التقويم: المصري/ القبطي/ التوتي

سامي حرك

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 10:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لما كان التقويم المصري, إسمه التقويم التوتي
مصر طول عمرها شغالة بالتقويم المصري, من سنة 4241 ق.م, إنما للأمانة, مكنش تقويم مستمر, يعني بيبدأ العد مع حكم كل ملك مصري, وينتهي بنهاية عهده, ويتعاد التصفير من جديد, وهكذا.
الرومان هوما أول ناس عملوا تقويم مستمر, سنة مدتها عشر شهور, وأيامها بتتغيير حسب الظروف السياسية, إنما لما يوليوس قيصر دخل مصر, وشاف تقويمها المظبوط باليوم والساعة والدقيقة, كلف الفلكيين اللي في مكتبة إسكندرية (حوالي سنة 45 ق.م) يظبطوا التقويم الروماني على حسب التقويم المصري, وسموه التقويم اليولياني.
سنة 284 ميلادية, الكنيسة المصرية إعتمدت التقويم المصري, بداية من السنة دي اللي هي سنة الشهداء المسيحيين, بإسم "تقويم الشهداء", إنما مصر كلها إستخدمته حتا بعد ما أصبحت الأغلبية مسلمين, بإسم التقويم القبطي, ولغاية إنهاردة الفلاحين (مسلمين ومسيحيين) بيزرعو وينظمو أشغالهم حسب شهور التقويم المصري.
سنة 1839, في عهد محمد علي باشا, مع تحديث الإدارة, صدر قرار بإعتماد التقويم المصري أساس لأعمال الحكومة, إنما بإسم "التقويم التوتي" نسبة لأول شهر من شهوره "توت", عشان يهرب من الإسم اللي كانو فاكرينه إسم طائفي.
في نهاية عهد الخديوي إسماعيل, وبسبب الديون, الإنجليز إتحكمو في الإدارة المالية, و صممو يلغو التقويم التوتي, فصدر سنة 1875 قرار إعتماد التقويم الجريجوري (الميلادي).
الموظفين عملو غاغة (ثورة) وإعترضو على تغيير التقويم, والصراحة إن الثورة مكنش سببها غيرة على التقويم الوطني, إنما كان السبب إن قبضهم نقص شهر كامل, لأن التقويم التوتي من 13 شهر, بإضافة الشهر الصغير (5 أيام), فكانو بيقبضوا قيمة شهر كامل عن الشهر الصغير, الإنجليز ضحكو عليهم وصرفو لهم مكافأة تعويض أول سنة, لحد ما هديو, وبعد كدا إشتغلوا بالتقويم الجريجوري الميلادي, لحد إنهاردة.
سنة 1997 عرفت المعلومات دي, وغيرها في صالون محسن لطفي السيد, وصممت أنشر بين المصريين تقويمهم الأصلي, وبمعاونة صديقي "بيومي قنديل" حسبنا التقويم المصري المستمر من سنة 4241 ق.م, وقمت بتصميم وتنفيذ أول نتيجة للتقويم المصري مع مطبوعات مكتبي, ومن يومها وكل سنة تطلع النتيجة وأعمل ندوة أو مقالة, لغاية سنة 2007, إنضم لي مازن مصطفى وإيهاب قاسم وعزة سليمان, وعملنا أول حفلة كبيرة للتقويم المصري, وكانت في القرية الفرعونية.
بعد كدا, إنضم للفريق ناس كتير, وإهتمت جمعيات ومؤسسات, والسنة قبل اللي فاتت وزارة الثقافة كلفتني أعمل أجندة رسمية للتقويم المصري عن السنة 6254, والسنة اللي فاتت محافظ الدقهلية إستضافني في أكبر قاعة بالمحافظة, عشان أتكلم عن التقويم, بالإضافة إننا كل سنة كان فيه حفلات مختلفة في حديقة الأزهر والمجلس الأعلى للثقافة وغيرها, وكنا بناخد مركب مع اصدقاءنا ونحتفل في النيل.
السنة دي (6256) الإحتفالات بالسنة المصرية الجديدة, هتبدأ في إسكندرية (30 أغسطس), وفي القاهرة (6 سبتمبر), وفي المنيا (7 سبتمبر), وفي المنصورة (9 سبتمبر), وفي الهرم (10 سبتمبر), وفي المتحف القبطي (13 سبتمبر), وفي دهب وشرم الشيخ (14 سبتمبر) وتنتهي الإحتفالات بحفل فني كبير في كلوب محمد علي (19 سبتمبر) ... دي الفعاليات اللي عندي إتصال باللي بينظموها, إنما بالتأكيد ناس تانية مصريين, زينا وأحسن شوية, هيحتفلو ويخلدو أهم حدث فلكي عند المصريين, تنظيم الوقت, وترويض الزمن, بالسنة المصرية, والتقويم المصري.


- تحية لكل من رافقني في كل أو جزء من رحلة بدايتها 1997, في مشوار تنظيم إحتفاليات "التقويم المصري": محسن لطفي السيد/ بيومي قنديل/ طلعت رضوان/ كمال فريد/ وسيم السيسي/ عادل درويش/ مازن مصطفى/ إيهاب قاسم/ عزة سليمان/ إسحق حنا/ إسماعيل وصفي/ روماني جاد الرب/ عبد العزيز جمال/ ناصر المصري/ أبونا متياس/ عصام ستاتي/ رامي كامل/ محمود سعد/وائل صلاح/ منى ماهر/ وفاء علي/ إيهاب عبده/ أشرف عزت/ ياسر البارودي/ أحمد حازم/ محمد حكيم/ سامية علي/ نيللي وجدي/ محمد غازي/ سوسن حامد/ فتحي فرج/ صبري سعيد/ عماد أبو غازي/ أمنية طلعت/ محمد شمروخ/ شادي عجوة/ حازم فهمي/ محمد جيلاني/ محمد حرك/ مجدي فتحي/ ملك واصف/ مؤمن سلام/ رضوان علام/ ماجد الراهب/ جميل عبيد/ هنا مكرم ... وأعتقد إني نسيت أصدقاء كتير قدمو فكرهم وجهدهم, فلجميع حراس الهوية المصرية الشكر.

#سامي_حرك (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات