أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - يجب محاكمة تاريخ كامل من السبي والاغتصاب














المزيد.....

يجب محاكمة تاريخ كامل من السبي والاغتصاب


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 17:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


النساء غنائم للحروب والنساء ملكية لكل الإطراف ولا قرار لديهن أو حماية أو أي حقوق.. في السلم مضطهدات ومأجورات للمجتمع والقوانين والحكومات والأديان.. وفي الحروب يسرحون بهن ويتمتعون ويمتلكون ما يحلو لهم وكيفما يشاءون.. يصنفونهن وفق مقتضياتهم شرف للعائلة والمجتمع والدولة وعلى هذا الأساس يجب كبحهن وزجرهن وحجبهن وتهمشيهن.. وفي النزاعات والحروب هن سبايا ولنفس أسباب الشرف يجب اغتصابهن وبيعهن كسلعة للمتعة..
قدم تقرير لصحيفة "التايمز"، صورة قاتمة عما ينتظر مئات النساء من الطائفة الأيزيدية، اللاتي اختطفهن مقاتلو تنظيم "داعش" في شمال العراق. تنقل الصحيفة عن مصادر بالمخابرات الكردية قولها إن آلاف المختطفات يعملن كعبيد في منازل أو يجرى بيعهن لمهربي البشر؛ للعمل في أنحاء الشرق الأوسط، بينما يتم إجبار أخريات على الزواج من مقاتلي تنظيم (داعش). ونقلت الصحيفة عن مصدر مخابراتي قوله (إنهم تلقوا معلومات مفادها أن النساء يُبَعْنَ لمهربي البشر بما يتراوح بين 500 دولار و3000 دولار).. وأشارت الصحيفة الى أن مقاتلو التنظيم يستخدمون مدرستين في تلعفر والموصل كسجنين مؤقتين للنساء. ونقلت الصحيفة طلب بعض زعماء الطائفة الأيزيدية من القوات الكردية أن تقصف السجنين، معتبرين أن من الأفضل أن تموت النساء بشرف بدلاً من مواجهة حياة من الاحتجاز والاغتصاب والعار.
لا زلت افترش الحروف لوصف ما يحدث أنها تفغر مما تكتب وتستهجن وتستغرب ما يجري ويحدث وتأبى إلا أن تعيد ترتيبها حسب الحقيقة وحسب ما أنا اصف.. الاغتصاب جريمة ضد الإنسانية.. كل النساء هن الهدف وهن التصويب، لا استثناء في الاغتصاب والقتل والتسعير للمتعة الجنسية. سبي واغتصاب وامتصاص همجي.. أملاك مباحة واستسلام تهت التهديد والسلاح.. والمساومة باسم تاريخ الإجرام الديني المتطرف والمتعصب.. غارات عشوائية تسببت بإبادة أرواح الكثيرين وتسببت بانتهاك النساء.. عناوين وتسميات كثيرة لأسواق بيع النساء واغتصابهن في النزاعات المسلحة... مدينة سنجار استوعبت كل هذا الألم الذي مزق النساء والأطفال فيها.. إنها جريمة كبرى وكل ردود الفعل تكمن بالتحدث عن الشرف.. وكان القتل هو قرار زعماء الطائفة إنهاء حياة النساء لحمايتهن من الاغتصاب ولا حل أخر لوقف العار سوى القتل.. العار ذلك السيل القذر الذي ربط بالمرأة وإنسانيتها.. القرار جاء من رجال الدين في الطائفة ومن غيرهم.. القرار جاء بقصف مكان احتجاز النساء لقتلهن وإنهاء حياتهن.. لا إنقاذ لحياة النساء فالشرف يجب أن يصان من العار.. والقضية قضية حساسية أوطان ما تحت الحزام وما بين الأفخاذ فقط..عندما فقد حماة الشرف الدفاع عن شرفهم قرروا إنهاء حياة النساء.. هكذا هم دعاة الشرف النابع من الإحكام الدينية والعشائرية والمتمثل بجسد المرأة وحياتها.. نساء محتجزات يعانين من السبي والاغتصاب ويواجهن مصير البيع والمتاجرة.. هكذا سلبن الحياة لكن لا تكفي مرة واحدة بل يجب أن يقتلن مرات ومرات.. اجتمعوا حماة ما تحت الخصر وبين الأفخاذ على تقرير فوري وعاجل.. وهو قتل النساء المحتجزات صونا للعفة والشرف..
فالعالم القديم الجديد القائم على الاستغلال والقهر والعبودية... عالم الممنوع والتعوير والانتقاص... عالم يعامل المرأة على إنها قضية خاصة جافة وموحشة قضية تتعلق بما تحت الخصر وبين الفخذين.. قضية شرف ومتعة.. لن نسمع يوما عن جهة تجرم الاغتصاب والسبي وبيع النساء لكن نسمع دائما ان الشرف يباع ويستباح.. الجميع يصرخ ويطالب بمحاكمة جريمة داعش. لكن لا احد يجرؤ ان يقدم تاريخ كامل من السبي والاغتصاب للمسائلة والمحاكمة.. تاريخ كامل من الجواري وملك اليمين.. تاريخ كامل والمرأة فيه سلعة تباع وتشترى وحدود المتعة تحدد الأسعار.. تاريخ يصار اليوم لأعادته من قبل حكام وأحزاب وتيارات وفرضه على الإنسان بدلا من رفضه ومحاكمته..
بؤس النساء لا يقل عن بؤس الرجل كلاهما يمقت ما نتعرض له وما نواجهه.. أنها حقائق واقعية حروب واقتتال وتدمير جلبتها لنا أنظمة الدي- رأسمالية.. لتعتاش على ازدهار الإرهاب والخوف.. وتصاعد التوتر والفزع.. من اجل امتصاص الضحايا ومصادرة حياة الملايين من البشر.. ولا يعنيها جنس الضحية كونها امرأة أو طفل أو رجل.. في سنجار الرجال قتلوا بالجملة ورميت جثثهم لا لاشيء سوى أنهم من دين أخر ومن طائفة أخرى.. الصخب الإعلامي وجه الى اغتصاب النساء وسبيهن وبيعهن وترك قتل الرجال كخبر لا يستحق السبق الصحفي..
إن الإنسان تحت مظلة هذا النظام تحول الى شبح وبقايا إنسان.. لكن كالمعتاد النساء تتفوق بدفع الضرائب أكثر.. العنف والاغتصاب رافق المرأة ولا زال يدفع بها الى العسر والمكبات...ولا زال موضوع الشرف هو أعلى الأولويات.. ولا زال عنوانه المرأة.. متى ما تعرضت للسبي والبيع والاغتصاب سيبدأ العويل والصراخ.. لا من اجل روح المرأة والإحساس بالاعتداء عليها.. بل باسم الكرامة والعزة وباسم الشرف وكيف يداس.. مفاهيم لصقت بوجود المرأة وبجسدها منذ زمن سحيق.. واليوم عادت بلباس اقوي ووثاق اشد وافتك..
**********
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نستطيع انهاء ازلية العنف ضد المرأة؟
- لا أخلاق في الحروب البرجوازية!.. حول اتفاقية حماية المرأة وا ...
- طواحين القضاء على المرأة وقضيتها
- بين جهاد الأغتصاب الداعشي وقانون أغتصاب الطفلات الجعفري
- العنف والاغتصاب خطر حقيقي يهدد الانسانية باسرها
- دنيا جرح جديد ينزف من كردستان
- القضاء على الاتجار بالبشر واسواق بيع النساء مرهون بتصعيد نضا ...
- يوم القابلة العالمي.. يوم لأعادة أنتاج التخلف والفقر
- النساء المهاجرات بين فكي العمل والعوز
- نجاح الثورة العمالية مرهون بمشاركة المراة
- أغتصاب مع سبق الأصرار والترصد
- نشر الجهل والتخلف لن يوقف حركة تحرر المرأة ومساواتها
- مرشحات برنامج التكليف الشرعي في العراق
- القانون الجعفري عنوان الشهوات الجنسية للاصحاب الصلوات
- التكليف الشرعي مسمى أخر لأغتصاب الطفلات
- صوت النساء أرعب شيوخ الدين والمراجع
- في يوم المراة العالمي ... لنعلن تحالفنا النسوي العالمي
- ليس هناك تغيير ثوري دون الدور الفاعل للمرأة
- لاترفع ثوبي وتبقى تدعي
- لنعد انفسنا ليوم المرأة العالمي، ولنرفع شعار.. كفى للعنف، كف ...


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - يجب محاكمة تاريخ كامل من السبي والاغتصاب