أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - لعبة شطرنج مغشوشة...















المزيد.....


لعبة شطرنج مغشوشة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لــعــبــة شــطــرنــج مـغـشـوشــة...
عندما أنظر إلى خارطة العراق وتركيا وسوريا, وأرى المناطق التي يحاول فيها الطيران الأمريكي مناوشة مقاتلي داعش... أتساءل أمام الخارطة ــ وأنا لست خبيرا استراتيجيا ــ لماذا هذا المكان بالذات؟؟؟... لماذا إنقاذ ســد مائي هام.. أو بئر بترول يعطي مئات الألوف أو مليون برميل نفط خام.. في اليوم الواحد.. وليس في المناطق التي يذبح فيها داعش آلاف الأيزيديين والمسيحيين في اليوم الواحد.. ويدفع من تبقى حيا أو جريحا أو معطلا إلى مناطق تنتفخ يوما عن يوم بعدم قدرة استقبالهم معيشيا وإنسانيا طويل الأمد... هذا في المناطق الكردية ــ العراقية والتي بدأت تقوى أكثر وأكثر بعلامات انفصالها عن الدولة العراقية السابقة.. والحالية التي لم تعد تحكم أو تتحكم بأي شـــيء... إطلاقا بأي شــيء.. ككل حكام الدول والدويلات العربية..................
راجت بمنطقة الرقة السورية التي تسيطر عليها داعش.. إشاعات البارحة, أن الطيران الأمريكي ضرب بعض مقاتلي هذه الجماعات الإرهابية ودولتهم الإسلامية.. مرورا عابرا... ســرعان ما كذبته السلطات السورية, معلنة أن طيارة واحدة من نوع ســوخـوي الروسي هي التي حلقت بمرور سـريع فوق هذه القوات الداعشية.. كما لم يعلن عن خسائر فيها.. وهي تتابع عمليات القتل والتهجير لأهالي المنطقة, بنفس الكثافة العادية المطلوبة منها.. والمخطط حسب البرنامج العالمي (المؤامراتي) للتهجير.. ولا حسابات إو إحصائيات دقيقة لعمليات القتل التي تنفذ ضد الأهالي الذين يرفضون الأســلــمــة المطلوبة من الخليفة إبراهيم... لأنها بلا أهمية بلعبة الشطرنج التي تلعب على الأراضي السورية والعراقية حاليا... وعمليات قتل وتهجير الأيزيديين والمسيحيين.. تتابع بكل هدوء ودقة.. دون أي تغيير في البرنامج المرسوم.. وذلك رغم نداءات وصراخات وابتهالات وصلوات مختلف رجال ومسؤولي الدين المسيحي في الشرق والغرب.. وكلنا يعلم أن هؤلاء لا يملكون سلاحا ولا مسلحين, ولا أية فرق مقاتلة أو إرهابية بأية نقطة في العالم... بينما داعش والنصرة وما يتفرع منهما من سرطانات وفظائع وسموم وأسلحة دمار شــامل وفتاوى للقتل والسبي والاغتصاب وسحل الكافر.. بالإضافة إلى حسابات مفتوحة بدول نفطية, تؤمن لها العلاقات الحسنة, ما زالت تنشر الموت والفظائع والتهجير.. فارضة شريعتها الإسلامية الخاصة العجيبة الغريبة.. رغم الإدانات (على الورق) في المجالس الأممية والحقوقية.. والتي تبقى بلا أي تنفيذ على الأرض.. مثل الأنظمة التي صدرت في فرنسا بمنع البوركا والنقاب.. وكل الدعايات للجهاد في سوريا والعراق وغيرها... وما زالت البوركا وما زال النقاب تتمختر فيه مئات المحجبات والمنقبات ــ تحديا ــ وما زالت صفحات الفيسبوك (الإسلامية) في فرنسا.. تشرح لمن يشاء عن كيفية صناعة حزام تفجير, أو الالتحاق بمجاهدي داعش في سوريا.. بكل بساطة وسهولة... وصدقوني يا أصدقائي لأن الغرب وسياساته ومجالس أمنه وجمعياته ومؤسساته الحقوقية.. تضحك على لحانا وتسخر من أعداد مسيحيينا وأيزيديننا المهجرين ومن آلاف قتلاهم.. ولا تصدقوا أنها تفتح لهم أبوابها ــ برحابة صدر ــ على مصراعيها... كل هذا عمليات تجارية مدروسة... نــفـط وغــاز وأورو ودولار... وحسابات مليارات وألاف المليارات في ميزانيات بنوكهم.. أو لسد بــخــوش حسابات ارقام العاطلين عن العمل في بلدانهم التي تمشي حسب مخططات لعبة الشطرنج التي يلعبونها على صدورنا وأرضنا ولحانا وأمواتنا ومهجرينا... ونحن نتابع قتل بعضنا البعض.. بغباء.. باسم الدين.. باسم خلافات دينية غبية مجنونة عمرها خمسة عشر قرن ولم تــنــتــه... حتى هذه الساعة.. لأنه لو توجد ذرة ذكاء في جيناتنا.. لما حافظنا على هذه الخلافات الغبية حتى اليوم... ولتخلصنا من كل آثارها من أفكارنا وقوانيننا وحدودنا وتشريعاتنا وطرق حكمنا.. ونوعية حكامنا..وتخلصنا من غباءات وانحرافات السياسيين المخضرمين الذين يتكؤون على الشريعة والمشايخ.. والذين كانوا منذ أعتق وأسود أيامنا.. أكبر ضمان لمن دوخ أدمغتنا بحشيش هذا الغباء الديني.. والذي جعلت منا شعوب عبيد.. وشعوب غنم.. يساق كل يوم إلى المسالخ باختياره..............
هل تساءلتم مرة واحدة جماعيا وفرديا... لماذا كل العالم من بداية القرن العشرين حتى اليوم.. وما قبل.. يتطور نحو الأفضل والأسمى والحريات الإنسانية ورفاه الإنسان.. ما عدانا نحن.. نمشي عكس كل الحضارات العالمية ورفاه الإنسان.. إلا نحن عكس السير.. عكس اتجاه النور... انظروا إلى هذا الخليفة الجديد.. هذا الداعشي الذي خلقته المخابرات الأمريكية والإسرائيلية, يفجر الحياة الإنسانية أينما عبر... لماذا لا يخلق مثله في بلاد الغرب.. لماذا في بلاد الإسلام فقط.. وحتى تــجــد من يعبد له الطريق وينحني أمامه مقبلا أقدامه... لماذا عندنا فقط وليس يخلق في الغرب من أمثاله؟؟؟... مــؤامــرة؟؟؟... وأنا صرخت معكم أيضا ألف مرة مـؤامـرة... ولكن طالما عرفنا أنها مؤامرة.. لماذا تستمر.. لماذا لم نرفضها ونبصقها ونطردها من أرضنا وعقولنا.. وكل شريعة تـبـيـحـهـا وكل ما تمثل. كما تفعل أبسط الشعوب الواعية؟؟؟...
الا ترون أن هذه الخرافات وهذه الخزعبلات الكاريكاتورية, لا تنبت إلا في بلادنا... في بلادنا التي خلقت أولى الحضارات ووزعتها على العالم قبل ابتداع جميع الأديان... ولكن ألا ترون أن العالم لما رأى أن الأديان تعرقل مسيرة الحضارة ورفاهية الإنسان وتطوره نحو الحريات والمعرفة.. فصلها عن الدولة والسياسة والسيطرة على الأنظمة التي لا تخدم سوى الحكام والشيوخ... وأمن لها حرية الممارسة خارج نطاق السلطة... إلا نحن.. حافظنا على ما يفرقنا ويقتلنا ويؤخر تطورنا.. وسهلنا دخول داعش إلى بيتنا وأحيائنا ومدننا.. لأنه يرفع أعلاما سوداء.. تغررنا بأسم "الله أكبر".. وفتحنا له صدورنا حتى يقتلنا.. ثم صــرخــنــا من الهلع : فيزا.. فيزا.. يا أمريكا... فلا أمريكا تسمعكم.. ولا الغرب يسمعكم.. ولا كل الآلهة تسمعكم.. وحتى محيت من كتب السماء أنكم أفضل أمة عند الله... وأصبحتم فقط فقراء الله وقتلاه ومهجريه.. وأكثر وأشهر المنبوذين لدى كل الأمم... لأنكم في كتبه وجرائده وإذاعاته وتلفزيونه... شــعـوب تــفرخ الإرهاب.. برعت بقتل بعضها البعض.. كحيوانات الغابات البدائية.. حتى أن بينها عددا كبيرا من النساء والرجال.. يــفــجــر نــفــســه.. حتى يــصــل بأقصى سرعة إلى الجنة... تصوروا... تصوروا... هذا الغباء بلا نهاية.......
***********
على الهامش :
ــ عن إنسان هام جدا بحياتي وثقافتي منذ وطأت قدماي أرض فرنسا... كان اسمه ستيفان هــيــســل.
Stéphane HESSEL (20 Octobre 1917 – 26 Février 2013)
هذا الإنسان الذي ولد المانيا في برلين من أصول بولونية.. من عائلة بورجوازية يهودية علمانية تعمل بإدارة البنوك, والذي رحل مع اهله إلى باريس بالسنة الثامنة من عمره.. وعاش مع أهله هناك مع كبار الشعراء والفنانين ونساء ورجال الفكر المعروفين آنذاك.. لمع هذا الإنسان بدراسته ما بين لندن وباريس وانتسب إلى أشهر المدارس والجامعات... ثم درس فيها العلوم السياسية التي حصل فيها على أعلى الشهادات.. ثم انتسب إلى السلك الديبلوماسي الفرنسي, إذ أنه حصل على الجنسية الفرنسية, لأن والدته التي انفصلت عن أبيه تزوجت فرنسيا عندما كان يافعا وبقي مع أمه... هذا البورجوازي العالي الثقافة وأعلى المناصب ناشرا بانتظام عشرات الكتب.. كان همه الدائم الدفاع عن الضعفاء أينما كانوا.. وأذكر دوما أنه كان من أشد المدافعين عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.. وخاصة عندما كان سفير فرنسا في الأمم المتحدة... وبقي من أكبر مؤيديها حتى آخر حياته.. وعندما اقتحم الجيش الإسرائيلي غزة بسنة 2008 كان أول المعترضين مطالبا أوروبا بمقاطعة البضائع الإسرائيلية.
ولكنني أريد أن أتحدث هنا عن الكتاب الرائع المؤلف من ثلاثين صفحة فقط واسمهIndignez Vous ترجمته : اسخطوا من... ترجمة تقريبية كتبه بآخر سنين حياته بسنة 2010 ترجم إلى كل لغات العالم.. ما عدا اللغة العربية... وهو يدعو مظلومي العالم وحتى طبقات البروليتاريا الأوروبية التي تنحدر نحو الفقر يوما عن يوم بأخطاء قوانينها الرأسمالية وشرائع اتحادها التي لا تساعد ولا تغذي سوى رأسالمال.. يطلب منهم أن يسخطوا ويعترضوا وأن يغيروا حكامهم... كتاب بيع بالملايين.. ســخــر كل ريعه العالمي لمؤسسات خيرية...
أفهم هذا اليوم لماذا لم يترجم كتاب ستيفان هيسيل إلى اللغة العربية...
لأننا لم نــعــتــد ــ بعد ــ على فهم العديد من الحقائق الحقيقية الإنسانية والاجتماعية والسياسية... ستيفان هيسل كان بالنسبة لي نبي الاعتراض والسخط والتنبيه إلى وعلى أخطاء الحكام.. وأخطاء الحكومات والدول.. بلا عنف.. بتوعية الشعوب لما يحيط بها من أخطار ومذلات.. وكيف تــخرج منها.......حاولوا قراءة ستيفان هــيــســل Stéphane HESSEL.. مع كتابه Indignez Vous ويكنكم قراءته على الأنترنيت Google أو غيره.........
بـــالانــتــظــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأطيب وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة مليارات دولار... زائد مليار واحد...
- عودة إلى.. عش الدبابير...
- هل تغيرت البوصلة؟؟؟!!!...
- الامبراطور و الخليفة
- ابن عمنا.. باراك حسين أوباما
- الخلافة و التخلف...
- سبعة ساعات هدنة؟؟؟!!!...
- رسالة إلى إخوتي المسيحيين... ومن تبقى من الأحرار في العالم
- دمFree
- معايدة؟... لا معايدة...
- هل تسمعون صوت الموصل... يا بشر.
- رسالة... إلى صديقي سيمون خوري
- تعليم التعذيب للأطفال...
- خلافة - إبراهيم - الإسلامية الداعشية...
- مظاهرات... ومظاهر عالمية...
- يا بشر... انتهت بطولة العالم لكرة القدم...
- تساؤل؟؟؟...تساؤلات ضرورية
- خربطات ديمقراطية
- داء الصمت والطرش
- وعن القرضاوي... والخليفة الجديد...


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - لعبة شطرنج مغشوشة...