حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 10:28
المحور:
الادب والفن
سهل ألا تجد نفسك
ولا تعرف لونك ولا طعم روحك
فتحاول أن تكفر الناس بمن لهم طعم ولون ورائحة
سهل أن تشعر أنك جبان جدا
وتمسك ذاتك مرارا في ذات فعل الخوف والهروب
فتحاول أن تشوه المناضلين بحق
وفرسان الميادين التي لم تراها غير في التلفاز المضلل
سهل أن تعرف أنك نكرة
ولا أحد يمكنه أن يتذكرك
وأنك لم تترك بصمة حقيقة في أعماق أحد ما
فتحاول أن تمسح آثار أقدام المعلمين ونحتهم ..
وتحطم أيقوناتهم
لكي يتساوى الجميع في نظرك .. نظر الصفر
سهل أن تدرك أنك أناني إلى الدرجة العظمى
وكم مرة تركت الغرقى وهربت بمفردك
وكم مرة قفزت من أبنية الزلزال وأغلقت الباب خلفك على من هم في الداخل
فتقرر أن تشوه كل من حاول إنقاذ الغير
وتعلن أسباب رخيصة لكي لا يصير بطلا في عينك ولا أعين أحبائه
سهل أن تعرف أنك دخلت وستخرج من الحياة عريان من المعنى ومن الأحباء بحق
فتقرر أن تغتال العاشقين للمعنى ..
والممتلئين بالونس والدفء والمعية والرفاق والأحباء دائما
تعرف أنك وحدك وستظل وحدك
لأنك لم تحب قضية ما بحق
ولم تحب أحدا بحق
فتظل بلا انتماء وبلا وطن
وبلا أرواح تحميك وتفديك
ستظل وحيدا وفارغا وراجما ..
لا تحمل غير النميمة التي تحرق الباقي منك
قالوا عليه قديما لا يجلس إلا مع العشارين والخطاة .. وأنه شريب خمر
وهو من كان .. وسيظل
يخرج من بين أيديهم وأنيابهم .. سالما
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟