أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟














المزيد.....

لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الناس جميعهم يلعبون دور الضحية والمجرم,والحاكم والجلاد,واللص والشرطي أو القاضي, والخير والشر, ولا أحد من بين كل الناس يريد مثلا أن يلعب دور الشرطي, بل الأغلبية يصرون على لعب دور الحرامي لكي تنمو أموالهم أكثر فأكثر, ولا أحد يريد أن يلعب دور الضحية, الكل يريد أن يلعب دور المجرم على حسب تعريف برتراند رسل الفيلسوف المشهور, لا أحد يريد أن يلعب دور الخير الأغلبية يحبون أن يلعبوا دور الشر والشرير, لا أحد يريد أن يفدي الناس أو حتى أن يفدي نفسه ويخلص نفسه بنفسه الكل يريد من غيره أن يضحي من أجله, الناس تبحث في الأسواق والمدن والقرى والأسواق عن الفادي والمخلص ولا ريد أحد أن يلعب دور الفادي, لا أحد يحب أن يضحي من أجل نفسه ومن أجل الآخرين وهذه ملاحظة تغيب عن أذهان الجميع لذلك يا أصدقائي ظهر يسوع وهو يعلم بحجم هذه المشكلة, يسوع يعلم والرب يعلم أن الناس تفضل أن تلعب دور المجرم بدل أن يكونوا الضحية, لهذا السبب ظهر يسوع ليخلص الناس إذا ما آمنوا به واتحدوا في هواه.

طبيعة النفس البشرية تحب أن تبحث عن شخص يفتديها ويتعب من أجلها, كل إنسان يفضل الراحة لنفسه ويحب أن يتعب الآخرون من أجله, الناس في هذه الحياة يفضلون أن يلعبوا دور الضيوف في المنزل مع تكريمهم من قِبل المستضيف , الإنسان بطبعه يحب الراحة والنوم ويفضل أن يتعب الآخرون من أجل راحته, لذلك قبل الرب من عنده وهو العالم الوحيد بخفايا الإنسان من أن يرسل إلى الإنسان من يفتديه ويخلصه طالما أن الإنسان لا يحبذ أن يلعب دور الضحية من أجل الآخرين , الإنسان بطبعه يخاف ويخشى من أن يقدم على خطوة تخلص الناس وتخلصه هو شخصيا من الشر لذلك يصر على أن يلعب دور المجرم لأن المجرم بنظره هو المستفيد , ولا يحب الإنسان أن يلعب دور الفقير بل يحب ويسعى طوال حياته بأن يكون الغني والثري, لا يحب الإنسان أن يمثل على خشبة المسرح في هذه الحياة دور العامل بل يحب أن يكون رب العمل, والحياة فيها شيء كلنا نتقنه ألا وهو (المنافسة) ولكن الإنسان لا ينافس الآخرين إلا لكي يتعب ويرتاح, لكي يكون هو المجرم وليس الضحية كما يقول الفيلسوف(رسل) ينافس الإنسان لكي يكون الحرامي الذي يسرق قوت الشعب ولا يحب أن ينافس الناس لكي يكون الشرطي, الإنسان ينافس لكي يصبح هو المسئول والمدير ورجل الأعمال وصاحب الشركة ولا ينافس لكي يكون هو العامل المسكين والفقير , ولا يدري الإنسان بأنه سيأتي عليه يوم من الأيام يصبح مسئولا عن كل أعماله, هذه الفكرة تفوته, سيدفع ثمن راحته التي كسبها على حساب راحة الآخرين, الإنسان أفضل شيء له في هذا الوجود أن يكون هو الضحية بدل أن يكون هو المجرم, الأفضل له أن يكون هو الفادي والمخلص وهذا أفضل من أن ينتظر دور غيره لكي يخلصه وينقذه



لا أحد يحب أن يصلب من أجل قضيته, الكل يفضل أن يأتي من يصلب من أجله ومن أجل أحلامه وطموحاته ومستقبله, ولا أحد يريد أن يكفر عن خطيئة نفسه أو خطيئة الناس والكل ينتظر بمن يظهر كبطل أسطوري لكي يكفر عنهم أخطاءهم التي ارتكبوها والتي لم يرتكبوها , إنها تشبه مسرحية(بانتظار غودو) هذا البطل الأسطوري الذي لم يظهر على خشبة المسرحية ولا مرة مطلقا, رجل يحتل دور بطل المسرحية ومع ذلك لا يظهر على خشبة المسرح, الكل في المسرحية يجلس بانتظار أن يأتي لهم (غودو) لكي يخلصهم مما هم فيه, ولا أحد يحب أن يكون غودو, نحن ننتظر بالمخلص ولا أحد منا يرغب بأن يلعب دور المخلص , الكل ينتظر بأن يأتي لتخليصه, لا أحد يحب أن يلعب في هذه الحياة دور المقتول الكل يحب أن يلعب دور القاتل .

والظلم منتشر على وجه البسيطة ولا أحد يحب أن يلعب دور المظلوم بل دور الظالم المنتقم الشرس العنيد الذي لا يعرف لا الرحمة ولا الإنسانية, وفي هذه الدنيا أناس بسطاء وودعاء وهادئون ومساكين دراويش ولا أحد يحب أن يكون مسكينا أو درويشا الكل يفضل أن يكون الذئب واللئيم والخبيث والداهية, لا أحد يحب أن يكون ناعما هادئا بسيطا وساذجا, في هذه الحياة متناقضات كثيرة وفي هذه الحياة الظالم والمظلوم والعبد والسيد ولا أحد يحب أن يكون العبد الكل يحاول أن يكون سيدا في كل شيء, في هذه الدنيا غرائب الإنسان التي تُكشف لنا بجلاء عن طبيعته وميله للابتكار في أساليب الحكم والغش والخداع, في هذه الدنيا الله وحده يعرف الظالم والمظلوم ويعرف الإنسان الذي لا يفرق في أغلب الأحيان بين الظالم وبين المظلوم, لذلك الله أرسل لنا من يخلصنا لأنه يعلم بأنه لا أحد يحب أو يحبذ أن يكون مخلصا وضحية تموت من أجل الآخرين, ضحية تحب أن تعيش بتعاسة من أجل أن يسعد الآخرون بحياتهم, هذه طبيعتنا نحن كبشر وهذا ما يعرفه الله عنا وهو أكثر من الذي نعرفه عن أنفسنا, أنا شخصيا لو بقيت 100 عام وأنا أبحث عمن يفتديني بدمه لن أجد إنسانا واحدا يحب أن يموت في سبيل أن أحيا أنا, ولن أجد من يفضل أن يعيش بتعاسة من أجل أن أسعد أنا, لذلك أرسل الله من يخلصنا جميعا وهو الفادي الوحيد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل في العراق على الملابس والأزياء الطائفية
- من الصعب على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله
- المسيحيون يطعمون بالمسلمين والمسلمون يقتلون بالمسيحيين(في ال ...
- حياتنا مرمطة
- جيهان السادات
- خاطرة بلون الدم
- أسلوب أمي في ضربنا ونحن أطفال
- الخمارات يفتحها المسيحيون ويشربها المسلمون
- هذا هو الاسلام
- قهوة العيد
- العالم الإسلامي
- الأضحية بين الإسلام والمسيحية
- ثقافة الشيطان انتصرت على طبيعة الإنسان
- أنا حزين
- التوحيد في الديانة المسيحية
- الرد الأصيل على بطلان تزوير الإنجيل
- تعال يا يسوع
- رئاسة الاسرة
- الدكتور خالد الكلالدة رجل كبير في بلد صغير
- الاستعمار الغربي أفضل من الاستقلال الشرقي2


المزيد.....




- خامنئي يقلد مسؤول الضربات الصاروخية على إسرائيل وسامًا عسكري ...
- ضربة إسرائيلية قرب معابد بعلبك في لبنان تثير مخاوف على سلامة ...
- حزب ألماني يطالب بوضع حد أقصى لطلبات اللجوء في البلاد
- -لن يخطر على بالك!-.. -فوربس- تكشف عن رئيس دولة يتقاضى أعلى ...
- الرئيس الإسرائيلي يقترح إنشاء نظير لحلف -الناتو- في الشرق ال ...
- -لإحراج ترامب-.. صحيفة أمريكية تتحدث عن خطة جديدة لبايدن حول ...
- -اعتدال- السعودي و-تلغرام- يزيلان 129 مليون محتوى متطرف
- السعودية.. نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ يكشف عن أبرد وأحر م ...
- أصول الزعيم الراحل معمر القذافي.. سويسرا تفرض غرامة مالية عل ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الإماراتي تطورات الأوضاع ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟