حفريات اللغة العربية 10

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 13:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

حفريات اللغة العربية 10
مسألة تفسير اصل اسم الفاعل (البارئ):

السؤال: ما معنى انا بريء؟
الجواب: لست مذنبا
السؤال: هل هناك فعل (برأ) في العربية بمعنى (خلق)؟
الجواب: طبعا لا
السؤال: من اين اذن اتي البارئ بمعنى الخالق؟
الجواب: اقرأ المقال

يعني الثلاثي العربي (برئ) التخلص من العطب و زواله اي استعادة السلامة و الصحة او بنظرة اوسع النقاوة و البراءة. هذا هو المعنى العربي للكلمة و لكن القرآن يستعمل الكلمة بمعنى (خلق) في (البارئ) بعكس العربية البريئة بعد تخلصها من اتهامات زوجها او حبيبها كما تغنيها المطربة السورية / المصرية فائزة احمد (تستطيع ان تكون بريئا من العيوب و المرض – بارئ من مرضه - و الديون او من شخص - براءة من الله و رسوله):
https://www.youtube.com/watch?v=m-xVRbnIpsU

السؤال هنا هو ما علاقة (برئ) اذن بالخالق (البارئ) و من اين استعار القرآن كلمة البارئ؟

اولا لاحظ كيف ان القرآن يستعمل في السور المكية مفردات مثل الخالق و الفاطر و لكن البارئ يظهر في السور المدنية الاخيرة و كما نعرف فان المفردات الدينية معظمها استعارات اجنبية مثل كلمة الدين نفسها (استعارة من الفارسية). وجود فعل (برأ) بمعنى (خلق) اصلا غير معروف عند اكثرية العرب و تيمنا بقدسية القرآن اصبح اليوم عبدالباري اسم لاشخاص مثل الاعلامي الثرثار عبدالباري عطوان.

ثانيا استعمال الثلاثي (برأ) بمعنى (خلق) هو كالعادة محاولة عربية يائسة لتفسير كلمة البارئ لكونه استعارة من الاديان الاقدم او بالاحرى من مسيحية الشمال مما يؤدي الى احراج ديني كبير. احدى ميزات الارامية هي تطور المعنى فيها الى (خلق) قارن ايضا الاكدية baru بمعنى خلق او صنع و العبرية تقريبا بنفس المعنى. المقابل العربي القديم هو (برى) للاشارة الى نحت سهم (مبرى القلم) فقط لذا ان (البريّة) بمعنى (الخلق) بسقوط الهمزة تماما مثل كلمة (نبئ) كعادة عند اهل مكة قارن القرآن (اولئك هم شر البرية) ليست الا استعارة من الديانات الاقدم.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات