الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 23:52
المحور:
الادب والفن
في لحظة ، شرعت أجوب أزقة الروح سالكا منعطفاتها ، محاولا سبر أغوارها لإجلاء غموض أحسست انه يكتنفها مند مدة ليست بالقصيرة ،رحلة أوصلتني الى الجنبات القريبة البعيدة ، النائية ...
في لحظة دهول اكتشفت ان طفلا يحي بداخلي ، يشاغب ، يتمرد ، يطالب باطلاق عنانه ، لينطلق في رحلة بحث عن نور شمس الحرية التي حجبه عنه الكهل .
انه نبض الانسان المتدفق بداخلي ، يدنو مني بحنو شديد يطبب جروح الزمان .،يدفع بالانسان ليحتل المشهد العام للحياة ، يتحكم فيها ، يجعلني احس انا الكل ، انت ، هو ، هي ... انا كل انسان على الارض يتحرك بداخلي كل احساس بالقلق ، العذاب ، الاضطهاد ...اعيش الم ، و احي امل ، كل انسان على الارض .
أحسني الطفل في غضون رحلتي بالاغتراب عن ذاتي ، حين أدركت ان الذات التي يسكونها غير تلك التي اسكنها انا الكهل ، أحسست بدبول قلبي ، و فقدت امن الانتماء حينها .
علمني ان لا امارس اغتيال المشاعر بالكلمات ، و ان اطلق سراحها كاسرب الحمائم بالممارسة ،حينها شعرت انني في حاجة الى مصالحة كبرى ، مصالحة الكهل بالطفل .
لانطلق بعدها في رحلة اكبر دون ان أعير اهتماما لامنية صعبة التحقق ، و لا حلم عابر عبور سحب صيف كاذبة .
انا الان احرك جداول الاماني ، اجدد تدفق ينابع الاحلام التي خيل لي انها نضبت مند زمان غابر ، لا اخشي الجنون ...، لا اخشي السقوط لاني متاكد ان ذالك الطفل قادر على انتشالي و رسم خريطة طريق الامان .
فبنوته الحنونة حاضرة متأهبة دائما ، قادرة درعيه ان تلفني بحنان في حلكة ظلام اليالي الموحشة ، تنير لي الطريق ، قادر ان يحولني من الانسان المهموم المنكسر ...الى العاشق ، القوي ، المتحدي .
احس الان أمانا لم احسه في الايام الخوالي ، فالطفل بداخلي مكنني من ان اتحرك من المحدود الى اللامحدود ، من الفاني الى الازالي ...
لا اخشي بعد اليوم التيه مادمت لم اغتال في غفلة مني الطفل بداخلي ، لم اغتال انسانيتي .
لم اعد اخشي ان تمارس الكلمات جورا على المشاعر و تختزلها في جمل للاستهلاك .
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟