أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشا ممتاز - لماذا فشلت الثورة ؟














المزيد.....

لماذا فشلت الثورة ؟


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


révolution وتعنى ثورة بالفرنسية

لو فككت المصطلح ستجده يتكون من مقطعين

rêve ....ويعنى حلم

évolution ....ويعنى تطور

والثورة هي الحركة التي تقود المجتمع لتحقيق حلم التطور إلى الأفضل.

فهل كانت الثورة المصرية تحمل هذا الحلم ؟

لا لم تكن تحمل أي قيمة أو إضافة فعلية ولكنها كانت مجرد رد فعل أو شكوى من سوء الأحوال المعيشية يمكن أن يطلق عليها انتفاضة شعبية ..

ولكنها لم ترتقي لدرجة ثورة حاملة لبذور قيم جديدة يمكن أن تضاف للمجتمع المصري وتصنع فيه تغييرا جذريا حقيقا

لم تضع التنظيمات التي تحدثت باسم الثورة على أجندتها تصور سياسي أو اقتصادي أو اخلاقى متماسك و مفيد للمجتمع .

لم تدافع عن قيمة مثل المساواة بين المواطنين سواء في الجنس أو الدين واقصد هنا المساواة التامة بين المرأة والرجل بين المسيحي و المسلم والبهائي واللا ديني .


لم تحمل قيمة العلمانية بل لم تتجرأ على النطق بها وإقناع الناس بمدلولها وتعنى وقوف الدولة على الحياد من كافة الأديان والمعتقدات وفصل الدين عن الدولة لا المجتمع .

لم تحمل قيمة الحرية بكافة أشكالها وعلى رأسها حرية الفكر وحرية العقيدة وحرية تغيرها وحرية تركها وحرية نقدها وحرية الملبس وحرية التعبير وغيرها من الحريات الأصيلة التي لا غنى عنها .

لم تحمل قيم التحضر واحترام الآخر وحقوق الإنسان, بل جاء الطرح نفعيا يصب لصالح فئات معينة ويغفل الأخرى !

ولم تكن حقوق الإنسان مطروحة بشكل قيمي مجرد ..

فلكي تعترض على انتهاكها ويكون لاعتراضك صدى عليك أن تصدر وثيقة حقوق الإنسان العالمية في مجملها على قائمة مطالبك لا أن تنتقى منها جملة هنا وسطرا هناك ,فقد تم انتقاء بعض الحقوق التي تساير هوى النشطاء وتركيز الضوء عليها و إهمال الأخرى

لكي تطالب بحقوق الإنسان لجماعة دينية مثل الإخوان وتدافع عنها وعن أفرادها فعليك أولا أن تدين فكر تلك الجماعة العنصري الطائفي المنافي لحقوق الإنسان التى تدعى الدفاع عنها وان تدعوا لعزل أفكارها من الحياة السياسية لاصطدامها بمنظومة حقوق الإنسان و المواطن لا أن تعتبرها فصيل سياسي وطني !

عندما ترفض التعذيب في السجون والمعتقلات وتطالب بصون كرامة وجسد الإنسان , عليك أن تطالب في نفس الوقت والدرجة بوقف الممارسات التي تنتهك جسد وكرامة المرأة فى المجتمع مثل الختان وجرائم الشرف والدخلة البلدي و تقديس البكارة في شكل منديل الدم وغيرها من السلوكيات التي قد يقوم بها او يدافع عنها نفس الناشط السياسى الرافض للتعذيب بكل أريحية وباسم العادات والتقالييد او بإسم المقدس !!

عليك أن تدين كافة العقوبات الانتقامية فى حق من تعارضهم بل تضع حقوق الإنسان كمعيار دائم لكل سلوك يصدر عنك أو قانون تطالب بإصداره لا مجرد معيار انتقائي , فوجدنا مثلا من الثوار الرافضين للحكم الديني من يطالب بإخصاء المتحرش على الرغم من وحشية العقوبة وهمجيتها والتي لا تختلف كثيرا عن عقوبات الشريعة الأمر الذي لا يمكنه أن يستوي مع تقديس حقوق الإنسان ونسبية العقاب مع الجريمة .

في الوقت الذي تطالب فيه بتمكين الشباب الثوري يجب أن تطالب برفع الظلم والتمييز الممارس على غير المسلمين وخاصة المسيحيين في المناصب وتمكينهم ايضا .


في الوقت الذي تطالب فيه بحرية التظاهر فعليك ان تدافع عن حرية زواج المسلمة من غير المسلم مثلا أو حرية الإنسان في تغيير معتقده أو حريته في عرض فكره دون الخوف من مقاصل التكفير , أن تطالب بحرية البهائي في بناء دار عباده له كما تبنى جوامعك وحريته في ممارسة عقيدته.

عندما تتكلم عن العدل فلتطالب بالتوزيع العادل للميراث مثلا بين الذكر والأنثى أو العدل في تكافوء فرص الوظائف مثل تولى المرأة لمنصب الرئاسة و القضاء مثلا .

عليك أن تعلم عزيزي الثائر أن الحريات لا تتجزأ.

وحقوق الإنسان لا تفصل على مقاس النشطاء وأعوانهم

والعدالة الاجتماعية لا تعنى توزيع مال الغنى على الفقير أو تقسم دخل قناة السويس على المواطنين أو منح ربع كيلو دهب لكل مواطن من منجم السكرى !!

الثورة يجب أن تحمل تصور اقتصادي وسياسي بناء و فكر إنساني راقي وقيم سامية تدافع عنها وتزرع بذورها لتحل محل السلوكيات الغير أخلاقية المتفشية في المجتمع والتي يكرسها موروث ثقافي مختلط بمقدس ديني.

احتجاجك على الظلم دون أن يكون لديك بعد اخلاقى يمنعه يفقدك قدسية قضيتك ويجعله مجرد احتجاج على كون الظروف جعلت منك مظلوما لا ظالما !! ولو تغيرت الظروف ستتبدل الأدوار والمقاعد ليس إلا !


عليك ان تعلم عزيزى الثائر أن الثورة تبدأ من تحرير العقول ونقد الذات وغربلة الموروث بشقية الديني والثقافي وتغيير الأفكار والمفاهيم ,من بناء شخصية سوية قادرة على .مواجهة التحديات بالعلم والقيم الإنسانية المجردة .



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكذوبة شيوخ التنوير
- الدولة وسياسة التحرش
- انقلاب بما لا يخالف شرع الله
- حل الأحزاب الدينية مطلب ثوري وواجب وطني
- حقيقة الشيوخ وحقيقتنا .. حدث بالفعل.
- كل سنة وأنتم طيبين رغم أنف الحاقدين
- الإخوان و اغتيال القضاء ...كلاكيت تانى مره
- تزوير الإستفتاء واجب شرعي!
- على غرار برلمان الثورة ..شفيق مرشح الثورة ؟!
- مرشحى الرئاسة بين فلول ظاهر وفلول خفى !
- لا للختان لا للسلفيين والإخوان .
- فى وجه طيور الظلام , كلنا عادل إمام
- جعلوني فلولا (مصر بين توابع الفلول والإخوان)
- بالأدلة عبد المنعم أبو الفتوح هو المرشح الأصلي للإخوان
- إلى موتوا بغيظكم , مصر ليست إسلامية .
- خالد الجندى والكهانة فى الإسلام
- التهنئة بسند شرعى !
- عندما سحلت ضمائرنا !
- كلهم عبد المنعم الشحات مع الفارق !
- العرس الديمقراطى


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشا ممتاز - لماذا فشلت الثورة ؟