أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد ع محمد - هي شنكال














المزيد.....

هي شنكال


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 22:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شنكال
هي ليست جزيرة روبنسون كروزو حيث الهمجيون فيها ينحرون أي قادمٍ أو عابر الى تلك الرقعة النائية، إنما هي منطقة شنكال الأيزيدية التي داهمها الارهاب الديني وهي بكامل سماحتها، إنها المنطقة التي تُستباحُ الآن من قِبل المتشددين الاسلاميين، وهم يفتكون في ذهابهم وإيابهم بالأطفال والرجال والنساء في عقر منازلهم وعلى مرأى من أنظار العالم.
والمفارقة أن همجيو دانييل ديفو في تلك الجزيرة بالرغم من وحشيتهم قَبِلوا بأن يتم ترويضهم من قِبل الانسان المعاصر آنذاك، ليصبحوا بعد الترويض بشراً كباقي الناس، أما متوحشو الدين الاسلامي، فلا يُرضي غِلهم الديني إلا في إلغاء الآخرين أو تذويبهم، ويقوموا هم بتسيير العالم كله على خطى تخلفهم واجرامهم ودمويتهم، وهنا مكمن الخطورة والخلاف بين المتوحشين بالفطرة والمتوحشين المدججين بالعقائد.
إنها حملة الدواعش على الأيزيديين منذ أكثر من عشرة أيام ولا تزال انتهاكاتهم مستمرة حتى الآن، يُذكر أن هؤلاء البرابرة ـ وعذراً من استخدام كلمة البرابرة ـ قاموا بحملاتٍ مماثلة منذ فترة في مدينة الموصل بحق المسيحيين والتركمان والشبك وحتى بعض السنة، وكلها باسم الدين، حيثُ جلاوزة الآخرة يجوبون شوارع الحياة بكامل دمويتهم.
إذ في زمن الدين الداعشي ولمجرد أن لا تكون مسلماً فأنت مشروع ذبحٍ أو سبيٍّ أو تنكيل، عموماً فمأساة الأيزيديين لم تبدأ من زمن الدواعش، إنما حملات الإبادة بحقهم بدأت منذ زمن الفتوحات الاسلامية الأولى، وحيثُ كل قائدٍ اسلامي مستبد في مرحلته التاريخية أراد إخضاع هذه الطائفة لتتنازل عن معتقدها لصالح الاسلام، وكل حاكمٍ أو خليفةٍ كان يُرغمهم على اعتناق الدين الاسلامي، أو يأمر بإزاحتهم عن مسرح الوجود إن رفضوا الاذعان لأوامر حكمه المستمد من سلطته الدينية، والأخوة الأيزيديين تعرضوا عبر التاريخ لعشرات الحملات العسكرية والجينوسايدات الاسلامية المماثلة منذ أيام الخليفة الاسلامي الذي يسمونه بالخليفة العادل أو الفاروق عمر ابن الخطاب، وقائد حملته عياض ابن غنم وغيرهم من حكام الاسلام الذين ارتكبوا الفظائع بحق الأيزيديين.
إذن هي مأساة تتكرر كل فترة بحق هذا الدين وكذلك بحق الطوائف الأخرى من غير المسلمين في منطقة الشرق الأوسط، ونرى بأن هذه الأقليات ستظل تُعاني الظلم والاضطهاد ما دام التشدد الديني في انتعاشٍ مستمر، وستكونُ هذه المكونات الجميلة عُرضة للخطر مادام التطرف منتشراً كالسرطان بكل الاتجاهات، بل وسيكون القلق حليف الأقليات الدينية أو المذهبية إلى أن تخرُج من هذه المنطقة أجيال واعية تحتكم للعقل والمنطق قبل احتكامها للهوى والغريزة، وتؤمن بالحياة الدنيا قبل الآخرة، وبالعدل والمساواة وحقوق الانسان بعيداً عن تأثيرات وسطوة كل الأديان، ويُطالبون بكل جرأة بضرورة فصل الدين عن الدولة، آنذاك ربما تتنسم هذه الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية يوماً رياح الأمان والحريةِ، وترتاح آنذاك كل هذه المكونات والى أبد الآبدين، من القهر وسطوة التطرف الاسلامي المُهدِد لحياتهم كل حين.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كنتُ يزيدياً
- عبدو خليل: يُحشر السُرَ مع التساؤلات في قبوِ بارون
- هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟
- وزير شؤون الجنس والأدب
- أفي القضايا الكبرى نكايات؟
- الفحيح النخبوي
- الثورة والتغيير من قلب أوروبا


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد ع محمد - هي شنكال