فداء العايدي
الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 16:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هل المؤمنون أشخاص لا تقوى قدراتهم العقلية - من ذكاء وثقافة- على إيصالهم لأبعد من طريق الإيمان؟
فاجأني حالٌ تحسستُ في أعراض مباغتته لزماني ووجودي اختباراً ماورائياً.
لجأت بحيرتي لعقلي فكان صفر الحلول. نظرت إلى السماء وقلت: أنت تختبرني يارب؟.
أعاين واقعاً كارثياً: غالبية المؤمنين أقل ذكاءً. "أعمق" ضحالةً. لأنهم بوضوح أكسل عقلياً. هل يضعف هذا موقف الإيمان؟ نعم.
لكني لا أنكر أنني أعرف جيداً مؤمنين أذكياء ومثقفين وقادرين على تبرير إيمانهم بما يرضيني عقلاً وعاطفة حد إظهار إيمانهم بمظهر وجهة النظر. هم قلة. لكنهم موجودون.
هل انتهيتُ إلى الإيمان لأن مقوماتي العقلية من ثقافة وذكاء قاصرة عن فهم بعض الواقع؟ هل لصوت قلبي المدوي دور؟
أم إن ثمة مواقف يقف العقل، أي عقل، في مواجهتها مشلولاً وهو يعلم أنها أبعد مما يسميه أثيري كونديرا "الرياضيات الوجودية" ؟
لو قلتُ إنني تجاوزتُ واقعاً ما بالقبض على الإيمان قبض الجمر، لسخر مني كثيرون. ولعل ذلك لأنهم قد يكونون أعلم مني وأخبر فيضحكون على فرحي بنفسي إذ أجدت الحبو، أو قد يكون لأنهم لا يستطيعون تصور وإدراك براءة ما أقول لأن العلم "جاءهم بغياً بينهم" وشوه النقاء الأول للرؤية!
والآن أنا في مواجهة جديدة مع الدنيا حيث يطل علي خيار الإيمان. وهو لي مرة أخرى: خيارٌ قوي.
أفكر كثيراً في الإيمان بالله. وأجاهر تحديداً مؤخراً بأن عقلي مقتنع وقلبي مرتاح للكثير من تفاصيل الإيمان. والحقيقة أن هذا لم يحصل لأسباب معقدة. لقد حصل بمبررات بسيطة فوق التصور.
وكون ما أدريه يقيناً هو أني "لا أدرية"، فإن هذا يوضح توجه عقلي لطرح السؤال: لماذا لا أؤمن؟.. ماذا سيخسر المؤمن؟ عقله؟ لا. لا تناقض بين العقل والإيمان ونصوص الأديان- وإن كنت ما أزال مترددة بشأن ترادف الإيمان والدين- تقدم العقل على السماويات..وجوده؟ عبر أن يكون إنسان نيتشه السوبرمان الذي يقارع الإله؟ شخصياً لا أجدها فكرة جديرة بالربح! لأني لا أظن أني سألمس وجودي بغائية الصراع مع السلطة..حريته؟ أي فكرة هي قيد بما في ذلك الإلحاد. وأبي ليس بالضرورة سجاني!
المؤمن على الأقل لن يخسر شيئاً.
#فداء_العايدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟