أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - سنوات الستينيات و السبعينيات اللاهبة














المزيد.....

سنوات الستينيات و السبعينيات اللاهبة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 23:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بينما كان عبد الناصر يقوم بانعطافة في سياساته الاقتصادية و الاجتماعية أدت في جملة نتائجها إلى مغادرة اليساريين المصريين لسجونه التي كانوا قد دخلوها منذ منتصف الخمسينيات , و بينما كان "الغاضبون" من الإخوان يلتفون حول سيد قطب و كتاباته الأخيرة الدافعة باتجاه إسلام راديكالي معادي علنا للسلطة القائمة قبل أن تسحقهم قبضة الأجهزة القمعية الناصرية , و بينما كان فدائيو فتح يهاجمون بإمكانياتهم المتواضعة المستوطنات الإسرائيلية , و الضباط البعثيون يختلفون و يتصالحون في بغداد و دمشق , لم يكن العالم العربي بعيدا عن الموجة الثورية التي اجتاحت العالم في سنوات الستينيات اللاهبة .. إلى جانب اليسار العربي الرسمي في أحزابه الشيوعية و القومية المعروفة , كان هناك يسار راديكالي حاول أن يؤثر في مجرى الأمور , بعيدا عن مناورات اليسار الرسمي مع الأنظمة الحاكمة , أو في مواجهة الاثنين معا .. كان هناك العفيف الأخضر , الذي هرب من تونس إلى باريس فالجزائر حيث شكل مع عدد من اليساريين الجزائريين مجموعة مؤيدة لسياسات "التسيير الذاتي" لبن بله , قبل أن يغادر مع انقلاب بومدين إلى أوروربا الشرقية فبيروت .. في تلك الفترة قدم العفيف الأخضر نقدا تحرريا و لا سلطويا للستالينية العربية , للتصورات الدينية السائدة و للكبت الاجتماعي و الجنسي , نقدا غير مسبوق في العديد من جوانبه .. و يومها وقف تونسي آخر هو مصطفى خياطي , أحد أعضاء أممية صناع المواقف التي قدمت تفسيرا تحرريا للماركسية , إلى جانب بن بله و سياساته في التسيير الذاتي , التي كانت الأممية قد تبنتها كبديل عن التنظيم البيروقراطي الدولتي للمجتمع .. في عام 1966 كتب مصطفى أيضا كراسا عن حالة الطلاب الفرنسيين يومها كان الشرارة البعيدة لأحداث ربيع و صيف 1968 اللاهبة .. في عام 1973 , اجتمع عدد من الطلاب العرب في لندن و باريس و فيينا ليعيدوا إحياء الحركة السوريالية العربية بعد انكفاء موجتها الأولى مع جورج حنين و رمسيس يونان في أواخر الثلاثينيات و أوائل الأربعينيات , و أصدروا بيانا في عام 1974 انتقدوا فيه الأنظمة البوليسية و الخطاب القومي العربي و الروح العسكرية و القمع الأبوي و الذكوري و الكولونيالية الجديدة , و دعوا إلى تحرير الخيال .. كانت أفكارهم تلك , و التي استمروا بعرضها في مجلتهم "الرغبة الإباحية" , مستمدة , إلى جانب السوريالية المعروفة , من أفكار ثورات الستينيات , خاصة أفكار أممية صناع المواقف و الحركات النسوية و حقوق السود .. في إسرائيل ظهرت منظمة ماتزيبن الاشتراكية التحررية , التي تألفت من راديكاليين فلسطينين و يهود , و كانت مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي , القوتين السياسيتين الوحيدتين اللتين أدانتا حرب يونيو 67 و طالبت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة و القطاع , و أصدر ناشطوها مجلة خماسين , التي كتب فيها فلسطينيون و عرب و يهود , بمن فيهم العفيف الأخضر نفسه , ضد الاحتلال الإسرائيلي و الأنظمة الرجعية و القومية على حد سواء .. مع اشتداد عنف الحرب الأهلية اللبنانية غادر العفيف الأخضر بيروت إلى باريس , و في وقت لاحق تحول إلى الليبرالية .. و يكاد يكون تراثه النقدي التحرري قد غاب أو غيب تماما من التداول الثقافي .. خرج مصطفي خياطي من أممية صناع المواقف في عام 1969 و حصل في أواخر السبعينيات على دكتوراه من جامعة باريس في تاريخ الشعوب الإسلامية , و هو يستمر اليوم بدراسة تاريخ الفكر السياسي .. اختفت مجلة الرغبة الإباحية سريعا , أما منظمة ماتزيبن فقد تعرضت للملاحقة و أيضا للانشقاقات الداخلية .. و اتهم عدد من أعضائها في السبعينيات بالتخابر مع العدو بسبب زيارة مزعومة قاموا بها إلى دمشق , و أخيرا أخذت بالتراجع لصالح منظمات احتجاجية و حقوقية جديدة .. غادر أكيفا أور , أحد قادة ماتزيبن إسرائيل في عام 1964 إلى الخارج للعمل رغم استمراره بنشاطه الثوري في الخارج , و لحقه بعد وقت قصير مؤسس ماتزيبن الآخر , موشيه ماشوفر .. كتب هؤلاء جميعا مدافعين عن الديمقراطية المباشرة , رافضين و منتقدين اليسار العربي الستاليني و القومي و كل الأنظمة البوليسية على اختلافها , هاجموا الثقافة السائدة , خاصة أبويتها و قمعها للجسد و الرغبة , و هو شيء غير مسبوق , رغم أنه لم يبق محصورا فيهم بالتأكيد .. انتهت الصراعات داخل النخبة العسكرية الحاكمة في دمشق و بغداد و القاهرة إلى تراجع السادات عن سياسات عبد الناصر الداخلية و تحالفاته الخارجية , تحقيقا لمصالح الطبقة الحاكمة التي خلقها عبد الناصر نفسه , و في بغداد و دمشق قام نظامان أكثر قمعية , استفادا من أموال النفط و غيره , تماما كما فعل النظام السعودي , لتكريس حكمهما و محاولة توسيع نفوذهما إقليميا .. و استخدمت تلك الأنظمة سطوتها و نفوذها و أموالها في رسم خارطة المنطقة من لبنان إلى أفغانستان .. و بدأت مرحلة طويلة من تآكل اليسار العربي الستاليني أصبحت فيها المساومة هي خياره الوحيد , سواء مع النظام القمعي القائم أو مع كل ما هو قمعي في الثقافة السائدة .. و تحول إعجاب النخب المثقفة من الشرق الستاليني إلى الغرب "الحر" .. و في هذه الأثناء كان جيل غاضب يتشكل , بعيدا عن كل شيء , و بعيدا عن أعين الجميع , جيل ستكون مهمة قمعه و إسكاته من جديد هي الأولى على جدول أعمال الجميع في السنين القادمة .. في هذه الأيام قد يكون من المفيد تذكر أيام الستينيات اللاهبة , التي شهدت عودة ظهور البديل التحرري عربيا , ربما لأول مرة منذ عقود , أو قرون ربما



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأو ...
- رسالة إلى الرفاق الأناركيين الكرد
- زوال أوهامي عن روسيا , لإيما غولدمان
- عن المجموعة الأناركية كرايم ثينك crimethinc
- الدين , و الثورة .. بين التاريخ و الحاضر
- الأناركية النقابية عن الإضراب العام
- ماكس شتيرنر : الأناركي الذي يحب كل إيديولوجي أن يكرهه للأنار ...
- الشيوعي المجالسي الألماني باول ماتيك يستعرض كتاب الثورة المغ ...
- مبادئ النقابية الثورية * - من دستور الممية الأناركية النقابي ...
- أهداف الأممية الأناركية النقابية جمعية العمال العالمية
- عن مجالس العمال مقابلة مع الشيوعي المجالسي ( 1 ) الألماني با ...
- مأزق الثورة السورية , و الثورات العربية
- استراتيجية قوى المقاومة و تكتيكاتها
- كلمتين و بس
- عن هزيمة قوات المالكي أمام داعش
- حسن جزرة : المجرم و الثورة
- هزيمة الثورة , متعة الثورة
- عمر عزيز و نهاية المثقف
- كم أتمنى لو أني كنت مخطئا و أنكم على حق
- السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - سنوات الستينيات و السبعينيات اللاهبة