|
مناقشة مع المتفلسف اللبناني علي حرب
حيدر ناشي آل دبس
الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 21:19
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
اناقش في هذه السطور كتاب " للفيلسوف " اللبناني علي حرب اصدره بعد الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية يحمل عنوان " ثورات القوة الناعمة في العالم العربي " سلط الضوء من خلاله على ما حصل في البلدان العربية من احتجاجات رافضة لواقعهم السياسي ، في البداية اود ان اشير الى ان هذه السطور تناقش الكتاب المذكور اعلاه ، ومثل ما هو متعارف عليه في عناوين المقالات في مثل هذه الحالة تكون تحت عناوين عدة لكنها نتيجتها مناقشة الكتاب المعني ، اي قراءة في كتاب او على غراره ، لكن بما ان الكاتب قد رفض الطرق التقليدية للمثقفين والكتاب في تعاملها مع الواقع ودعاها ان تنحو باتجاه الحداثة التي على ما يبدو سبق الجميع في الوصول اليها والابتعاد عن الاساليب التقليدية ،لذا ارتأيت ان اخذ برأيه عسى ان يكون في ذلك خير وسداد للامة ، فحولت عنوان مقالي الى مناقشة معه ، وقد اكون متأخراً في مناقشتي لهذا الموضوع بعد ان مرت عليه سنوات ثلاث لكن بسبب ان هذا الكتاب وقع بيدي مؤخراً وقرأته لذا اجد من الاستحباب ان اعطي رأيي به لأرى بأي طريقة يفكر عله سبق الجميع في دهاءه ونباغته . فقد جمع الكاتب عدة مقالات واراء بين دفتي كتاب وقدمه للنشر في سبيل ايصاله الى القراء ليستزيدوا مما طرحه من افكارٍ" جديدة " اراد من خلالها النهوض " بالشعب العربي " حسب ما يدعي ، فوجدت انك تتغّزل بالشباب المنتفضين وبمجهوداتهم التي استطاعت ان تغيير الانظمة التي كانت قابعة على صدورهم واشادات بما قاموا به وهذا شيء جيد ، اما ان تعتبر ان العفوية سمة هذه الانتفاضات التي اسميتها بالثورات رغم انها لم تكتسب سمة الثورة بكل التفسيرات الماركسية او الليبرالية او غيرها ، صحيح ان للعفوية كان جانباً فيها لكن لا يمكن اختزالها بهذا الشكل والمفهوم فقد قرأت كتابك من بدايته الى نهايته لم اجدك تشير الى تراكمات الظلم والقهر والاستبداد والتفاوت الطبقي بين طبقات هذه الشعوب ، وكذلك لم تحدد الطبقات المستغِلة والمستغَلة في بنيتها ، وكأنما هذه الاحداث عارضة وجاءت دون سابق انذار فهذه القطيعة الفكرية التي اردت ان تشير اليها بين الاجيال السابقة وجيل الشباب خطأ فادح ولا يمكن من خلالها ان تقرأ الامور بهذا الشكل ، فللشباب دور مهم ورئيسي في هذه الانتفاضات لكن بمشاركة شرائح اخرى استطاعت ان تضغط بثقلها الاجتماعي على رجال السلطة وان تجبرهم على التنازل عن مناصبهم ، لذا حريٌ بك ان تشير الى الواقع الاقتصادي الذي عانى منه الفرد العربي بسبب السياسات التي تبعتها هذه الانظمة وهي المحفز الاساس في احتجاجه وكذلك التهميش الاجتماعي فقد تحدثت عن المرأة ودورها في خمسة اسطر فقط ، هل هذا طرح انسان يسعى الى المدنية ؟ وفي مكان اخر من كتابك تحدثت عن المثقفين ودورهم في هذه الانتفاضات ، حيث اجحفتهم بكل دور قاموا به واعتبرتهم رهائن لتقليديتهم التي لم تحرك ساكناً طوال السنوات السوالف ، انا معك ان هناك عدد من المثقفين غير متفاعلين مع سيرورة الواقع وقد اشرت لهؤلاء في عدة مقالات سابقة نشرت في عدد من الصحف العراقية ، اما اعتبارهم بقضهم وقضيضهم على هذه الشاكلة فهذا الخلل الذي وقعت به ، فهنالك الكثير من المثقفين الذين كانوا لهم دوراً حاسماً في توجيه هذه الانتفاضات نحو ما تصبو اليه مجتمعاتهم وشكلوا منعطفاً هاماً واعطوا زخماً اكبر لهذه الانتفاضات في توسعها وشمولها لأغلب شرائح المجتمع ، فتوصيفاتك لهم ليس في محلها ارجو ان تعيد قراءة الوقائع من جديد . ايضاً اشرت الى ان الشباب بدوا مرحلة جديدة في علم السياسة وهم من سيقع على عاتقهم ادارة الدولة وفق برنامج حداثوي سيكون نموذج يحتذى به ، ولم اجد في صفحات كتابك اي اثر او اشارة لهذا البرنامج وحسب اعتقادي لا يوجد هذا البرنامج الا في مخيلتك لأنه ثبت انهم بسبب عدم توحيد جهودهم وصفوفهم تحت واجهات سياسية منظمة فقدوا امكانية الاشتراك في السلطة في اول انتخابات حدثت سواء في تونس او مصر ، وقد وصلت القوى الاكثر تنظيماً وهي القوى الاسلاموية رغم انهم التحقوا بالانتفاضات بعد ان حسمت الامور باتجاه التغيير ، وعادوا ايضاً الى ساحات الاعتصام في مصر واستطاعوا من ازاحة الاخوان المسلمين ليرجع الحكم الى العسكر مرة اخرى اي الى القوى المنظمة التقليدية والتي اعتبرت انها فقدت قيمة وجودها ، انا معك ان القوى الديمقراطية واليسارية في هذه البلدان ضعيفة ولأسباب عدة منها ذاتية ومنها موضوعية ونحن لسنا بصددها الان ، لكن اعتبارها اصبحت غير ذي نفع وان التحزب السياسي انتهى ولا يمكن بعد ذلك ان يلحق بعجلة التطور الانساني هذا هو الخطأ الجلل الذي وقعت به . في المحصلة اتمنى ان تعيد قراءتك وتحاول ان تحلل الاحداث بطريقة علمية تستند الى الواقع الملموس بكل تجلياته دون الانزياح الى اليوتوبيا الفكرية لأنها طبيعة المبتدئين وعلى حد علمي انت ليس بذلك .
#حيدر_ناشي_آل_دبس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- بين الاطلاق والنسبية -
-
خنق حرية التعبير المستمر !!!!!
-
انزلاق المثقف !!!!
-
المدنيون اولاًً
-
خطية السيد المسؤول !!!!
-
سلطة الثقافة وثقافة السلطة
-
تساؤلات ثقافية
-
دليل سفر سياسي !!
-
ما تمنحه المرأة للحياة
-
المرأة وتحدياتها
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|