أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا التفاوض (1-2)














المزيد.....


في سيكولوجيا التفاوض (1-2)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يواجه السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي مهمة غاية في الصعوبة والتعقيد تتمثل بتشكيل حكومة جديدة تتمتع بالقوة والكفاءة والنزاهة والمواطنة والانسجام.والصعوبة تكمن في عملية التفاوض ونوعية المتفاوضين.
وقبل ان نتحدث عن التفاوض الذي اصبح الان علما له نظرياته واساليبه، والمواصفات والمهارات الخاصة بقائد التفاوض..سنبدأ بتحديد اهم صعوبة يواجهها السيد العبادي والمتمثلة بالعقل السياسي العراقي.
ان تتابع الاحداث اثبت لنا نحن المهتمين بعلم النفس السياسي ان حكومات ما بعد التغيير،لاسيما الأخيرة،كانت منتجة للأزمات،وانها برمجت العقل السياسي العراقي على ان يتفنن او (يتذاكى) في خلق الآزمة للآخر..نجم عنها ان جرى تفعيل لخلايا الدماغ والمراكز الخاصة بالكراهية والخوف والشك بالآخر ،وسبات للخلايا والمراكز الدماغية الخاصة بالحب وحسن الظن بالشريك.ولأن هذا الحال استمر اكثر من عشر سنوات،فانه حصل للعقل السياسي العراقي ادمان على هذا الايقاع. وحصل ان شاع لدى الجميع أفكار غير عقلانية..اخطرها فكرة (الغالب والملغوب)..بمعنى أن التنافس او الصراع السياسي صار في عرفهم ان ينتهي (بانتصارك) وهزيمة خصمك.ولأن العقل السياسي العراقي قد تبرمج على العناد العصابي فان ذلك ادى الى اعتقاد الأطراف المتصارعة بأن العنف (يجب )أن يستمر الى أن يستسلم الطرف الآخر..او سحقه..وانتهى الأمر الى انهم فتحوا ابواب جهنم على انفسهم وعلى العراق ايضا.
تلك عقد سيكولوجية تحكمت في العقل السياسي العراقي، سيواجهها السيد العبادي في الذين سيتفاوض معهم..وربما سيفاجأ ببعضهم..اذ سيجد عقولا ما تزال تتحكم بها افكار غير عقلانية ستعتمد تكتيك (علّي سقف المطالب) لتحصل على ما تريد..التي هي بالضد من عملية التفاوض التي تقوم على مبدأ التنازلات المتبادلة..فضلا عن تعصب عشائري ،قومي،طائفي،حزبي..وعقولا مصابة بحول ادراكي..ترى فقط ما هو ايجابي في الطائفة التي تمثلها، وفقط ما هو سلبي في الطائفة الأخرى..التي تحملها المسؤولية وتبرأ نفسها منها مع انها شريك فيها.
سنتحدث الان بما يفيد السيد رئيس الوزراء واطراف التفاوض، فنقول ان التفاوض هو ان تدخل في حوار مع طرف او اطراف بهدف الوصول الى اتفاق يرضي الاطراف المتفاوضة ويضمن لها الحد الادنى المقبول من المكاسب .هذا يعني ان تكتيك (علّي السقف) يجب ان يلغى من حسابات الطرف المفاوض وان يكون لديه استعداد نفسي للتنازل المتبادل..بعيدا عن روح التعصب والتصلب والالتزام الشديد بالمواقف،وان تكون لديه الرغبة في التراخي..لأن احد اهم شروط التفاوض الناجح هو وجود قدر من المرونة من الاطراف المعنية ،بما يعني ان يراعي كل طرف حقوق الطرف الاخر ،وان لايكون هدفه هو الكاسب الأكبر.

صفات المفاوض الناجح
الوسيلة التي يتم بها التفاوض هي الاتصال،الذي يعني علميا تلك العملية التي نقوم بفضلها بفهم الآخرين ،وبدورنا نحاول ان نكون مفهومين..ويشترط في الاتصال الناجح ان يتوصل الطرفان الى نفس الافكار او العواطف.
والتفاوض يحتاج من المفاوض ان يتمتع بالقدرة على تغيير اتجاهات الطرف الآخر وصولا الى الاقناع.وهذا يتطلب ان يكون اسلوب المفاوض مؤثرا،اذ لا يكفي ان يكون الحق معه حتى يكون مقنعا للطرف الاخر وانما لابد ان يكون قادرا على تفنيد حجج الطرف الاخر باسلوب موضوعي يتناسب مع طريقة تفكير هذا الطرف وقدراته الادراكية وخلفياته الثقافية.ومن المفارقات ان مكانة الشخصية في المجتمع والخلفية التعليمية والشهادة الاكاديمية لا تضمن النجاح في عملية التفاوض..بل ان الذكاء الحاد ،في حد ذاته،لا يعد دليلا على درجة المهارة المحتملة للشخص في عملية التفاوض ،وانما المهم القدرة على التفكير السريع، وان يعي نقاطا جديدة بصورة سريعة، وان يستجيب لها باسلوب مناسب..ولن يحصل هذا الا حين تكون رسالة المفاوض واضحة تحمل معنى واحدا محددا وفهما مشتركا.
وينبغي في المفاوض الجيد ان يتمتع بالقوة التي لا تنفر الاخرين من التفاوض معه وانما عليه توظيف قوته في دعم حججه. والقوة وحدها لا تكون كافية في قيادة عملية التفاوض بمهارة وانما ينبغي ان يكون هنالك طموح عال في الوصول الى الهدف مع استخدام المهارات الاتصالية والاقناعية..لأن التجارب اوضحت ان المفاوضين المهرة اصحاب القدرة العالية ينزعون الى الكرم مع خصومهم غير المهرة.
واللافت ان العراقيين عموما لا يتمتعون بتلك الصفات، ولهذا تراهم يختلفون على ما كانوا اتفقوا عليه..لأن ما تفاوضوا عليه كان ناقصا او مشوها او يحمل اكثر من معنى..يؤدي بالضرورة الى الكراهية والبغضاء وتوتر العلاقة والعداء،فيما الاتصال الناجح ،اعني وضوح الافكار والمعاني المحددة والفهم المشترك..يؤدي الى الفهم الصحيح والمودّة وديمومة العلاقة..وهذا ما نتمناه للسيد العبادي واطراف التفاوض.
ننبه الى ان الحكومة السابقة كانت قد قامت بمفاوضات لكنها اعتمدت استراتيجية الانهاك واستنزاف الطرف الاخر سواء بتطويل فترة التفاوض او بخلق العقبات القانونية التي يمكن وصفها باستراتيجية الخداع والتمويه..وعلى الجميع ان يغادروا هذه المواقف.
في الحلقة المقبلة..سنكمل الحديث عن مواصفات وشروط نجاح اهم مرحلة يواجهها السيد حيدر العبادي والأطراف المفاوضة..مساهمة منّا في انجاح العملية السياسية.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار روبن وليامز..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في سيكولوجيا التفاوض (1-2)