أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - صناع الرب _ قصة قصيرة ج1














المزيد.....

صناع الرب _ قصة قصيرة ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


صناع الرب

تبادلا النخب وكأنهما في حانة إيطالية ويمارسان دور المافيا شاهدا على التلفاز المعلق على الجدار المقابل لقاء مع رجل يدعو لمزيد من الإيمان بالدين حتى يتذوق المرء لذة العيش بالحياة ويذهب غدا مطمئنا أن حصيلة من الذنوب أقل ما يمكن , مع ازدياد وتيرة النصائح وأرتفاع منسوب الكحول في الدم أقترح س على ص أن يتفلسفا قليلا إنسجاما مع دعوة الرجل , قال س متسائلا :.
س_ هل يمكن أن يتخلى الرب عن بعض صلاحياته من أجل أن يتفرغ للتركيز على ما هو أهم بالنسبة له.
ص_ وما هو الأهم برأيك قبل الإجابة .
س_ مثلا متابعة البعض الذي سينامون في الجنة قد يشط أحدهم ويفعل ما ليس في الحسبان .
ص_ مثل ماذا ؟.
س_ أليس في الجنة أنهار من خمر ؟.
ص_نعم .
س_أليس الخمر مما يسكر ويذهب بالعقول ؟.
ص_نعم.
س_ من يأتمن على السكارى أنهم يحدثون ضوضاء ويخربوا النظام وينتهكوا القانون هناك .
ص_ولكن خمر الجنة لا يسكر كما يقولون .
س_ أما أن يكون خمر فهو يسكر وأما أن يكون شيء أخر لا يسكر , وما دام يقولون خمر يعني هناك سكر وعربدة وسيحتاج الله إلى شرطة ومحاكم وموقف وسجان ويمكن يحتاج أيضا إلى محامين وحكام ووو .
بادر ص بسكب أخر ما تبقى من قنينة الخمر وطلب أخرى مستمتعا بهذه الفلسفة الخمرية , س أحس بحاجة إلى إفراغ مثانته مما تكدس فيها من إدرار وهو يتهيأ للمزيد من الجعة المخلوطة مع خمرة مغشوشة , ذهب واقفا يترنح قليلا لكنه عاد وأستقام عندما أقترب من شاشة التلفاز وهو يلوح بيديه للرجل محي ومبتهج بحديثه .
البعض ممن أنتبه لكلامهما أشار إلى ص مستفسرا عن عقلية الرجل هل هي حقا عاقل أو مجرد ثمل تتلاعب بمخيلته بعض خيالات السكر ونوبات من ترهات المجانين , لم يحفل بالرد وأدار بصره صوب الشاشة ليتابع اللقاء وعليه أن يتحضر لما سيقوله صاحبه المستفقه الجديد , كتب بأصبعه بعض كلمات على الطاولة حتى لا ينسى ما سيقوله لزميله .
ص_ لو أفترضنا أننا نستطيع ...أنا وأنت أن نبتكر فكرة لدين ما وأخبرنا الناس أن ما نأت به هو من رب أخر غير ربهم الذي يعبدون , فهل يكفي مثلا أن نكتب ذلك ونرتله على الناس بصوت جميل , وأنت تعلم أنني كنت فيما مضى أنشد في المدرسة كل الأناشيد المعروفة , فيخضع لي من تعجبه الفكرة .
س_ أولا وقبل كل شيء يجب أن تعرف أسم لربك غير ما سمي به ربهم وثانيا أين يكون موجود , فالسماء بعرضها وطولها والأرض ملك لربهم فلا يمكن أن نسكن ربنا مع ربهم .
ص_ الحقيقة مشكلة صعبة ولكن يمكن أن نحل الأولى بأختيار أسم لم يطرق على أذانهم مثلا نسميه ... نسميه .... الوليم ... أو الطعام الطعيم , الأول لأنه يعد الولائم من الأجر والثواب للناس جزاء الإيمان به وهو الطعيم الذي يطعمهم في .... ليس الآخرة ... هذه لربهم .. يمكن أن نختار المؤجلة ... نعم الحياة المؤجلة والمستعجلة وما بينهما الانتقال وليس الموت .
س_ هذه بسيطة تبقى لنا مسألتين المكان الذي به الطعام الطعيم وماذا سنكتب عن دينه وعن ما يريد ؟.
ص_ لا تنسى هناك مسألة أخرى أهم لا بد أن نجد لها حلا هي الأخرى , ما نسمي كتابنا العظيم .
س_ دعنا نشرب أولا نخب الطعام الطعيم ثم نفكر بعد ذلك بما يمكننا أن نفعل , بالمناسبة أنك لم تجبني هل جنة الله فيها شرطة ؟. وقضاة ومحاكم , سوف أخبرك الجواب بكل تأكيد , طالما هناك خمر ونساء لا بد من وجود شرطة ومحاكم , لا تجادلني في هذا الأمر , أنا قرأت كثيرا ... لا يمكن الفصل بين النساء والخمر والشرطة , تلك متلازمة لا يمكن حلها إلا بواحدة من .... من عدة حلول .
ص_ لا تقل لي نترك النساء هذه ليست جنة الجحيم أرحم حيث النساء الجميلات الفاتنات لا أريد أن تخبرني أيضا عن الأستغناء عن الخمر , لأن من يعاقبه الله يبعثه لمكان أخر ليس فيه خمر وفواكه ولحم طير , أما الجنة بما فيها من خمر ونساء ولا يهم حتى لو كان فيها شرطة ومحاكم سنتدبر أمرنا ... يمهل صديقي ينقصنا شيء .
س_ مثل ماذا ؟.
ص_ كيف لنا أن نتدبر أمرنا مع الشرطة ولا توجد هنالك نقود ,لا يمكن أفساد الشرطة إلا بالنقود .
س_ بالخمر مثلا .
ص لا ينفع فهو مبذول لشاربه .
س_ ليس أمامك إلا النساء , هذا جيد جميلات الجنة لا يمكن أن يقاوم أمام إغرائهن كل شرطة الدنيا .
ص_وهذا لا ينفع , حتى النساء هناك بالعشرات لا يمكن أن تغري أحد بما هو متوفر ومبذول .
س_ إذا علينا أن نفكر في شيء أخر ....
أستغرقا الصديقان بالتفكير وأثار الخمرة بدت تنهار في تأثيراته الحسية وأضحى كل منهم فيلسوف عصره يجترح المعجزة تلو المعجزة ... طلب كل منهم صحن مقبلات وقليل من الثلج وابتدأ دورة جديدة من الشحن الجميل للذهن بمزيد من خيالات فكرية قد تطيح بكل نظريات الإيمان , أنتبه صاحب الحانة إلى حالتهما وغير القناة التلفزيونية إلى مزيد من الغناء والطرب , هنا نهض ص محتجا بأعلى صوته على التغيير ,:.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج2
- المطلوب استراتيجيا من حكومة التغيير
- المدنيون ومهمات المرحلة المقبلة في العراق
- حوارية الطير المسافر وقارئة الفنجان _ قصة قصيرة
- اللعبة الأولى والنتيجة الكبيرة , المالكي والعبادي مناهج وموا ...
- رواية قمر مفقود ح3
- رواية قمر مفقود ح4
- بيان رأي قانوني حول قرار المحكمة الأتحادية
- رواية قمر مفقود ح2
- رواية قمر مفقود _ قصة قصيرة ح1
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح2
- العقيدة والمعتقد والجدارة في التقديم
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح1
- رائحة الموت ... كما العادة
- العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له ح2
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له
- وماذا بعد ... سياسة الخطوة خطوة
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح2
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح1


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - صناع الرب _ قصة قصيرة ج1