حسن جميل الحريس
الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 09:32
المحور:
الادب والفن
مدينة العشق ..... ج / 2
مدينةُ العشقِ قامات مَضَتْ نُصُبَا ... لها سبيلُ الهوى وأرواحَها خَدعَتْ
كما لها أمسياتٌ أسدلت حُجُبَا ........... لها نهاراتُ تغريباتٍ إِتسَعَتْ
دمشقُ ياقوتة الشرق جنت شُهبا ........ فأنجبت أمةً من خيرها شبعت
بفضلها العاشق صار له نسبا .......... متى أراد الغرام شمسه سطعت
وعندها ماء وجه يغدق حسبا .......... إذا دعتها المنايا هبّت واندفعت
خمائل الياسمين تُفطر رُطَبَا ............... كأن نجماتها ماسات انفلعت
ونهرها ضرع عرجون خلا شُرَبا .. يزور ربوات توت الشام مُذ زُرِعت
فلن تميل إلى ودٍّ أتى كَذِبا .............. إذا بَكَتْ ريقها شكواها ابتلعت
لها مواقيت تاريخ غدت ذهبا ........ فجاوزت سدّة الأخلاق وارتفعت
على علا قاسيون أثمرت هُدُبا ...... فأصبحت بالهوى عذراء وانتفعت
بغير ركن تنادي أختها حلبا ................ بليلة القدر يارحمة وسعت
فما الوجود سوى حبٌّ سقى تُرِبا ..... متى أتاها رمت أكفانها وطلعت
هنالك ليلك الصمت سبى صخبا .. وصاح حتى دنت أرواحها وجرعت
ومن تكون لها ذكرى تعي حُقُبا ...... قضتها أوّاهةً من صبرها فزعت
وفوق أرجوحة العشق رأت لهباً ..... له كمال الهوى في سحره وقعت
كأن ناصيتها قد داهمت هربا .... وأمسكت تقويم من أجراسها وقرعت
قد استفاقت على ميلادها عجباً ......... فأيقنت أيّامها في لجّة صَنعت
وعندما يخفق الدسّام ملتهب ......... بحبه تنفر الروح حيثما ضرعت
ولمّا التأم مجراها وبدى قُطُبا ....... توضّأت من غرام نوره وركعت
فلا كرى يُطبقُ عينيها إن عشقت ..... ولا نهى تقطع نجواها إن نبعت
تعيدُ أشواقها من ليلة سبقت ......... كأن أشجانها قد غادرت ورجعت
تمرّ راضية تختار لها إرباً ............. فتألفُ أصغريها أينما دمعت
ترفُّ في حضرة الناموس ساجدة ....... لعلّما ربّها يهديها ان خشعت
فيظهر نور اكليل لو صدقت ....... وحسبها تاج جمّر الحبّ ان ولعت
لقد غزتها ليالي الشوق قاطبة ..... فدام من عودها فاهُ الصدى وهلعت
الحبُّ بيت قلوب بالجوى خفقت ... تخلّصت من ذنوب الوحشة وبرعت
يظنّها الناظرُ أطلالاً احترقت .............. بطلسم اللامبالاة بها وقعت
فأنّى أرواحها اللاتي بها طفقت ....... وأنّى أحلامها اللاتي لها طمعت
هذي الحياة فلولا أنها سبقت .......... لكانت تستعجل الإيّاب إن نفعت
**********
تتمة ....... تتمة
#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟