حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 14:10
المحور:
كتابات ساخرة
من لزوميات المشيخه ان يكون هناك شخص (يشغل منصب القهوجي) , يتم إختياره على اساس ما يرافق تقديم القهوه للضيوف من قواعد واصول , الشيخ (عبيد ) اختار (جسام) لهذه المهمه بناء على ماعرفه عنه من مؤهلات في تحديد أهمية الضيوف حيث انه يجيد استقبالهم ويُحسِن وفادتهم.
إستمر جسام بتلك المهمه لسنوات مما جعله محط حسد بعض الراغبين بالقيام بمهمته التي تضمن له أسباب معيشه دون تعرضه للفح حرارة الشمس وتمتعه ببقايا موائد الضيوف الدسمه , (صخيل) هو احد الحاسدين وقد فكر بسره ان يُوقِع (جسام) بفخ لاستبعاده من هذه العيشه الناعمه وضمانها لنفسه . وصادف ذات يوم ان جاء الشيخ (عفتان) مع وفد كبير لزيارة الشيخ (عبيد) وهنا حرك (صخيل) شياطينه , رفع (جسام) دلة القهوه متوجها نحو الضيوف وهمس (صخيل ) باذنه مِشيرا الى أحد الجالسين بأنه (سيد) وعليه ان يبدأ به في تقديم القهوه كما جرت الاعراف ... أخذ البريئ بما أعتبره نصيحه بريئه وتقدم نحو الشخص المقصود لكنه رفض تناول القهوه قبل الشيخ (عفتان) باعتباره احد اتباعه ولا يجوز ان يتقدمه بالتكريم وقال معنفا : إذا كنت لاتعرف الاصول فدع ذلك لمن هو أعرف ...هنا نهض الشيخ (عبيد) بردة فعل سريعه صفع (جسام ) وطرده وطلب من (صخيل) أن يقوم بتلك المهمه , سحب المسكين أذيال خيبته وراح يلعن من أوهمه واسقطه في تلك الغلطه القاتله , سيما وانه قد لاحظ دخول الشيخ الضيف قبل من خدعه (صخيل) بانه (سيد) لم يستطع إخبار الشيخ بما حصل ولكنه تمكن من اخبار ابنه الاكبر الذي تفهم (مظلوميته) ونصحه بعدم التحدث بهذا الموضوع نهائيا خوفا عليه من بطش والده باكثر مما تلقاه من عقاب .
وجاء المنون ضيفا ثقيلا فاختطف روح الشيخ (عبيد) وجرى له تشييعا مهيبا يتناسب مع أهميته , رافق ذلك الاهازيج التي رددها (المهاويل) وهم يذكرون مناقب الفقيد ومواقفه المشرفه وشجاعته وكرمه كما جرت العاده , وهنا وجد المظلوم (جسام) في هذه المناسبه ما يسمح له بمشاركة ( المهاويل) فتوسط الحلقه رافعا يده مرددا اللازمه التي تسبق الاهزوجه (ها ها ... الدنيه اعليه اندارت وين يروح صخيل)
سالفتنه ما بيهه شاهد .... وسلامتكم
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟