أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس














المزيد.....

الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هذا العنوان مستوحى من المثل الشعبي " الناس في الناس وعائشة في امشيط الراس" الذي يصف حالة الذين لا تشغلهم هموم الناس قدر انشغالهم بسفاسف الأمور . ذلكم هو حال الشيوخ والمفتين في السعودية ومصر وما جاورهما من دول خليجية ، الذين شغلوا أنفسهم وعملوا على شغل الناس بمواضيع أتفه من التفاهة . وكان آخرها جدالهم " الفقهي" حول انتقال لاعب كرة القدم بالمنتخب السعودي ياسر القحطاني من فريق " القادسية" إلى فريق "اتحاد جدة" مقابل مبلغ مالي محترم هو 42 مليون ريال سعودي . إذ انقسموا بين محرّم وبين مجيز . أما المحرّمون فقد استغلوا خطب الجمعة ومنابر المساجد ليعلنوا فتاواهم على المصلين الذين لا يهمهم الأمر ولا ناقة لهم ولا جمل ، كما فعل مفتي المملكة السعودية ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، في خطبة الجمعة ليوم 8 يوليوز المنصرم حين خصصها لتحريم صفقات بيع اللاعبين بدعوى أنها عمليات إسراف و " إنفاق غير مبرر بدون موجب شرعي" . ونفس العدوى انتقلت إلى مصر حيث أيد أمين لجنة الفتوى بالأزهر فتوى التحريم السعودية ، مبررا فتواه بأن( شراء اللاعبين بملايين الجنيهات أمر مخالف للدين والشريعة وهو ما لا يرضاه الإسلام، لأنه تبذير نهى عنه الإسلام كما جاء في قوله تعالى " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" ). ونفس الموقف اتخذه علماء أزهريون لما اعتبروا الأمر" أنه سفه وخبل وتبذير". وقال الشيخ " مجاور" في فتوى نشرها موقع "المصريون" ( إن الأموال الطائلة التي يتقاضاها اللاعبون حرام شرعاً، لأن اللاعب يتقاضى أموالاً دون مقابل ) . وفي المقابل رفض عدد من الشيوخ والعلماء هذه الفتوى وعلى رأسهم الدكتور عبد الصبور شاهين والدكتور محمد حسني سليم، والشيخ القرضاوي ، معتبرين أنها تنطوي على كثير من الغلو والتشدد،لأن الذين يخوضون في مال الله هم اللصوص والمغتصبون والذين يأكلون حق الناس بالباطل . كما اعتبروا أن الشيوخَ الذين أطلقوا فتوى التحريم " تناسوا تقييم الجانب الرياضي وما يحققه من انتصارات ترفع من شأن البلد" . إن انشغال الفقهاء والشيوخ بمثل هذه المواضيع في واقع يموج بالأعمال الإرهابية التي تحصد الأرواح وتدمر المباني والمنشآت وقطارات الأنفاق وكل القيم الإنسانية ، يُعد فعلا سفاهة وجُرما في حق البشرية جمعاء . ذلك أن منفذي العمليات الإرهابية هم شباب يذهب ضحية مثل هذه الفتاوى وأمثالها التي تشحن نفوسهم بالحقد والكراهية وتوهمهم بالخلود في جنات النعيم إن هم قتلوا ودمروا " أعداء الله" الذين ليسوا سوى تلاميذ وعمال لا يربطهم بالسياسة رابط . وأورد ، في هذا المقام ، حالتين للعبرة . الأولى : حالة محمد بن جعفر بن جمل القحطاني الذي فر من قاعدة باغرام بأفغانستان ، والذي وجه رسالة لوالديه نشرتها جريدة "الوطن" السعودية بتاريخ 24 يوليوز 2005 قال فيها: ( أنا بخير و لا يوجد في جسدي جروح أو كسور, واطمئنوا على صحتي. ويعلم الله أنني أريد أن أعود إليك يا والدي وأبقى طول عمري وأقضيه في خدمتك. أعذرني يا والدي فأنا قد انخدعت وتأثرت بالفضائيات مثل كثير من الشباب الذين لم ترحمهم مثل هذه الأحداث. وما زالوا إلى الآن يدفعون ثمن هذا التهور في السجون. أعذرني يا والدي و يا والدتي فوالله إذا خرجت من هذه المصيبة لن أشتغل بشيء آخر إلا برعايتكما) . أما الحالة الثانية فهي للداعية الشيخ سلمان بن فهد العودة الذي استنجد بالسلطات السعودية للبحث عن ابنه معاذ الذي ترك رسالة يعلن فيها عزمه على التوجه للعراق للمشاركة في الجهاد ، وقد كتب لوالده العبارة التالية "موعدنا الجنة بإذن الله.. سأسافر إلى العراق للجهاد" . ومعلوم أن الشيخ سلمان بن فهد العودة هو أحد أهم الموقعين على بيان ما سمي بعلماء السعودية والذي يحثون فيه الشباب على الجهاد في العراق. لكن لما مست الفتوى ابنه هبّ فزعا مستنجدا برجال الأمن لحماية الابن من الهلاك . لقد تحرك الضمير العالمي للتنديد بالأعمال الإرهابية التي تنشر القتل والدمار ، إلا المشايخ والعلماء الذين يناصرون الإرهاب إفتاء أو تمويلا ، وإذا طُلِب منهم التصدي للفئات الضالة المُضِلة بالنصح والإرشاد ، ولشيوخ التطرف والإرهاب بالتفسيق والتبديع ونشر الفتن ، مصداقا للحديث النبوي الشريف :عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القول ويسيئون الفعل، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد السهم إلى فوقه، هم شرار الخلق والخليقة، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم ، إذا دُعي المشايخ لمواجهة الفتانين صاروا خرسا ، فحق فيهم قول الشيخ علي بن أفلح في الحريريّ :
شيخٌ لنا من ربيعة الفَرَسِ /// ينتفُ عثنونهُ من الهَوَسِ
أنطقهُ الله بالمشان كما /// رماهُ وسط الديوان بالخَرَسِ



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي3
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي-2
- مطارحة من صميم المصارحة(1)
- ألا رفقا بالسيد القمني
- هل صارت حقوق الإنسان علامة تجارية ؟
- على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية ا ...
- قراءة في كتاب- ما هو سبيل الله ؟- لسمير إبراهيم حسن :
- لندن ضحية احتضانها لشيوخ التطرف وأمراء الدم
- نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة
- الحركات الإسلامية والدولة الديمقراطية
- أية مصلحة للأمريكيين في تحالفهم مع الإسلاميين ؟
- فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير
- الإنسان العربي أبعد ما يكون عن الحوار والتسامح والتحالف
- هل سيتحول المغرب إلى مطرح للنفايات الوهابية ؟
- نادية ياسين لم تفعل غير الجهر بما خطه الوالد المرشد
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 2
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 1
- خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام
- معتقلو السلفية الجهادية من تكفير منظمات حقوق الإنسان إلى الا ...
- المجتمعات العربية وظاهرة الاغتيال الثقافي


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس