أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبعوب - الاستثمار السيء لدماء العراقيين














المزيد.....

الاستثمار السيء لدماء العراقيين


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 13:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ عقود عدة اي منذ ابتلاء العراق بظاهرة الانقلابات العسكرية وتداول دكتاتوريات صريحة وأخرى تستبطن أشكال من الديمقراطية البدائية على حكمه، والشعب العراقي يدفع ضريبة باهضة من دمائه وموارده واستقراره دونما أن يقبض مقابلا لهذه الضرائب القاتلة.

ما لفت انتباهي خلال تتبعي لأحدث فصول المأساة العراقية ممثلة في المذابح والتشريد والقهر الممنهج الذي تتعرض له اقليات عراقية على خلفية دينها او طائفتها او عرقيتها (الازيد ، المسيحيون)، هو الاستثمار الاعلامي السيء الذي تمارسه وسائل اعلام غربية موجهة لهذه المأساة وتوظيفها لتعميق الشرخ في النسيج الاجتماعي العراقي الذي هو أصلا يعاني من تهتكات مؤلمة.

نعم ما تتعرض له الاقليات الدينية والعرقية في العراق هذه الايام مشهد يدمي القلوب ويصدم المشاعر حد الذهول؛ صحيح انا شخصيا معلوماتي وثقافتي حول التركيبة السكانية للعراق ضحلة، ولكن ما اعرفه ويعرفه غالبية ساكنة هذا الوطن الكبير هو ان هذه اللوحة السكانية الجميلة التي تقدمها منطقة الهلال الخصيب والشام من خلال تعايش نسيجها الاجتماعي المتنوع دينيا وعرقيا وثقافيا ومذهبيا، وما تفيض به علينا من نتاج ثقافي وفني وفكري وعلمي وحضاري، هذه اللوحة لا يمكن ان تتفتت وتتشظى هكذا وفي وقت قياسي ، وتتحول هذه الكتلة المتعاونة والمتآزرة عبر قرون الى جماعات متنازعة ، القتل والافناء هو سلاحها وهو لغتها، كأنها لم تعرف قبل هذا اليوم ساعة من السلام والتعايش..

إن تركيز وسائط الاعلام الغربية الموجهة على ما يجري في مناطق الاقليات الازيدية والمسيحية وضع هذه المأساة الانسانية في مقدمة اهتمام المتابع وأضاف له معلومات وتفاصيل دقيقة كانت غائبة عنه ساعدت في اكتساب صورة متكاملة لخلفيات الصراع وجذوره ، وتجنب الوقوع في فخ روايات اعلام هذه الجماعات المتطرفة التي تستبطن الدين وتوظفه لتبرير جرائمها.. إلا ان تجاهل وسائل الاعلام الغربية لما يجري من مذابح يومية في بغداد وغيرها من مدن العراق منذ اكثر من عقد تذهب ضحيته كل صباح عشرات الارواح البريئة، والتعامل العابر مع هذه الجرائم، إضافة الى مواقف الحكومات الغربية من هذه الجرائم والتعامل معها كحوادث المرور اليومية، واندفاعها اليوم لضخ المزيد من السلاح والذخائر الى أطراف الصراع الدائر في العراق -وهو البلد الذي تتوفر على ارضه الذخائر والسلاح اكثر من الخبز- بدل العمل على سحب ما يوجد لدى افراده وجماعاته من سلاح وضبطها ، هذه المشاهد تكشف عن استثمار شيطاني لمأساة العراق وتوظيف لدماء العراقيين في خدمة مشاريع تعمق الشروخ التي أصابت النسيج الاجتماعي للعراق بتهتكات خطيرة تفضي في نهاية المطاف الى تقسيم العراق وتحويله الى كنتونات متصارعة، بعد ان كان دولة واحدة .

لقد عاش العراقيون واهل منطقة الخصيب منذ فجر التاريخ وعبر قرون بكل الوان اطيافهم الدينية والعرقية والثقافية في تعاون وتآزر واعطوا للعالم حضارة لا زلنا نهتدي بنورها، وكانوا صفا واحدا في مواجهة كل الغزوات والطامعين في ارضهم ، فما يجمعهم اليوم اكبر من أن يفرقهم ويحولهم الى كيانات متقاتلة، وما ظاهرة داعش وغيرها من الجماعات الارهابية والانعزالية والداعية الى تفتيت العراق تحت لافتات مشبوهة سوى أدوات في يد قوى عظمى وقوى اقليمية تحرص على تقسيم العراق وعرقلة قيام دولته وإبقائه رهينة للازمات من كل نوع، والعراقيون بكل الوان طيفهم هم وحدهم من يدفعون ثمنا باهضا من دماء أبنائهم ومستقبلهم ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب
- رؤية لتطوير مسار الثورة الليبية.. مقال مسترجع
- المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان يرسم صور سيئة لحق ...
- صنَّاع الظلام
- التدخل العسكري المباشر في ليبيا طعنة في ظهر ثورة الشعب
- ضياع الوطن .. وأوهام الذهب ..
- ما تحتاجه ليبيا اليوم..
- ليبيا..هل التدخل الأجنبي هو الحل؟!!!!
- هل تعود ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي من جديد؟!!
- من ديوان الراحل محمد الشلطامي
- متاهة الهوية..هل تنهي وطن اسمه ليبيا؟!
- محاولة للاتفاف على قانون انتخاب الهيئة التأسيسية لكتابة الدس ...
- القبلية والعرقية .. معول هدم للأوطان
- أطفال فلسطين هم من سيحررونها.


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبعوب - الاستثمار السيء لدماء العراقيين