أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - عندما تتخاصم الملائكة















المزيد.....

عندما تتخاصم الملائكة


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


عندما يتخاصم الملائكة ......
y_y أهدي مساهمتي الى العراقية الرائعة
رشيد كَرمة

ويبقى المسرح معملا ً منتجا ًللثقافة المعرفية ِ , اينما كان الناس , وأنى كانوا , والحكمة الوهاجة _ أعطني خبزاً ومسرحا ً , اعطيك شعبا ً مثقفاً , لم تأتي من فراغ .
ولقد لعب المسرح العراقي وعلى مدى تأريخه دورا مهما وجبارا ًفي نشر الوعي الفكري من خلال إرتباط المسرح بقضايا الناس والوطن , وتجلى ذلك من خلال كم هائل من الأعمال المسرحية التي انتجتها عقول عراقية , رغم البطش والإرهاب الذي مارسته السلطات بحقهم , ولما كانت أهمية المسرح تكمن في التواصل والتقرب الى الجمهور ,بغية التعريف بهذا الفن الرفيع ,القديم _ الحديث معا ً من جهة, وكسب عددا كبيرا من الناس ذات بعد نوعي يلتزم مصيريا بالوطن وقضاياه وينحاز اليه في الملمات والمنعطفات ( النكبات ) , فقد جرت محاولات عديدة لأنشاء او قل بناء ( مسرح الشارع ) ولايعيب المسرح وقداسته ان أقول مسرح الفرجة , طالما أعني ان جمهورا جديدا ً يتكرر ,ويتجدد بإستمرار , على مدى ساعات العرض ,كما لايبتغى من الجمهور أية منافع مادية , فالهدف جلي وواضح , لهذا النوع من المسرح , ولعل الذاكرة تحضر ,وتعود الى بداية ظهور هكذا مسرح , وكان ذا طقسا ً دينيا ً بحتا ً , يتناول واقعة كربلاء قبل المعركة وبعد ها , ولقد ظهرت بوادر التمثيل في ( خانات المدينة ) من قبل بعض المتعلمين , الذين لم يستطيعوا القيام بعملهم إلا بعد إستحصال الموافقة من آية الله العظمى السيد مهدي الشيرازي .. ولقد قدمت أعمالهم بديكورات بسيطة وإكسسوارات تراثية وسيوف وموسيقى يغلب عليها مايشبه الإيقاع الطبل (والفرق الوحيد انها تضرب بواسطة عودين من الخيزران وتسمى _ النقارة ) ونصوص دينية وأقوال أئمة من ذرية علي بن ابي طالب دون ظهور شخصياتهم وتمثيلها ,وكانت بعنوان ( الشريعة ) بكسر الشين والراء, ومن المفارقة أن تكون أسماء المسرحيات متشابهة مع أخرى نقيضها من حيث النص والموقع والحدث التاريخي , الأولى تصنف كعمل فرجة خالص يستوحي أحداثه من واقعة كربلاء , أما مسرحية الـِشريعه _ بكسر الشين والراء_ لفرقة الفن الحديث فانها من المسرح السياسي ( المسرح الملتزم ) واحسب ان الشخصية المحورية _دعبول _ يوسف العاني كانت هي الواقع السياسي آنذاك !!!!
وقبل ان انقل مشاهداتي عن النشاط المسرحي في تونس والذي ينشط ويكون في أوجه في فصل الصيف , لابد ان أنوه بجهود مسرحي عراقي , التقيته أكثر من مرة في العراق , ومن ثم إختفى , كان ذلك عام 1970___ 1972 انه المسرحي الدكتور سعدون يونس , ولقد قام بعمل مسرحي متفرد في السبعينات ,واقام مسرحه في جزء من حديقة الأمه , وكان جهدا ً رائعا بحق رغم ضعف الأمكانيات حينها , قياسا لما حصل أواخر السبعينات , وانتشار المسرح الجوال ,والذي عرض الكثير من الأعمال ضمن مدارس متنوعة ,كالمسرح التجريبي , ولقد اعجبت بالجهود التي بذلها العاملون في مسرحية _ الأشجار تموت واقفة _ ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ولعل النص المسرحي الآتي مناسبا لحال أهلنا في العراق , بالرغم من عرضه ومسرحتة في تونس . إذ يعاني أهلنا الأمرين ,في كل مفصل من مفاصل الحياة , فمن انعدام الأمن وإستشراء الفساد في أجهزة الدولة التي تقودها حكومة ذي إتجاه ديني , الى إنقطاع كهربائي مزمن , والى وساطات وتزكيات من أجل التعيين في وظائف عامة هربا من بطالة كادت أو باتت تقتل شبيبتنا .... الى لقمة الخبز الشحيحة !!!!!!!! النص ليس له عنوان .. كما انه ينتمي الى المسرح الإيمائي , اي ان كل شئ في المسرحية يتم عبر الإشارة , وتكون جملة وإلقاء الممثلين والممثلات هي الحركة ومطاوعة تعبير الوجه ومجانسته الموقف لذلك يلعب الجسد دورا ً رئيسيا لأملاء الفراغ النصي إن جاز التعبير شخوص المسرحية : نادل المطعم ,شابة ٌُ أنيقة تعلو وجهها إبتسامة عذبة , وذو هندام أنيق يفرج عن نهدين منتفضين , وقوام رشيق
زبون متوتر في كل شئ ولكنه شجاع ويحب ( التجربة ) غيرهياب ٍ يتحدى ولكنه متردد .
أثنان من الملائكة يتناوبان على منازعة وضبط سلوك الزبون
الديكور عدد من الكراسي في وسطها منضدة طعام في جزء من مطعم ( غربي ) موسيقى هادئة وستائر صفراء فاتحة اللون وجدران مطلية بلون _وردي
(يدخل الزبون بترقب وحذر متلفتا في كل الإتجاهات وموحيا لمن يراه بانه ليس غريبا ً على إرتياد هكذا أماكن , ولربما يريد ان يوحي الأكثر , من خلال عدم اهتمامه بالأشياء المحيطة
يأخذ مكانه في الكرسي الأوسط وجهه الى الأمام المقابل للجمهور وامامه منضدة تتسع لكرسين آخرين أحدهما على يمينه والآخر في اليسار.....تقترب منه نادلة المطعم , بابتسامة ٍ ترجمها في غيرمحلها , ناولته بأدب جم وبطريقة لاتخلو من تبجيل ,قائمة الطعام , وسرعان ما أشر َ لها مايريد , إختفت برهة ثم عادت له بطبق من المعكرونة الإيطالية , تفوح منه رائحة التوابل , والبخار المتصاعد من الطبق يدلل على سخونة الطعام , تتركه لوحده في صالة المطعم ليتهنى بالوجبة اللذيذة الشهية , وما ان يَهُمَ بالأكل حتى يظهر له أحد الملائكة ملوحا له ان يمتنع عن الأكل قبل ان يختفي , بدأت عليه علامات الرعب والتعجب , محاولا إبعاد الطبق من امامه , ولكن سرعان ما ظهر ثانى الملائكة له متوددا وباعثا ً الطمأنينة له ومقربا ً الطبق اليه ومودعا الزبون بابتسامة الرضا قبل الإختفاء , عاد الهدوء الى الزبون وهَم َبالأكل وإذا بالملائكة الأول يمنع ثم يختفي ويحذر ثم يختفي وينذر بأشد العقاب والحساب ان هو صمم الأكل قبل ان يختفي ويظهر الثاني معتذرا ً ومسامحا بتودد وابتسامة وراجيا له الشروع بالأكل قبل ان يختفي ومكررا المحاولة في كل ظهور , ومابين هذا وذاك يحاول الزبون ولو تذوق الطبق لمرة واحدة ولكنه ومن شدة تكرار العملية واستحالة الأكل والتلذذ به يصل الى ذروة الهيجان العصبي, ثائرا ًو واقفا ً مبعدا ً الطبق عنه وهاما ًومسرعا ً بالخروج من المطعم في هذه اللحظة تظهر الملائكة عند منضدة الطعام وجها لوجه ينظرون الى الطبق والى بعضهما البعض ويقررون المصافحة وعندها يشرعون وعلى عجل الأكل بنهم ٍ لا مثيل له مكشرين عن ضحكة صفراء كلون الستائر التي تسدل على المسرح ......
كانت مدة العرض 12 دقيقة في مسرح صيفي يقدر عدد الجمهور اكثر من 500 متفرج , اكثر الجمهور كان من غير العرب , عمال المسرح من مخرجين وكتاب ومدربين وديكورست واكسسوارات من اساتذة وطلبة ومعيدين ومدرسين معهد واكاديمية الفنون الجميلة , الفرق المسرحية التونسية لآتتقاضى من الحكومة أجرا ًعلى نشاطها وهي غير مدعومة من الدولة , لذا هناك إتفاق بين هؤلاء وبين اصحاب المرافق السياحية بشأن الأمور المالية , في كل مرفق سياحي عمل مسرحي أو أكثر لذلك فاتني حضور أكثر من عمل ممتع ....تحية لكم ياعمال المسرح اينما كنتم . ومحبتي لكم

رشيد كَرمة السويد 10 آب 2005



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعـلنوا إنـتـمائــــكم للعراق تفلحوا !!!!!
- من الذاكرة .........
- مـَن دوست دورم.........ولكن هذا وطن!!!
- قفوا حدادا على العراق
- رسالة الى مصطفى بكري ....وتعزية الى أٌسر الضحايا في جريمة شر ...
- يوم ُُفي كراجي..... يوم ٌٌفي باكستان
- لعبة تبديل الأقنعة
- هلع الأنظمة العربية !!!!!!!!!!
- الشمس أجمل في بلادي من سواها
- النحات العراقي سليم ولقاء الذكرى
- سعاد العريمي وعشق الشناشيل
- تحية لنضال الكرد والعرب في مسيرتهم النضالية
- أهي فوضى ام ضعف المرجعية ؟
- مايجري في العراق اكثر ُ من خطر
- الثقافة ودورها في المجتمع الجزء ألأخير 4
- الثقافة ودورها في المجتمع الجديد 3
- النادي العراقي في بوروس ودوره الثقافي والتحريضي
- النادي العراقي في /بوروس / السويد والإشعاع الثقافي
- الخبز للجميع.................
- عرفانا ً للجميل يجب ان نستذكر شهداء الحركة الوطنية


المزيد.....




- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - عندما تتخاصم الملائكة