أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مصيدة المقاومة القاتلة














المزيد.....

مصيدة المقاومة القاتلة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 00:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


يدور الحديث عن دعوة لهدنة غير محدودة للعدوان الدائر على غزة بهدف إفساح المجال للتوصل إلى اتفاق بين المقاومة والاحتلال وخلال هذه الفترة يبدو جنون الاحتلال يتعاظم بهدف زيادة الضغط على المقاومة لقبول بذلك فما يجري الآن هو تدمير وتدمير أكثر وأكثر فقد بات ثلث سكان قطاع غزة بلا مأوى وثلث آخر بلا عمل بعد إن استهدفت كل مكونات الاقتصاد الغزي الجريح والمتعب أصلا في حين لا يمكن حتى لمن يجد قوته غدا أن يأكل أمام الجياع.
إن على المقاومة وحماس في المقدمة أن تتنبه إلى ما يحاك لها من فكرة الهدنة طويلة الأمد فهي ستقف فور ذلك أمام استحقاقات خطيرة سيفرضها عليها واقع الحال فلا يمكن البدء بإيجاد حلول ما دامت المفاوضات قائمة وقبل التوصل إلى أي اتفاق وقد يجري خرق هذا الاتفاق أيضا مرارا وتكرارا وسيجد الناس أنفسهم في حال انتظاري لا نهاية لها او لا احد يعرف نهايتها ما دامت مناورات الاحتلال قائمة وما دام هناك من يساند الاحتلال عربيا ودوليا.
على المقاومة أن تتنبه إلى واقع الحال بكل تفاصيله منذ اللحظة قبل أن تفكر بقبول هدنة لا نهاية لها ستضعها أمام واقع الحال التالي
- ثلث السكان بلا مأوى
- ثلثهم بلا مصدر رزق
- الثلث الباقي لم يعد يملك حق الاستقلال ببيته بعد ان اضطر لاستضافة غيره
- لا عمل ولا مصدر رزق ولا ماء ولا كهرباء
- المدارس تبدأ ولا مكان لذلك في غزة
- فصل الشتاء على الأبواب
- لا فرصة لإيجاد حلول مؤقتة لذلك
إن هذا الواقع سينصب برمته على رأس المقاومة وفي مقدمتها حماس إن لم يقترن أي حل بإيجاد آليات لإنقاذ الناس وتحقيق ابسط مطالبهم اليومية أولا والسريعة فالقدرة على الصمود تحت النار وروح المقاومة التي تعيشها غزة اليوم لن تكون نفسها تحت وقف لإطلاق النار بهدف التفاوض وبلا أفق فالجميع يدرك أن لدى الاحتلال قدرات لا حدود لها على المماطلة.
يجب إيجاد آليات واضحة ومحددة أولا لحماية معنويات الجمهور الذي سيجد نفسه بلا غطاء وعلينا أن لا نغلق أعيننا على حقائق ستنشأ على الأرض فور أن تتوقف صواريخ الاحتلال التي تشكل الآن أداة الوحدة والتلاحم بين جماهير القطاع لكن ذلك لا يمكنه أن يصمد طويلا أمام استحقاقات الحياة لأطفال ونساء ومرضى وأمام آلاف الجرحى وأمام تفاصيل الحياة الإنسانية التي يدركها الجميع.
إن الهدف من الهدنة طويلة الأمد هو وضع حماس والمقاومة أمام مسئوليات لا حل لها واعتقد أن حماس تدرك أكثر من غيرها ماذا يعني الوقوف أمام استحقاقات الجمهور وقضاياه ومطالبه وأعيدهم إلى تجربة الإخوان المسلمين بالحكم في مصر حين وجدوا أنفسهم أمام أزمات في الكهرباء والماء والخبز حتى تمكن أعدائهم من اعتبار وجودهم هو سبب الكارثة.
رغم الفارق بين مواجهة العدو القومي والوطني وما جرى من أزمة داخل مصر إلا أن حقيقة قدرة الناس على تحمل هذا الحجم من الضغط والظروف القاسية والتي ستتفاقم حتى تطال جميع السكان بما فيهم أكثر المؤيدين لحماس والمقاومة وبالتالي فان أي قرار سياسي أو أي رد على أي أوراق قد تطرح يجب أن تحصل أولا على حق الناس بحياة كريمة ويمكن لهذا الطلب أن يكون ثمن أي موافقة على أية ورقة حتى تتمكن المقاومة أيضا من تحمل أية مراوغات أو مماطلات دون أن تجد سيف احتياجات الناس مسلطا على رقبتها.
بكلمات واضحة على المقامة إن أرادت الموافقة على أي هدنة جديدة أيا كان نوعها أن تحصل على ثمن مباشر لموافقتها لا علاقة له بالمفاوضات أو نتائجها يتلخص ببند واحد وهو البدء الفوري بإغاثة المنكوبين بما في ذلك البدء الفوري بإيجاد مأوى لمن هم بلا بيت حتى لو كانت خيام سريعة أولا ثم كرافانات لكن ترك الحال على ما هو عليه والذهاب إلى مفاوضات لا احد يعلم مداها سيجعل من ذلك ( بلا تجميل للواقع أو تجاهل للحال ) انتحار للمقاومة.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاروخ الشعب الذي لا يقهر ... عودة 9م
- أرض واحدة امة واحدة
- من قتل ياسر عرفات ... اي سؤال هذا
- خيارات وخيارات الا المفاوضات
- مقدمات للبيان القومي العربي الأخير
- العودة إلى الأصل فلسطين التاريخية كونفدرالية أو موحدة
- استحقاق أيلول والمخاطر المحدقة
- رسائل فلسطيني الى امراة نائية
- إنهاء الاحتلال المشروع الوطني الفلسطيني الوحيد
- الحداثة في التفكير السياسي الفلسطيني
- العلمانية عند العرب...من الاصالة الى البؤس
- جتمعة الفرد ... فلسفة بناء الذات من خلال الآخر
- بلستاين داي
- من شحيبر الى دولة رئيس الوزراء
- فذكر ان نفعت الذكرى
- في مواجهة العنصرية
- الحرية للسريين معا
- وحدة فتح ... مهمة كل الفلسطينيين
- الاعلان اليساري مقدمات ضرورية
- التاسع من كانون الثاني - ميلاد دويلات فلسطين


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - مصيدة المقاومة القاتلة