بطل من بلادي

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 01:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

علي ,أحد طلابي الطيبين , منذ سني دراسته نشأت بيني وبينه علاقة إحترام من نوع خاص , فقد كان مع كل ما تبدو عليه من معالم العوز واثقا جريئا مؤدبا يجيد الأحترام فيستحقه .
يحرص على ان يحييني كلما التقاني باحترام ويصر على مساعدتي بأي شكل , تطوع للخدمه العسكريه في القوه الجويه ثم تحول الى أحد الالويه البطله بعد سقوط الصنم , يحمل الان رتبة رائد في الجيش ويشغل منصب حساس في احدى القطعات العسكريه في مناطق المواجهه مع الأرهاب , التقاني وانا خارج من الدوام اليومي في عنفوان قيظ يوم لاهب , أصر كعادته على إيصالي الى البيت , ولم تنفع معه حجتي هذه المره وهو العارف بموقع بيتي وبُعده عن حيث ضادفني
ونزولا عند رغبته أركبني في سيارته وتوجه بي الى البيت الذي يعرف طريقه حين كنا متقاربي السكن قبل تحوله الى داره الجديده , دار بيننا حديث عرفت من خلاله انه _رغم هدوء نبرته – ذو إرادة صلبه ومعنوية عاليه , كان صريحا جدا ومن بين ما قال : إن وضعنا الان افضل بكثير إذ لم يبق في الجيش غير أولئك الذين عرفوا ان مهنتنا هي مهنة الموت , فقد غادرنا الطارئين .
-وهل يعقل ان يكون وضع قطعه عسكريه بحال افضل رغم نقص العدد؟
-نعم فالبعض كان قد انخرط في الجيش رغبة بالحصول على راتب ولم يتم إعدادهم وتدريبهم لإحتمالات المواجهه القائمه ألأن , لذا فقد غادرنا الكثير منهم ونحن لسنا على ذلك آسفين , فعدد أقل مع خبرة ودِربة ودرايه أفضل من وجود اعداد اضافيه تنقصها خبرة المواجهه ولاتعرف التزامات الانخراط في الجيش .
- وهل وصلتكم اعداد من المتطوعين ؟
-نعم وهم على كثرتهم يتمتعون بمعنويات عاليه , لكن كانت هناك ميزه إضافيه لمتطوعي (الرميثه) , فهم اكثر إنضباطا وتسليحا , وقد رافقهم بعض الضباط , ومن يقودونهم هم من أهل الخبره العسكريه السابقه لذا فنحن لسنا قلقون عليهم إما الاخرين فهم بحاجه الى تسليح وتنظيم اكثر وأعتقد إن وضعهم سيكون أفضل في قادم ألأيام .
- أهل الرميثه احفاد ثوار العشرين بهم بدأت وهم أخر من استمر بالقتال , وقد شهد لهم بذلك الاعداء , لكن لماذا تفضل المدني المتطوع على جندي كان ضمن ملاكاتكم وغادر المعركه ؟
- المتطوع جاء أصلا ليقاتل , أما من تعنيهم فقد دخلوا سلك العسكريه وقد دفع بعضهم( رشوه) ليضمن قبوله , وبعضهم جاء بأرادة أحزاب ارادت ان تضمن صوته واصوات عائلته , ورغم ذلك فقد أثبت بعضهم شجاعته وكفائته وهم الان معنا في خنادق المواجهه .
- أوصيته ان يحرص على نفسه , فرد بهدوء : نحن نمتهن مهنة الموت , والشهادة دون الوطن شرف .
هنيئا للعراق بك وبأمثالك أيها البطل , هنيئا لنا بكم أيها الاشاوس , تحية لكل من عرف قدسية المهنه التي يمتهنها من رفاق السلاح , والف تحية لمن مات ويده على الزناد يذود عن موضعه كعرين أسد , أو من كان يثب للامام كصقر ينقض على بغاث حين يصول , رعاكم الله يا أبناء العراق كل العراق وويل لمن ينال من وقفتكم المشرفه , ومن يحاول أن يقلل من أهمية دوركم المفصلي في هذا الزمن الصعب , قلوبنا معكم وعليكم نعلق ألأمال .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات