أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاسي يوسف - الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني














المزيد.....

الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني


كاسي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني
كاسي يوسف
صهيل الريح في شنكال,الألم يعتصر خاصرة الماء,وألوان على متن قوس قزح المثلث الحزين,بكاء الرجال,وازيز الرصاص,والحقد المستجمع في مخروط الجنبات المتيمة بالموت,ليل طويل كالظمئ الذي حل بثنايا الوادي ,ظلام يتهيئ للافتراس بغتة يلتف حول ناحية (سنونى),شوارع شنكال تصطف وراء بعضها كباعة اليانصيب في قامشلى ليلة رأس السنة,والعطر الممزوج بالدم واستغاثات الشنكاليات يفوح من زوايا المدينة المتعبة.
أية بسملة منمقة بحبر كوردي احمر,وأية جهة هي قبلة الصلاة على قتلانا,ما عدد الركعات التي سنركعها لله شكرا له على هذه العطاءات التي حظينا بها من وراء آياته حول الانفال,وضرب الاعناق,أكنا حقولا لتجارب آل أبي لهب,ومن والاهم,أم أننا من مما ملكت ايمان خالد ابن الوليد وقتيبة ابن مسلم الباهلي وعياض ابن غنم,وأولاد البعث ,أولاد حاتم في كرم الذبح والسبي وكنس الرؤوس؟
الوقت يمارس عادة اراقة الدم,والبيادر ترزح تحت اكداس (المحصول) المؤلف من أجساد الأطفال ,الشيوح والرجال,والسبايا من الاناث الكورديات,لبيعهن ........واتمام دينهن ,حسب اصول الفقه الفتوحي,أو الفتحي,وارضاءا للذوات المقدسة في اجساد مليئة بالكره,والبغض والحقد ,ذوات توارثت هذه الصفات من آبائها,واجدادها,ممن تمكنوا من ارضاخ الناس كرها وترهيبا ,لإطاعة خلفاء الله و الآمرين باسمه.

نحيب الجبل مكتومٌ مكتومْ,والسياط التي يجلد بها العراة تاريخ هذه الامة مصنوع من جلد البراق, يحفر عميقا اثر كل جلدة في جلود الكورد,ويطبع عليها عبارة (أسلموا تسلموا)والانبياءُ كعادتهم لا يتدخلون في سيرورة الوجع,والوقت مرقع الركبتين ,ف ليس جبل باكوك بذاك الذي يستطيع الوصول لمكان الحدث,لآلام المفاصل التي صاحبت سيرته منذ ان جاء من أقصى المدينة الرجل الذي كالحية يسعى,ويشوه.ولا جبل الجودي عاد يرى بعينيه الهرمتين لهول ما رأى من مكائد الثعالب ,بحق احفاد الملوك والامراء.
لاح من بعيد نجم حسبته مغيثا من السماء,هوى من السماء نيزك وكأنه يلوذ بمعصم طاووسي ملك, استتب الخوف ارجاء العشاء,وتبدلت لكنة الله مع العبيد هنا تندحر كل النظريات,لا التفاف حول الخطاب المزمع عقده على أركان مهدمة,ماتت الريح فجأة وعلت صيحات التكبير,من افواه مسكرة ,وعيون ثملة,لا فواصل بين الحذاء والحذاء,دبت النقمة في وجنتي ذاك الفجر,تكالبت كل القرى القريبة على شنكال من اهل الجنوب المتعطشين للدم,أي بيعة تلك التي ستزف لنا النوم قليلا بين ارداف الخطيئة,كأنه كحل شنكالية قد غظى على الوجود شيئا من السواد,لا تنهي العبارات بانتهاء السطور,لا زال صدى الانين والوجع يختبئ بين ثنايا هذه الغيوموستمطر الوجع حيثنا تشاء ,ولكنه يعود الي انا حيثما هطل,فانا مجمع النهرين,ومجمع الوجعين,ومفترق الكيدين,كيد الناس ومكر الله .
نادى طفل وهو يحتضر, في خضم دمه ,ابتي اني رأيت براقاً,أبتي انه كان ارجواني اللون , على مقلتيه نتف ريش طاووس ملك,أين الماء يا أبت.وانحدرت بالشهداء أجنحة الكائنات اليقظة في الظلام,وأخذت ببقايا كتل ارواحهم لمناجم الارواح هناك حيث الهواء يضرب الوجنات من تحت الأوراق الخضراء .
أضواء شارعنا الكئيبة,ترزح تحت خُيلاء الصمت....الصبية الباقون يتنفسون من نظرات أعينهم,بحثا عن عيون أخرى....كأن ريحا عثت بأركان البيوت,فحملت معها كل الناس,أو كأنه الوباء الذي يدفع البشر نحو الهروب بجنون ....فترى الناس سكارى على المعابر الشائكة اللاغمة وما هم بسكارى,تراهم هائمين على أوجههم بحثا عن منفذ للخلاص,ما الذي سيحدث,ما هو الحدث التالي,لماذا نجد عمليات افراغ البيوت,والقرى والحارات ومن ثم النواحي كما حدث في شنكال مؤخرا,عشرات الآلاف من البشر يفرون معا,ومئات الآلاف فروا قبلهم من كوردستان سوريا,مالسر من وراء افراغ هذه الارض من سكانها,ماذا سيُفعلُ بالارض,مالذي سيتم تطبيقه على ارض بلا سكان اصليين؟



#كاسي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علامات الترقيم على حافة الخارطة
- مقام النفي في العزف الخفي........ وترانيم بمستوى الدياليكتيك ...
- رجم الذات -على تخوم الأمة الديمقراطية(عشوائيات الكوميديا الح ...
- آليات الغزو الثقافي والولوج لما ورائيات المراسيم
- أمنيات ممنوعة من الصرف.. من هو خادم غربي كوردستان في الحزب ا ...
- القامشلي ومزاد بحري الدلال, والتوت الأحمر, وأشياء لا يمكن أن ...
- البعد الترهيبي للنظام وبعض اتجاهات المعارضة تجاه الكورد
- آذار ...شهر ليس ككل الأزمنة
- الشرق الأوسط النظيف
- فقيه الجن
- أوكسيد الغناء
- شارع المنغوليين
- السدراتيون
- رسائل من البرزخ
- غزوات الابادة غزوات اذار
- غزوات الإبادة غزوات آذار


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاسي يوسف - الإسراء في شنكال,أو براق الماء الأرجواني