|
سميح القاسم من المنفضة الى الخلود
جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 01:10
المحور:
الادب والفن
رحل شاعرنا الكبير سميح القاسم وهو في عزّ العطاء، رحل جسدا لكن ذكراه باقية ما بقيت حياة على هذه الأرض، وخسارة ثقافتنا العربية كبيرة بفقدان "شقّ البرتقالة الثاني" واذا كان"وجع ضربتين في الرأس كبير جدا" فرحيل محمود درويش وبعده سميح القاسم موجع والخسارة كبيرة. والراحل الكبير سميح القاسم واحد ممن أسسوا لشعر المقاومة الفلسطيني منذ نعومة أظفاره، ويشاركه في ذلك آخرون مثل محمود درويش، توفيق زياد، راشد حسين، سالم جبران وآخرين. وقد ترك القاسم إرثا شعريا يشكل مدرسة للشعراء الذين عاصروه ولمن سيأتون بعده. وسميح القاسم تخطى الشعر المحلي والعربي إلى العالمية. وقد كان سفيرا لقضيته ولشعبه في العديد من المحافل الدولية، فهو كما فعل زميله وصديقه محمود درويش حمل هموم شعبه ووطنه، وكان بحسّه القومي أيضا حاملا لقضايا الوطن العربي الكبير. والقاسم الذي انحاز منذ بداياته الى الكادحين والمناضلين من أبناء شعبه وأمته، تجلى بانسانيته الكبيرة في أشعاره وفي ثقافته الواسعة. وعدا عن ريادته الشعرية فقد كان قائدا جماهيريا، يشارك في مختلف المناسبات الوطنية بدور فاعل، ففي يوم الأرض عام 1976 ألهب حماس الجماهير العربية التي ثارت غاضبة لسلب أراضيها بقصيدته التي مطلعها: "يمّا مويل الهوى يمّا مواليا ضرب الخناجر ولا حكم النذل بيّا" وفي الانتفاضة الفلسطينية الأولى كتب نشيد الانتفاضة:"رسالة الى غزاة لا يقرأون" فانتشرت بين صفوف المنتفضين كما النار في الهشيم. وسميح القاسم الذي تقبل المرض الخبيث بوعي كاف، كان يدرك أن هذه الحياة فانية، وأن الموت نهاية حتمية، وأبدع في سيرته الذاتية التي أسمى فيها الحياة الدنيوية بـ" انها مجرد منفضة"، وفيها كتب فلسفته عن الحياة وعن الموت. والقاسم الانسان والشاعر الكبير كان يؤمن بحتمية انتصار شعبه لعدالة قضيته، وقد كانت أمنيته أن يرى شعبه وقد تحرّر وأقام دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، ورحل وهو على ثقة تامة بأنه سيأتي اليوم الذي ستتحقق فيه هذه الأمنية. فالى جنات الخلود يا "جرمق" الشعر. وذكراك باقية الى أبد الآبدين. 19-8-2014
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرّضيع الطائر
-
سأريحكم مني
-
بوح أنثى ومعاناة الكنّة
-
قلب العقرب في اليوم السابع
-
بدون مؤاخذة- الهدنة الانسانية
-
مشاغب عنيف
-
زفاف
-
في المقبرة
-
شهادة ميلاد
-
ابنتي
-
بدون مؤاخذة-اسرائيل دولة استثنائية
-
بدون مؤاخذة- ابحثوا عن سارق البيضة
-
رواية جنين 2002 في اليوم السابع
-
يوميات دامية من قطاع غزة
-
بدون مؤاخذة- انتصارات الجيش الذي لا يقهر
-
هؤلاء اخواني
-
بدون مؤاخذة- رفع الحصار ليس شرطا
-
نختلف مع الإخوان المسلمين ونتفق مع شعبنا
-
بكاء وضحك
-
ما تبقى له
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|