيدة الأمد... لأن داعش, رغم خطورتها.. تــؤمن لــلــغــرب مشاريع إعادة الإعمار العالمية المستقبلة التي تحتاج دوما لآلاف المليارات من الأورويات والدولارات.. بالإضافة إلى خــلــق بعبع جديد وعدو جديد...وخاصة بعد اختفاء شبه كلي للبعبع الشيوعي العالمي.. والذي كان مبررا (وهميا مختلقا) لاستمرار الحرب الباردة والتسليح.. واليوم احتل مكان هذا البعبع المختلق الوهمي.. ما يسمى حرب الحضارات.. ومن خيوطها المفتعلة.. هذه الخلافة الإسلامية الجديدة... وخطر التطرف الإسلامي السياسي الحربجي.. والتي يحدثنا السيدان أوباما عن محاربتهما كليا في العراق.. وجزئيا وجراحيا.. ومن وقت لآخر في ســوريـا...
كل ذلك ومنذ بداية هذا الأسبوع.. يعني مناورات ومشاورات ودراسات.. وخاصة تأخير سياسي واستراتيجي وغبائي واضح يكرر أمام مجلس الشيوخ الأمريكي, ورغم تصريحات من وزير الدفاع الأمريكي Chuck HAGEL ورئيس أركان الجيش الأمريكي الأميرال Martin E. DEMPSEY.. بأن داعش وخلافتها سوف تكون بالأيام القادمة, وخاصة بالعشرة آلاف مقاتل الذين يحملون جوازات سفر من دول العالم أجمع, والذين حسب تحليلات هذين المسؤولين يعتبرون أكبر الأخطار المفتوحة ضد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وغالب دول العالم... منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر المعروفة في نيويورك الأمريكية...
إذن لماذا هذا التردد؟؟؟!!!...
إذن لماذا لا تعلن هذه الدول الغربية (الواسعة التقنيات والدراسات الاستراتيجية) خطة مشتركة واضحة دقيقة, كما تحارب منظمة الصحة العالمية الأمراض الخطيرة.. بكل أنحاء العالم؟؟؟... إذن ألا تمثل داعش وأنصارها وحلفاؤها وتفرعاتها السرطانية, بكل ما رأينا من فظائعها ضد الإنسانية في العراق وسوريا وإفريقيا والعديد من البلدان.. كـــاف لإدانة داعش وكل ما تمثل من خطر واضح مفتوح على الإنسانية جمعاء... حتى تعلن عليها حربا وقائية مفتوحة؟؟؟... ومساندة كل دول المشرق وخاصة ســوريـا والعراق الموجودة في قلب وفي الخط الأول لمواجهة هذا الخطر؟؟؟!!!... إن تبقت بأمخاخ رؤوس هذه الدول الغربية بقايا حكمة أو منطق... أم أنهم بكل صراحة بحاجة إلى ديمومة داعش واستمرارها.. من أجل استمرار ماكينة الخوف والترهيب.. لاستمرار ماكينة الحرب والتسليح.. واستمرار صناعة الحرب والتسليح العالمية... على حساب أرواح ملايين الضحايا والمهجرين في العالم.. وفي المشرق.. وفي العراق وسوريا بالتفصيل؟؟؟!!!...
*********
عـلـى الــهــامـــش :
ــ تــســاؤل مـتـزايد لا يتوقف في خــاطــري :
مدينة غـزة... مدينة غزة المنكوبة الجريحة التعيسة اليائسة الحزينة المقاومة الفلسطينية.. وثلاثة آلاف قتيل من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال الفلسطينيين الأبرياء.. وآلاف المنازل وعدد من جوامع الصلاة فجرها الطيران الإسـرائيلي.. وما زال يتابع التفجير منذ 48 يوما حتى اليوم... ولم أسمع كلمة واحدة بهذا الخصوص من الخليفة إبراهيم الداعشي.. ضد هذا الاعتداء الآثم الغاشم.. ولا تهديدا منه ضد دولة إسرائيل... بينما شاهدنا فيديوات على وسائل إعلام عربية وغربية مختلفة التي صـورت عن مقاتلي هذا الخليفة في العراق.. عن قتل جماعي لأكثر من ثمانين مصلي عراقي مسلم في مسجد مصعب بن عمير بمدينة ديالي العراقية... بدون أي ذنب أو سبب... هكذا جريمة مجانية.. للترهيب والإرهاب.. لا غــيــر... ولم أسمع أي اعتراض أو استنكاف من جماعات المعارضـات السورية (المرحومة) أي بيان تتبرأ منه ومن هذه المؤسسة الإجرامية.. ومجموعة أفعالها وشرائعها ســواء في ســوريــا أو في العراق.. أو في أي مكان من العالم.. حيث تنتشر جذورها الأخطبوطية والسرطانية...
وهل هناك بعد حكومات مسؤولة غربية أو عربية.. يمكنها أن تتابع تمويل ودعم داعش ومن يحالفها أو يتفرع منها بتسميات هيتيروكليتية عجيبة غريبة؟؟؟... ولا تــحــاول التفاهم والاتفاق و مساعدة أي نظام في المشرق.. وخاصة في العراق أو ســوريـا يقاوم بــجــد وصمود وبكل إمكاناته.. هذا الخطر الإرهابي الإسلاموي الجديد الذي يهدد الإنسانية بكاملها.. وكل الشرائع الإنسانية؟؟؟!!!...
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق وأطيب تحية مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟