علي صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 08:56
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
في ظني أن ما شهدته الساحة السياسية البحرينية من أحداث وتطورات على مدى السنوات الأربع الأخيرة بصفة عامة والشهور القليلة الماضية من العام الحالي تدل على أن البحرين تمر بمرحلة أزمة في الديمقراطية التي ارتضاها شعبها كأساس لبناء مجتمعه الصغير بمساحته وعدد أفراده والكبير بما لديه من تجارب وخبرة وعطاء وممارسة للديمقراطية.
وان كان ما حدث طوال الفترة المذكورة هو عبارة عن تجاذبات، بل ويكاد أن يكون أحيانا صراعات بين من يريدون بناء مجتمع ديمقراطي، واللحاق بالدول العريقة في التجسيد المبادئي والعملي للديمقراطية، والتخلص من كل التصرفات والقوانين والأساليب والمظاهر التي تتعارض وقيام ديمقراطية حقيقية ومؤثرة في حياة أغلبية الناس في علاقات وطنهم مع الآخرين ممن يؤمنون بنفس المبادىء ويأخذون بالنهج نفسه. وبين أولئك الذين عاشوا سنوات طويلة وعملوا في ظل أجواء وأنظمة وقوانين وأساليب وأدوات ومظاهر غير ديمقراطية، والذين وجدوا أنفسهم اليوم غير قادرين على التكيف مع التحول الديمقراطي. وبما اننا مازلنا نعتبر أنفسنا في مرحلة تحول واننا لم نبلغ الديمقراطية بعد، ومازلنا نقول: ان لدينا مشروعا اصلاحيا، وان هذا الاصلاح لم يكتمل حتى تزال عنه كلمة مشروع، وان هدفنا منذ بدأ هذا المشروع في عام 1999 هو تحقيق الاصلاح في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واقامة المجتمع الديمقراطي بكل مظاهره ومتطلباته، وبناء دولة القانون، حيث القوانين الحديثة والمواكبة للديمقراطية والنابعة من الدستور والميثاق والمعتمدة على مبادىء حقوق الانسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية والوطنية، ودولة المؤسسات حيث تحل المؤسسة محل الفرد، وتنظم العلاقات وتدار الأمور وتتخذ القرارات في اطار مؤسسي ثابت ومستقر، بعيدا عن الفردية المفعمة بالأهواء والتحيز. اذا أدركنا هذا الهدف واستوعبناه بكل تشعباته فعلينا ان نتعامل مع التطورات كافة التي مررنا بها بالأمس ونمر بها اليوم من زاوية درجة التطور في المشروع الاصلاحي، مدى التقدم والتأخر والجمود في المسيرة الديمقراطية، مظاهر ومؤشرات هذه وتلك، وهل باتت تساهم في حدوث أزمة ديمقراطية؟
#علي_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟