أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير صادر - 1914: الحرب الإمبريالية الكبرى














المزيد.....


1914: الحرب الإمبريالية الكبرى


أمير صادر

الحوار المتمدن-العدد: 4548 - 2014 / 8 / 19 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العام 1884، اجتمعت القوى الاستعمارية الكبرى في برلين بقصد الاتفاق على توزيع ممتلكاتها في أفريقيا، حيث كرست معيار "الاحتلال الفعلي"، أي الاعتراف للقوة التي تحتل فعليا بلدا ما بحقوق عليه. ثمة حدود حالية في شمال أفريقيا جرى رسمها بالمسطرة على طاولة آنذاك لتسهيل متاجرة القوى الاستعمارية الأوروبية الأربعة عشر بتلك الأراضي ، دون اكتراث بشعوبها.






وهكذا اكتمل تقسيم العالم بين المستعمرين. ابتداء من هذا التاريخ، حسب لينين، لم يعد بإمكان أي منهم توسيع مستعمراته إلا على حساب مستعمرات الآخرين. بالنظر إلى الطابع الدائم المميز لميل الرأسمالية التوسعي، فقد توقع لينين أن البشرية ستدخل حقبة حروب بين الإمبرياليات.

وقد تحقق هذا التنبؤ بشكل صارم وتراجيدي. وكانت الحربان العالميتان الكبيرتان اللتان شوهتا تاريخ البشرية في النصف الأول من القرن العشرين على وجه الدقة حروبا بين الإمبرياليات. وكانت ثمة أساسا كتلتان كبيرتان: من جهة القوى التي استولت بشكل مبكر على جزء كبير من العالم، بمقدمتها إنجلترا وفرنسا، في مواجهة القوى التي التحقت بشكل متأخر بمائدة الوليمة - ألمانيا وإيطاليا واليابان – والتي حاولت فرض تقسيم جديد للأراضي المستعمرة.

تمكنت إنجلترا وفرنسا بوجه خاص، بفعل حل المسألة القومية وإرساء دول-أمم قبل الدول الأوروبية الأخرى، من بناء قوتيهما العسكرية القوية – البحرية بوجه خاص – وتبوأت على هذا النحو أفضل مكانة لتكوين إمبراطورية استعمارية وتوطيدها.

احتاجت ألمانيا وإيطاليا واليابان وقتا أكثر لتحقيق وحدتها القومية بفعل القوة الكبيرة نسبيا للمكونات الجهوية لبرجوازيتها. لذا دخلت هذه الدول الحلبة العالمية من موقع ثانوي وتزودت بأنظمة استبدادية من اجل تسريع تنميتها الاقتصادية وتدارك تأخرها مقارنة بالقوى العالمية الأخرى.

وأبعد من الأحداث العارضة المسببة لاندلاعها، كانت الحرب العالمية الأولى بالأساس صراعا كبيرا بين الكتلتين بهدف تقسيم العالم، ولا سيما بالنسبة للقارات الطرفية (بلغ الأمر بألمانيا حد السعي إلى استدراج المكسيك الى الحلف الذي تقوده بإغرائها باستعادة الأراضي التي انتزعتها منها الولايات المتحدة).

ان التنافس من اجل الهيمنة على العالم هو الذي كمن اذن خلف الحربين الكبريين. فقد كانت الإمبراطورية الإنجليزية الآفلة مهددة من قوتين ناشئتين:الولايات المتحدة وألمانيا. في بداية الحرب العالمية الأولى، كان التيار الانعزالي هو الذي فرض نفسه في البدء، كما لو كان الصراع مسألة أوروبية فقط. لكن إزاء إمكان نصر ألماني، تطورت بسرعة حملة أيديولوجية داخلية لتعبئة الأمريكيين لصالح مشاركة بلادهم في الحرب.

كان العام 1917 عاما حاسما إذ، مع الثورة البلشفية ، انسحبت روسيا من الحرب – طبقا لتحليل لينين الذي يرى في الأمر حربا بين الإمبرياليات – بينما دخلتها الولايات المتحدة ، ما رجح كفة الميزان لصالح الكتلة الانجليزية - الفرنسية.

مع الحرب العالمية الثانية – وهي في الحقيقة "جولة" ثانية من الحرب ذاتها بنفس الخصائص وفارق بضع سنوات - والهزيمة الثانية للكتلة التي تقودها ألمانيا، بات المجال ممهدا للهيمنة الامبريالية لأمريكا الشمالية. هذه الحروب بين الإمبرياليات هي أشد كل الحروب قسوة، اندلعت في القارة التي تعتبر نفسها الأكثر تحضرا في العالم للحسم في النزاع المستحكم بين القوى الرأسمالية حول السيطرة على العالم.

بداية الحرب العالمية الأولى، التي مر عليها الآن قرن، كانت هي بداية هذا الاندحار الأوروبي الكبير.

المصدر: هنا

نقل عن الاسبانية : أطولفو رييرا

تعريب : المناضل-ة



#أمير_صادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة ضائعة مع الحركة الاجتماعية البرازيلية
- عام حاسم امام اليسار في أميركا اللاتينية
- ثماني سنوات سحقت البرازيل


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م ...
- أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
- كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في ...
- واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
- الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
- ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
- ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
- -الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ ...
- نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
- ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير صادر - 1914: الحرب الإمبريالية الكبرى