يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 21:44
المحور:
الادب والفن
أطرقُ بابُكَ اللحظة
أقصدُ نبوءتك القاحلة،
أقصد ميعادك الموحِل بنسيئة العتمة
مثل غريبٍ يتوجسُ
مغارتكَ بلا اتجاه
جئتك يا هيّ..
أي الاتجاهات أنتَ؟
هل جاوزتك المحطات..
أم أنت سديم، حين تغور
ولماذا أنت مثل قاطرة بلا فرامل؟!
لا تضحكُ في سِرُكَ مني
أنا أعرفكَ أكثر من خوفي
وأكثر من كاتم كيف يضيّعُ وهجّ اللحظة
يا أنت.. يا هيّ،
وكيف يغيّبُ الانسان
وتبقى العيون.
يا هيّ..
.. ولماذا أنت مثل نيزك لا تدوم
وشهقة لا تدركها موسيقى الضنك
هل غيرتّكَ مسارات النوتة مثل غبار؟!
يا هيّ:
وكم تغريك الطعنات كأنك شجر لا يموت
وكأنكَ، حين يستصرخك في الليل اضطراب الضوء،
لستَ المبضع حين يجوع.
هَوّن بالله عليك
كل البحار كاذبة الشطآن
إلا أنت،
تتسرّطن باللذات الدموية ولا تنزع مِلحُكَ
لا أعرف ما أجهله عنك
لا معنى لِلغةٍ لا تعرفك
أنت لستَ الماء
ولا شقوق تاخذك لأرض أخرى
حزن الليمون أنت، ووجع الصفصاف أنت
وغريب كاللوز بريق امرأة تجهل من أنت
أنتَ لستَ سوى أنتَ
أعرِفُكَ..
أعرفُ صوتك حين يرّكس عثوق القلب على العينين
ويتشهاكَ عسل الجمارِ
أعرفُ كم يخبّلكَ ناقوطَ النهدِ
وأنت في سفرِ الرؤيا بلا جدران
وأعرفكَ، كما المبهم في الشك،
كأنك كل الاوثان.
يا هيّ
رتق ما فيك..
رتق ثوب الخِبّرة فيكَ
لحاء العمر عتيق
وليل الصمغ طويل
لا تنأى بعيدا عنك
لا تنتظر أحدا لا يشبه أرضك
كن أنت، كما اللذة، شهيق
وكن شقوقك..
وحدانيَتُكَ،
كي يأتيك الماء على صدغيه،
فسبحان من لا يأتيه الماء
وهو غريق.
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟