عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 21:44
المحور:
كتابات ساخرة
لديّ كلبانِ صغيرانِ ، من كلاب الزينة .. اسمهما " فلفل " و " فتّوش " . وقد سُمِيّا بهذين الأسمين ، لأنّ لونهما أسود ، ومُصَخّمْ .. كسواد ، وسخام الأوضاع الحاليّة .
هُما لا يعَضّان .. و لكنّهُما ينبحان .
و لهذا فعندما يقتربُ غريبٌ من البيت ، فأنّهُما ينبحان .. وينبحان .. وينبحان .
ينبحانِ كثيراً .. ويَنظُران إليّ .. أنا " ربُّ " البيت .
فإذا لم أفعلْ شيئاً للقادمِ الغريبِ ، توقفا عن النباحِ ، و ناما على الفور .
وهكذا تتكرّرُ هذه الممارسة ، كلما اقتربَ غريبٌ آخر ، من بابِ البيتْ .
هكذا نتبادلُ ، أنا و هُما ، أدوارَ القوّةِ والضَعف ، مُكتَفينَ بأوهامِنا حولَ سُبُلِ الحمايةِ من " العدوّ " ، الذي يتربّصُ بنا ، قُربَ سياجِ البيت .
وبطبيعةِ الحال ، فأنّ الغريبَ سيعتقدُ أنّ الكلابَ التي لا يراها ، بل يسمعُ نباحها الكثيف من داخل البيت فقط ، هي كلابٌ حقيقيّة .. تَعَضُّ ، و تمْعَطُ كالذئاب ، وليس مجردَ كُرتينِ صغيرتينِ من الشَعْر ، اسمهُما .. " فلفل " و " فتّوشٍ " .
ولهذا .. فأنّ الغريب عندما سيكتشفُ المصادر الحقيقيّة للنباح المتواصل والكثيف .. فأنّهُ ، واستناداً إلى حسابات " الكُلفةِ " و " العائِدْ " ، قد يُقرّرْ دخول البيت .
عندها .. لا أنا ، ولا " فلفل " و " فتّوشْ " ، سنستطيعُ أن نفعل شيئاً ، دفاعاً عن البيت .
عندها .. لن يكون لهذا البيتِ مَنْ يحميهِ من الغرباء ، حتّى لو كان في هذا البيتِ ألفُ " فلفلٍ " وألفُ " فتّوشٍ " ، وألفُ " ربٍّ " .. مثلي .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟