فتحي إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 12:46
المحور:
الادب والفن
المتهم
لا تنساه رأس الطفل حين تصفعها يد الصبح فتصحو على بللٍ... تشهد عليه وسادته ،.لا ينساه قلبه الغض حين يستجدى نبضاً ...عزيزاً،...تسبح الأذن الصغيرة في ماء عينين استفرد بهما في ظلمة الليل... لص؛استمرأ الزيارة وأسرف في إغراق كل شئ ما عدا الحلْق تركه جافًا كحطبة في شمس موسم صيفي حاد .
كل يوم يتسلل من النافذة لعله أو من (منور) البيت الكبير ...يطير كما الخفاش...يحتمى بالجدران التي تساقطت عنها قشرة (الجير) ...فصنعت من الحفر على الحوائط لوحات تشكيلية...وخرائط كان الطفل يتاملُها حتى يخطفه النوم،
فينقض عليه ...يصب في أذنيه سمومه... ويقيد عينيه فلا يفلح في الهروب من نومه المعبأ بالموت وبالرحيل...يتسرسب الدمع منها كل يوم ...تمنّى أن يمنعه... أن يستوقفه ....أن يشكوه لأبيه.... أو حتى لها...ولكنه أشفق عليها من قسوة ما يري فاستسلم له...إلى أن رآه يلملم من أركان المنزل أغراضه وينسحب خلف النعش...وهو مطأطئ الرأس دون كلمة اعتذار.
#فتحي_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟