أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - تورابورا، كهوف في القلب














المزيد.....

تورابورا، كهوف في القلب


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 08:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا احد يعرف خلف اي الصخور تفقس افعى الارهاب، لكننا كلنا نسمع فحيح صغارها وهي تنزل الوديان، عبر مزارع خشخاش وقات باتجاه العراق وافغانستان، ومن ثم العالم المتحضر.
يخبرنا السيد بوش بانه كهف تورابورا، واسرائيل تشير الى قطاع غزه، والعراقيون يلعنون المثلث الغربي، كمستنقعات ارهاب عصيه، فتستخدم التكنولوجيا الحديثه لضرب مشاعر غير مرئيه، وكانها غير موجوده، اي ان الصراع اشبه بماده ضد روح، عجزت فيه الميزانيات الترليونيه من تحقيق ثمة نصر معنوي.

ورغم هذا الانفاق ما تزال رقعة الارهاب تتسع جغرافيا، بل تزحف باتجاه المناطق الاكثر امنا من العالم، كالشبح، وتستفيق على كابوس رعب بين فينة واخرى ثمة خليه نائمه.

واذا كانت اسرائيل قد انسحبت من القطاع، عش الدبابير الذي يلسع ولا يمنح العسل، واذا كان العراقيون قد استعانوا بالقوات متعددة الجنسيات لتمشيط حوض الفرات الغربي، فان السيد بوش قد ترك الممرات سالكه من والى تورابورا، رغم ميزانيته التي تكفي لا لاعمار افغانستان وحدها، بل بامكانها تغيير شكل العالم النامي برمته.

وقد يشكك البعض بامكانيه السلاح التقليدي بالتغلغل الى كهوف القلب لتطهيره، ويشكك الاخر بامكانيه هزيمة المشاعر اصلا، الا ان شكوكي الشخصيه تتعلق بجدية السيد بوش بمواجهة الارهاب اكثر من امكانياته الماديه، او الروحيه في هذا الصراع.

لو كانت كهوف تورابورا على سطح المريخ لاكتشفتها ديسكفري، بل وعادت سفينة فضائيه اخرى بنماذج من ترابها، وربما معلومات عن احتياطي البترول فيها. ولو كانت الحرب تقليديه اي باستخدام السلاح المادي المتوفر لما ضاعت تورابورا من الخارطه، ولما افتقدتها الرادارت والاقمار الصناعيه التي تزدحم بها السماء هذه الايام.
اما لو كانت الحرب معنويه، روحيه، لما قامت الانظمه التي تتلقى المعونات والحمايه من الاساطيل الامريكيه بتمويل محطات فضائيه، وهي معروفه، مهمتها نشر الارهاب والترويج لاخلاقياتها. لابل ان القنوات الاعلاميه التي تروج الارهاب تعتمد في الكثير من موادها على التسريبات الامريكيه المتعمده، والاستفزازيه بصورة رئيسيه، كما في قضية تعذيب السجناء في ابوغريب ومن ثم تداعياتها التي تعمر طويلا في قلب الحدث الاعلامي. وكذلك قضية سجناء غوانتانامو ثم تمزيق المصحف واهانته الى التركيز غير السليم اعلاميا على القضية الفلسطينيه بالشكل الذي تطمر فيه وجه المقاومه العلمانيه الحقيقي لصالح الحركات الاصوليه.

عراقيا اكتفت الولايات المتحده طيلة العامين والنصف من وجودها هناك بالدفاع في حين كان بامكانها الهجوم. بل تترك بغض الطرف لتحصل الخلايا الارهابيه على كل الامكانات اللوجستيه، التي تمر اغلبها من تحت انف الامريكان، والزمن الكافي لتجميع القوى وتشكيل محميات على شكل امارات شبه مستقله تتمتع بالحصانه في الفلوجه، تلعفر ، القائم وحتى قرى الخالديه واللطيفيه.
معنويا تركت الحكومه العراقيه عاجزه عن توفير ادنى مستلزمات العيش لمدن تعيش الكفاف بلا ماء او كهرباء ولافرص عمل للمسرحين ولا حتى امن مما يشكل بكل تأكيد حاضنة تغذي الامارات شبه المستقله في الغرب، بل وتيارات الارهاب الكامن كحركة الصدريين في بغداد ومحافظات الجنوب، كما يعني تركها لحل مشكلة كركوك انها تغطي على بركان قد ينفجر في اي لحظة في مناطق كردستان. اي انها قد حولت العراق بكامله الى مزرعة خشخاش اخرى بدلا من تطهيره من رواسب الحكم الديكتاتوري السابق.
واذا كانت سياسة السيد بوش في التصدي الروحي للارهاب على هذه الدرجه من الرخاوه، وحربه ماديا غير مجديه بذات الدرجه، فانه يسيئ بكل تاكيد استعمال الميزانيه المخصصه لمكافحة الارهاب، وارى من حق العالم ان يساءله، لان الخلايا النائمه كابوس يهدد الوجود الانساني على هذا الكوكب، وقد دفعت بها سياساته الى كهوف القلب ايضا، كما اثبتت تفجيرات لندن، وليس فقط مجاهيل تورابورا.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور يا اسيادنا
- للفرس العراقيين الحق في الوجود ايضا
- ما لهم اصابهم الســعار؟
- متى يحتسوا القهوه؟
- الجعفري وكاس البيره
- انتخابات ايران ... حكومه للجنه، وشعب للنار
- هل تريد الام السوريه عيدا للكراهيه؟
- هل المستوطنون هم فعلا من يعيق بناء العراق الجديد؟
- قطه في بيروت واسد في القامشلي
- نصف متعلمة اخطر
- فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه
- منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟
- مفارقات انتخابيه
- الكورد الفيليه، درس في الانتخابات
- هذيان بالتركي .. حول الانتخابات
- الكورد الفيليين والقائمه الكوردستانيه
- من تنتخب؟.... ورطه
- روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين
- اكتشاف اسمه الديموقراطيه
- سنه اولى انتخابات


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين القطبي - تورابورا، كهوف في القلب