كيف تصبح مليونيرا بخمسة تلفونات ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:30
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 970
كيف تصبح مليونيرا بخمسة تلفونات ..!!
يسر الكثير من الموظفين العراقيين أن يزدادوا ثراء ،
وان يعيشوا سعداء على طريقتهم الخاصة ،
وان يتعلموا ويعلموا غيرهم سلوك " الطريق الثالث " .
أصبح الحديث عن " الطريق الثالث " الذي تنتهجه بعض الوزارات العراقية في الحكومتين المؤقتة والانتقالية هو حديث الساعة في شوارع بغداد وبيوتها . ولو سألني سائل : ما هو " الطريق الثالث " فأنا أجيبه على الفور ، ليس هو الطريق الرأسمالي وليس هو الطريق الاشتراكي ، بل هو طريق " اللهف السريع " عن طريق السرقة والرشوة والوساطة النقدية .
أدفع تقبض ..! هذا هو الشعار الثوري في أغلب دوائر الدولة التي صارت تسكنها الأرواح والعفاريت والشياطين والقوى الخفية حتى آمن كل مراجع لوزارة أو مؤسسة أن وجود هذه القوى حقيقة يشعر بها كل مواطن عراقي على شكل همسات أو لمسات تمر بأذنيه لدى كل مراجعة إلى الطابق العلوي أو السفلي في أغلب الوزارات ..! أما إذا لم تدفع شيئا لتحريك معاملتك فأنك لن ترى شيئا ولن تسمع شيئاً ويستحيل عليك دخول العالم الثالث ..! حتى المفتش العام المرتبط بالمفوضية العامة للنزاهة لا يستطيع أن يدخل العالم الثالث لآن السيد الوزير أو السيد الوكيل لا يسمح له بدخول المبنى الوزاري المقدس حتى لا يرى السالكين والمتسولين في " الطريق الثالث " ..!
أخبرتنا الموجات الصوتية القادمة من وزارة الاتصالات ( وزارة التلفونات والموبايل والإنترنت ) أنها اشتهرت منذ تأسيسها في زمن بول بريمر وحتى هذه اللحظة بأنها غدت علنا وزارة الولائم الكبرى والمناضد الفخمة .. فيها سكاكين وشوكات وملاعق وضحكات وهمهمات ومقبوضات ومدفوعات لا تلتقطها حتى الأقمار الصناعية بعد أن أصبحت " هيئة الاتصالات " حفظها الله ورعاها دائرة " تمويل ذاتي " تعمل الهيئة بطريقتها " الخاصة " غير الخاضعة للرقابة .. لا يشرف عليها احد بينما هي تشرف على جميع دوائر الدولة لان جميع موظفي دوائر الدولة ابتداء من الوزير حتى الفراش يحتاجون إليها لنصب الهواتف النقالة والحمالة والانترنت ..! تتوسل إليها أجهزة الدولة لتأمين شراء كارتات وخطوط وأجهزة تلفونات وبدالات بملايين الدولارات ..!
من يريد أن يعرف ما هو رقم إيرادات هيئة الاتصالات ووزارتها سوف يمر بمحاذاة الطريق الثالث وليس في خزائنه فذلك حلم مستحيل التحقيق ،
من يريد أن يتعرف إلى ورادات ومصروفات الوزارة والهيئة فأن نجوم السماء أقرب إليه من السجلات السرية والعلنية لان ذلك جزء لا يتجزأ من إستراتيجية " الطريق الثالث " .. وهو الطريق الذي ابتدعته القوى الخفية البرجماتية التي تجاوزت الانقسامات التقليدية بين الوزارة التي تقودها " جوان معصوم " والهيئة التي يقودها السيد " سيامند " فهل هما عالمان بما جرى ويجري أم هما لا يعلمان ..؟ وبكلا الحالين فالله أعلم ما يجري بين أيادي اليسار واليمين في الساحة الاتصالية ما فوق الموجية ..!
لا ندري هل قامت مفوضية النزاهة بجولة في وزارة الاتصالات ولو على ظهر حصان أعمى لتطلع بنفسها على حالة السوق المفتوحة والنشيطة ذات المعطيات الاقتصادية التي فرضتها الاتجاهات الحداثوية بعد انقضاء الحرب الباردة في الشتاء البغدادي الشديد الحرارة المملوء بالذباب وهو يلتهم الشحم في سوق القصابين ..؟
* * * * * * * *
• نصيحة أخوية :
يا مفوضية النزاهة العامة لا تتجاوزي الخطوط الحمراء في " الطريق الثالث " المؤدي إلى مبنى وزارة الاتصالات ..!

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات