|
داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟
فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 21:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
--- التكوين جنيٌن مُبتسَر غيرُ ناضج. لم يُكمل نموَه الطبيعي داخل رحمٍ دافئ يمنحه الغذاءَ والحب. لهذا سوف يخرج للحياة على هيئة طفلةٍ شقية عبوس، شوهاءَ جائعة متعطشةٍ للدماء. الميلاد خرجت للنور قبل أوانها، كسيحةً تترنح في خطوها. فالمخلوقة التعسة وُلدت على عجل؛ ميلادَ فُجاءة و"تخليص حق" كما نقول بالمصري. هي ردّةُ الفعل الهوجاء على صفعةٍ ضربت وجه الأمّ الأفعى، فقررت أن تبخَّ سُمّها في وجه العالم فولدت تلك الطفلة القبيحة لتكون الفحيح الغاضب الذي ينفثُ ما بداخلها من مرارةٍ ووجع. النسب طفلةُ سفاح. لكن حرمانها من ميلاد شرعي محترم على فِراش كريم، لن يجعلنا نُحقّر من شأنها، لأن الآية الكريمة تقول: "ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى". إنما سنحاكمها من خلال سلوكها هي، لا سلوك أبويها: صهيون وأمريكا؛ اللذين أنكراها فور مولدها، ولم يعترفا بنسبها إليهما، ثم ألقيا بها إلى شوارع العالم تكسب قوتَ يومها باللصوصية والبلطجة واستلاب أموال الناس، وتركاها تأكل النفايات من صناديق الأشلاء الآدمية. تاريخ الميلاد ثورة 30 يونيو المصرية، وكلمة الشعب الحاسمة يوم 3 يوليو 2013، وإسقاط الجاسوس الإرهابي “مرسي” وزبانيته، كل هذا جاء على غير توقّع، فأربك حسابات "ميدوزا" الشريرة، أمريكا، فمدت يدها، دون تفكير، نحو جدائلها الجعدة، وانتزعت ثعبانًا صغيرًا يتلوّى، ألقته في وجه العالم، ثم سهرت يومين مع خليلها صهيون يفكران في اسم له. اسم "الدلع" واسم شهادة الميلاد عرفناها باسم غرائبي طريف لطيف ظريف: (داعش). كنا ندللها بهذا الاسم الذي قدّمت به نفسها في بداية ظهورها قبل شهرين، على أمل أنها "خطأ مطبعيٌّ عارض جارٍ تصحيحُه". وكنا نُمنّي النفس بأننا لن نلبث أن نكتشف أنها مزحة ثقيلة من القدر وسرعان ما ينتهي الأمر. كان هذا الاسم مثل لعبة الحروف التي كنا نلعبها في طفولتنا. تجميع بعض الحروف يمثل كلُّ حرف "حلمًا" من أحلام الأم الآثمة. الحرفان الأولان: د=دولة، إ= إسلامية. الحرفان الأخيران: ع= عراق، ش= شام. إذن الأحلام هي: 1- دولة. 2- إسلامية. أما بقية الحروف فهي المد الأفقي لتلك الدولة، على خارطة العالم. كل محطة جديدة، تعني حرفًا جديدًا. حيث تزداد الحروف كلمها كَبُرَت الطفلة وتضخمت وتوسّع نفوذها، حتى تصل للحرف: (م)، الحرف (الجوكر)، أو الحرف المفتاح the Master Key الذي ستفتح به الأمُّ مغاليقَ الكوكب، ليمهّد للمرحلة النهائية: “أستاذية العالم”. أما الحرف (م) فيعني: مصر. ونشكرُ الله، يحول دون الوصول إليه الجيشُ المصري العظيم، كما تحول دونه فراسةُ الشعب المصري وخفّة ظله حين قال: (داعش) لن تكون (داعشم). لأن ( دا عشم إبليس في الجنة)! داعش إذن هو الاسم الحركي القديم، أو اسم (الدلع) أي التدليل، كما نقول بالمصري. الذي سرعان ما تخلصت منه الطفلةُ بمجرد أن اشتدّ عودها وقوي بنيانها وازدادت بدانتُها فأظهرت وجهها القبيح، واستبدلت بـ(داعش) اسمها الجديد: (الدولة الإسلامية). والذي قبلناه نحن وروّجناه بكل بلاهةٍ وحمق! أما الاسم الحقيقي المكتوب في شهادة الميلاد، والذي لا تعرفه داعش نفسها، لأنها غبية أميّةٌ جهول لا تجيد القراءة والكتابة، ولم تدخل مدارس قط، كما أسلفنا، بل أُلقيت للشوارع فور مولدها، هذا الاسم هو: “إصبع أمريكا لغزو المنطقة العربية". زووم إن حين نقترب لنصوّب عدسة الكاميرا من الطفلة السفاح، سنراها شقيةً عدميةً تنحر الرقاب وتلعب بالجماجم البشرية وتمزق الأجساد وتُلقي الجثامين بين وهاد الجبال، ثم ترفعُ راية سوداء مقبضة وتزعق عقيرتُها: “تكبيييييير"، فتهلل لنفسها: "الله أكبر". زووم أوت حين نبتعد بالكاميرا نشاهد الخريطة "الحلم". حلم أمريكا وصهيون. الطفلة وقد تضخمت وتمددت بجسدها الأشوه يمينًا ويسارًا وشمالا وجنوبا وقد ألقت ببساطها الأسود على منطقة الشرق الأوسط من إيران إلى المغرب، مع قطعة من أوروبا في الشمال، وقطعة من أفريقيا في الجنوب، وأسمت كل هذا: (الدولة الإسلامية). ما لا تعرفه الطفلة لستُ على ثقة إن كانت تلك الطفلة البائسة تعرف، أو لا تعرف، إنها لعبة رخيصة في يد أمها وأبيها، من نوع Desposible (استعمال مرة واحدة). ولا أدري إن كانت الطفلة تدري، أو لا تدري، أن أبويها لا يكنّان لها أية مشاعر أبوية، بل سيقومان بخنقها بمجرد أن تنتهي من دورها المرسوم لها بدقة. لكنني أدري تمام الدراية وعلى ثقة واثقة من بلاهتنا نحن وسذاجتنا نحن المسلمين، في التعامل مع هذه الطفلة الوحشية المنذورة للهلاك والويل. أما دورها فيتلخص في اقتتال العرب فيما بينهم ليعطي أمريكا تكئة لاختراق الشرق الأوسط وسرقة نفطه وإعادة هيكلته على النحو الذي يؤمّن إسرائيل، ويمهّد لسيطرتها على المنطقة العربية. سذاجتنا من الطبيعي أن تمنح أمريكا، الأمُّ، هذه الطفلةَ أسماءَ مختلفةً مع مرور الوقت وتِبعًا للحظة. فتسميها في بداية الأمر، اسمًا عجيبًا: "داعش"، للفت أنظار العالم، ثم تحاول إضافة مزيد من الحروف كما أسلفنا، فتخفق، فلا تجد بُدًّا من الكشف عن أنيابها الدامية، وتعلن عن اسمها الجديد: “الدولة الإسلامية". ومن الطبيعي أن تعتمد الطفلةُ الجهولُ هذا الاسم الجديد، لأنه يُبهجها ويُشعرها بقيمتها ويمنحها حجمًا ووجودًا، ولأنها كذلك لا تعلم اسمها الحقيقي الوارد في شهادة الميلاد، كما أسلفنا. كل ما سبق طبيعي ومفهوم، ولكن غير الطبيعي وغير المفهوم هو أن نروّج (نحن) لهذا الاسم في جرائدنا!!!!! خطورة الاسم الجديد كأننا لا نعرف أننا حين نعتمد هذا الاسم الجديد لداعش: (الدولة الإسلامية)، ونكرّس له إعلاميًّا، فإننا بهذا نرتكب حماقتين كبريين ستكون عواقبهما وخيمة: 1- كأننا نؤمّن على ترهات تلك الطفلة المجنونة ونحقق لها حلمها الفاشي في أن تصبح تلك العصابة المجرمة (دولة) من دول العالم. دولة ذات سيادة وإرادة وحدود ونفوذ وشعب وعَلم ونشيد وطني ربما، ولا عجب أن تنضم قريبًا لهيئة الأمم. 2- كأننا نقول للعالم: هذا هو الإسلام، أيها السادة: قتلٌ وترويع ولصوصية وتمزيق أجساد واستلاب حقوق، واغتصاب نساء! موافقتنا، ولو إعلاميا، على منح تلك العصابة الإرهابية، لقب: "الدولة الإسلامية"، وترويج ذلك على الشاشات وصفحات الجرائد، يعني أنه اعترافٌ صريح وحاسم منّا نحن المسلمين والعرب بأن تلك الممارسات البغيضة المقززة هي الملامح التي سيكون عليها العالم إن تحقق حلم (أستاذية العالم ) الذي تسعى له جماعة الإخوان الإرهابية والتيارات الإسلامية العنصرية. يُذكّرني هذا بعهد الإخوان التعس. وأشكر الله على سلامة حدسي إذ أنني لم أجمع مرّةً، لا في مقال ولا على شاشة، ولا في محاضرة، الصفةَ: (المسلمين) مع الموصوف: (الإخوان). أسميهم دائما: “جماعة الإخوان"، وفقط. أسماء مقترحة لديّ العديد من الأسماء البديلة التي يمكن أن نطلقها على عصابة داعش الإجرامية، بدلا من الاسم (الفخ): “الدولة الإسلامية". وكل الأسماء كما سترون، ذات مغزى ودلالة، وأكثر صدقًا من اسم الدلع، واسم البلوغ. كما أن هذه الأسماء هي الأقربُ من اسم شهادة الميلاد الخفي، الذي بات يعلمه كلُّ العالم، وتأبى الطفلة الشقية أن تعترف به. ذُبع= ذقونٌ بلا عقول وبا = وحوش باسم الإسلام جالش = جنود أمريكا، لتدمير الشرق عمعيص – عرائس ماريونيت عبيطة في يد صهيون صالع = صبيان أمريكا لغزو العرب هُبَل = هذا بلاءٌ لكم
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقتلوهما كما قتلتم ابن رشد
-
من أرض مشروع القناة
-
من ينقذ كردستان الجميلة؟
-
تكبيرات داعش
-
دافنينو سوا تحت الوصايا السبع
-
الخوف من جائزة جبران
-
انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!
-
باليرينا في سجن النساء
-
تكفيريون في ثوب الميري
-
القتل أرحم فظاعات داعش
-
هل ندرس عملية الفرافرة؟
-
سجينات الفقر
-
أيها الشيطان، قرّ عينًا
-
الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
-
ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال
-
أستاذية العالم الداعشية
-
لما كنا صغيرين
-
سرقوا التلاجة يا محمد
-
دريّة شرف الدين.. شكرًا
-
-الشاعر- هاني عازر
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|