فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 00:21
المحور:
الادب والفن
( الربيع موسم الصيد )
أيها الخوف
لولاك ما ضيعت الكائنات بعضاً
من أجمل لحظات عيشها،
ولولاك
لما عاشت أصلاً..!
**
عقودٌ أطول من زمنها
أعوام
في مثل مسافة المليون قتيل
تظلّمنا فيها طويلا،
والآن،
بعد انحسار الكلام عن حقيقتنا
وتشظّيه المريع عن زيفنا
لم نجد في أروقتنا المعتمة
حين امتلكنا زمامنا،
سوى أن نكرّر الوصفات الاولى
في مسيرة الظلم.
**
إلى حظيرة الماعز تسلل الرعاة
رآهم الذئب المتوثّب فهرب
ورآهم الثعلب المكّار فهرب..
رأتهم الخادمة فاخرسّت وضاع سمعها
ورآهم سيدهم فبارك لهم
افتراس معزاته..
وقف بعيداً ومبتسماً لوحده
ذلك الديك الذي في صوته كتاب النهار والليل
والذي يقلّبه على فظاعةٍ وحيدةٍ
تدور وتدور.. وتدور........!!
**
طرق الربيع باب مزرعتنا
في الحول الثامن بعد الثمانين لغيبته،
بحثنا عن البهجة فوجدناها في كيس الجدّة
أزلنا عنها الغبار وارتديناها،
فنحن لم نتذكرها
منذ البرابرة الذين خذلونا ولم يأتوا،
سقينا جدّتنا كأساً من المدح النشيط
وقلنا لها كوني على رأس مستقبليه
أميرنا الضائع هذا
الذي سيملأ السلال وضهور الجمال..
ومن وراء السور
كان الشجر الأخضر يزرقّ ويحمرّ..
ويسودّ.. يسودّ..
وخلف الباب
شيخ في الثامنة والثمانين
يقول أن اسمه الربيع.
**
نحن ماضون..
نكتب تاريخاً آخر
على مسافةٍ لا بأس بها من التاريخ،
وسيذكر من سيصففون الرفوف على منجز الإنسان
بأن لنا رفّنا
حيث تاريخ المهملات العريض.
*****
تموز 2014
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟