أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غسان محمد تايه - ارحل ... اتركني وشأني















المزيد.....


ارحل ... اتركني وشأني


غسان محمد تايه

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 08:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


ارحل ... اتركني وشأني
ما دامت المفاوضات ستظلم الفلسطينيين ... فاستمرار الحرب لنا شرف نختارها دون تردد ... نريد الكرامة .. نريد العيش الكريم ...فليرحلوا عن أرضنا – الصديق / أيمن الهور .
صدقت القول أخي أيمن الهور ولكن ... سيبقى في جعبتنا ما يزلزل الصهيونية .
تدق الساعات الطويلة على مدار اليوم ببطء شديد محدثة الكثير من التصورات في عقولنا لحظات الحرب تمتد عبر حالة من الانتظار والاستعداد العالي الذي لا مثيل له للتحرك لحظة الصفر لشيء لا تعرفه إلا أثناء حدوثه ، متيقظ العقل نتيجة المزاجية العالية التي تصاحبك خلال اليوم تعيش معها في صراع نفسي وعاطفي يولد حالات التشنج والعصبية والاكتئاب وعلى النقيض من ذلك الحنان والألفة والمحبة يصل لحد القلق .
إرهاق شديد ، قلة نوم ، تفكير بالكهرباء والماء والأكل والحياة اليومية المتعبة ، تفكر بالراهن والمستقبل يتعبك الانفصام السياسي الذي يفجر ممر الأمل ليوصلك إلى الطمأنينة التي تبعدك عن لحظات الموت المرعبة ، تحيى بالخوف الشديد الذي ينبهك عند وقوع الخطر ، تخضع ذاتك للتقييم وتراجع حساباتك ، لذلك لن يموت ضميرنا أبداً .
هذه الحالة الغريبة بين الوعي واللاوعي أعيشها في لحظات الحرب ، لا أحد غيري يفهمني ، ومن بين كل هذا الدمار أسأل نفسي ألف سؤال في الدقيقة الواحدة ،هذه الفوضى يصعب تحديها في أربعين يوماً من العدوان على قطاع غزة ، ورث لنا 1980 شهيد ، 10181 جريح ، 10604 تدمير كامل للمنازل والمساجد، ولن نفقد الأمل أبداً ، حرب همجية على أبناء شعبنا وسيبقى حلمنا قائم لأنها حقوقنا تاريخنا ومستقبلنا فلسطين.
أجيد التحدث مع نفسي غالباً ففي اللاوعي يقولون بأن " لكل علم ظهر منذ ظهور الإنسان على الأرض نسخة مزيفة من العلم " ما هذا... يعني أن كل ما كتب في المواثيق والشرائع الدولية التي تحدثت عن حقوق الإنسان كله مزيف لا يحاكي الواقع في شيء ، هل كل ما قيل في العدالة انتهي ؟.
أعجبتني هذه النظرية ، لأني أعرف أن رأس المال هو من يدفع للقوانين حتى تشرع ليضمن بقاءه واضطهاده للفقراء ، وأفهم هذه النزعة التي تماهى العالم معها وجعلها تروج الشك في فلك عدالة قضيتنا هي نزعة لإنسانية مزيفة تعيش في الألفية الثانية تعترف بدولة للاحتلال على حساب مصير الشعب الفلسطيني ، الذي دفع خلالها الكثير من الدم والتضحيات وفقدان للأحلام وللآمال ولم يبقى له سوى كرامته وعدالة قضيته.
أخاطب نفسي وفق مزاجية عقلي وتشغلني بصراع غريب كأن كل شي يحدثني أحاول السيطرة على نفسي ولا يوجد ممرات آخري ، وبين صفحات التاريخ شعبُ أنجب المناضلين في ظروف خاصة ، وسطر العمليات البطولية التي نبهت العالم بوجودنا .
بداية هذا الصراع الذهني تذكرت الرفيق القائد / وديع حداد ، وقلت لنفسي نعم في آب المروع كان الانتصار، وفي 29 آب 1969 ضج العالم لخطف طائرة ركاب أمريكية، تحدث خلالها الملايين عن تلك الشابة السمراء منفذة عملية خطف الطائرة والتحليق بها فوق سماء فلسطين ، هذه الشابة ذات النظرة الثاقبة تجولت على علو منخفض فوق مسقط رأسها مدينة "حيفا" التي طردت منها وهي في الرابعة من عمرها.

تذكرت أيضاً قول الرفيقة المناضلة / ليلى خالد : "كنا نريد لفت أنظار العالم على سؤال معين "من هم الفلسطينيون؟" وأمرنا القبطان أن يحط في سوريا ثم أفرجنا عن الركاب وأفراد الطاقم وفجرنا الطائرة التي كانت الشرارة لنشر قضيتنا الفلسطينية أهم واخطر قضية في العالم .
واستطراداً في المزاج الثوري وفي إحدى العمليات البطولية خاطبت الرفيقة/ ليلى خالد الإنسانية " أفيقوا من غفلتكم يا دعاة السلام هناك شعب محتل وأرض مغتصبة اسمها فلسطين " بها مدينتي حيفا ، و بالأمس كانت صبرا وشاتيلا ، واليوم مع فارق التقدم في التكنولوجيا العسكرية مدينتي غزة .
آه ... ذهبت بعقلي بعيداً وأرجعتني إلى غزة أقدم المدن التاريخية في العالم. تقع على الشاطئ الغربي للبحر الأبيض المتوسط على مسافة 42كم شمال الحدود المصرية. وقد كانت غزة في القدم مركزاً تجارياً مزدهراً، وقال عنها "نابليون" بأنها بوابة آسيا ومدخل إفريقيا .
خاطبني التناقض... لا تطير بعيداً حتى لا تقع على رأسك ، فلسطين كلها محتلة وغزة العزة أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان على مساحة 365 كم² , تعيش اليوم الأربعون للحرب ، ولا أحد يكترث ولا أحد يحرك ساكناً ،هذه هي الحقيقة التي تؤلمك دائما .
أتريد أن أكمل لك ... أتذكر حينما خطف الجندي الإسرائيلي برفح ، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العملية وقال ( قتل اثنان من جنود الجيش الإسرائيلي وتم أسر آخر، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، موضحًا أن هذا من شأنه أن يشكل انتهاك خطير لوقف إطلاق النار، وسيكون له عواقب خطيرة للغاية في الصراع بين إسرائيل وحركات المقاومة في غزة(.
فكر معي في قوله ( الصراع بين إسرائيل وحركات المقاومة في غزة( ، هل هذا أصل الصراع ؟ قلت لك أن لا أحد يكترث نحن في غياهب الضياع والكل ضدنا .
أرجوك دعني من هذا التلاطم الداخلي النفسي ... ولا تتحدث كثيراً ، مادامت المقاومة في غزة تدافع من أجل حقنا بالحياة أنا لا يعنيني بان كي مون وأمثاله وسأثبت عند المقاومة والشعب.
وسأرجع بك ... للعمليات البطولية التي نبهت العالم إلى قضيتنا ، أدخلتنا ملايين البيوت التي آمنت بعدالة قضيتنا الفلسطينية ، وأنت تعرف الكثير من الحكايات لمناضلين أجانب التحقوا بالثورة الفلسطينية وشاركوا في عمليات مماثلة ، وتدربوا في معسكرات الجبهة ، تحت قيادة الشهيد / وديع حداد ، الذي كان مؤمناً بإستراتيجية ضرب الصهيونية في أي مكان في العالم .
فهمت ذلك ؟! ويجب أن تعي جيداً " لن يخلق الثوار إلا من رحم الثورة وسيزول الكيان الصهيوني بالكفاح والمقاومة وليس بالتنازلات أو المفاوضات العبثية . والآن طردتك خارج عقلي .
ولكن أدخلتني المفاوضات لا مفر لك مني ، قل لي ماذا حدث بالمفاوضات أين الوفد الفلسطيني ، وماذا حدث أريد أن أطمئن لا أكثر ،أين الشفافية ونقل الحقيقة ،ألم يكن شعاركم " الحقيقة كل الحقيقة للجماهير " وشعبنا الفلسطيني قدم كل ما يملك من أجل الحقيقة ، لذلك يجب أن يطلع على الحقيقة التفاوضية الجارية لأنه هو صاحب القرار ، تعبنا من تجزئة وتصفية القضية الفلسطينية , وهذا وتذكرني بالوعي أننا سنبقى نناضل حتى إزالة الكيان الصهيوني .
آه ... أتوسل إليك اتركني من هذه الهستريا المحبطة ، نعم سنبقى نناضل حتى إزالة الكيان الصهيوني ، كما أزلنا الانقسام الفلسطيني ، وأصبح موقفنا موحد اليوم وسيستمر النضال لترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم مختلف الفصائل الوطنية المقاومة للاحتلال في إطار " م.ت.ف " وسأذكرك بذلك ...
تذكرني .... ضحك بكل سخرية وقال متهكماً أنا الذي سأذكرك بالقيادة اليمينية " البرجوازية الفلسطينية " التي قدمت العديد من التنازلات المجانية السابقة ،التي كشفت التجربة عن ترددها وتذبذبها وقصر نفسها وعجزها ورهانها على الموقف الأمريكي ، ولهثها وراء الحكومات العربية المهزومة عديمة الكرامة ، وعن .... أتريدني أن أكمل ؟
كفى ... سأقتلك .. تأثرت كثيراً
شحبت ملامح الحياة ، غيمت على وجهها الظلال ، ذبلت عيناها ، وكدت أن أغرق في النوم بين سطور الخوف والقلق والفوضى النفسية ، تشنج القلم ورجع يكتب عن اليأس وفقدان الأمل وعن غزة التي دمرت وعن الضياع الذي سنعيشه بعد ذلك ، لا مفر من هذا .
لقد شل عقلي التفكير بقضيتنا الفلسطينية ، بؤساً وسحقا ًسقط قلمي من يدي ، هل سيسقط سلاح المقاومة أيضا ، وفي خلال هذا الصراع المهزوم المخيف ، دقت إذاعة الشعب منبهاها الخطير بقول عاجل " فصائل المقاومة لا تمديد للهدنة بعد الآن ، وسنكسر العدوان عبر حرب استنزاف طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي ، وفي جعبتنا الكثير إذا لم تتحقق مطالبنا "
بؤساً لك ... كدت أن تهزمني ، ثبت القلم في مكانه وذهب يكتب عن حرب الاستنزاف وعن العمليات البطولية التي ستقوم بها المقاومة بدأ يكتب عن الأمل ، وعن صمود الشعب الفلسطيني شعب يخلق من جديد يحيي كل الأحلام ويواصل المشوار حتى التحرير ، نظم نفسه جيدا وبدء الحرب وعاش كل مراحلها دون أن ينهار وبقى مع المقاومة إلى اللحظة الأخيرة .
كتب عن قوة المقاومة التي سترجع حقنا التاريخي ، وذهب إلى الثورة الفلسطينية التي حدثتنا عن أبطال المعارك ، قصت آلاف الحكايات والأساطير التي قدمها المقاتلين في تاريخ ثورتنا الفلسطينية ، واليوم لن يسقط سلاح المقاومة الباسلة ذات القدرة العالية مرعبة الاحتلال وجنوده الجبناء ، الذين اختاروا أن يطلقون النار على أرجلهم ليخرجوا من الخدمة العسكرية ، المقاومة وعدتهم بأن تجعل من رمال غزة قنابل تتفجر في الصهاينة وصدقت القول بالفعل ، وما أذهل العالم كله أنه في ظل هذا الحصار نجح الأبطال في التصدي الكامل للاحتلال النازي .
هذا ما يجب أن يكتب عن الأبطال الذين صمدوا في المعركة ودمروا الترسانة العسكرية الإسرائيلية المرعبة، وكسروا الجندي الغاصب المحتل الذي يمتلك أذكى قوة عسكرية في العالم ، تحدوها وحطموها بتوحدهم وكفاءتهم العالية وتخطيطهم الجيد لإدارة المعركة وسجلوا نجاحات كثيرة وصلت إلى ضرب قطاعات واسعة من اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها السياحة والطيران الذي باعترافهم وصل 1.3 مليار دولار ، الشعب الفلسطيني يثق بالمقاومة التي ستعيد حقوقنا المسلوبة ، ولا يثق بغيرها هذه هي الحقيقة .
الآن أقول لك ارحل .. اتركني وشأني ولن تهزمني أبداً ،و لن أكون معك في هذا الصراع النفسي الذي يدفعني إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل في ليلٍ موحش بدون كهرباء سأذهب إلى النوم وأخترقه بحثا عن الصباح ، وأعيش حالات الهدوء الصافي المحفوف بالخطر لأصنع دائماً المستقبل لأقاتل لأحيى في هذا البلد الجميل ، وللذي لا يعرف أن يعيش فيه لن يجيد العيش في غيره .



#غسان_محمد_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - غسان محمد تايه - ارحل ... اتركني وشأني