أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - نور شامي - عذارى الروح














المزيد.....

عذارى الروح


نور شامي

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 21:16
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


بريئات كن يوم اقتادتهن خفافيش الظلام الى دهاليز سوداء، كسواد قلوب مالكيها. وعلى وقع قهقهات الجنود و طقطقات أسلحتهم و صراخ المعذبين، كانت الأجساد المختبئة تحت الملابس الفضفاضة مرتجفة مرتعبة والقلوب قد بلغت الحناجر، عندما دفعن بهمجية الى غرف سفلية نتنه كنتن النوايا.
اقترب جلادوهم بهمجية الوحوش، ومعهم اقتربت الانفاس النتنة والالفاظ البذيئة. فابتعدن، توسلن الرحمة دون جدوى، استجدين ولا مغيث، ثم صرخن "يا الله " قبل ان يغمى عليهن من الألم. وحده البرد المتسلل الى الأجساد المتعبه ايقظهن من غفلتهن عما جرى. أهو كابوس المعتقل ؟ كم تمنين ذلك قبل ان تجبرهن ملابسهن الممزقة واجسادهن الكليلة على التصديق بأنها الحقيقة، كم من ساعات طوال مضت قبل ان يستطعن الوقوف، و كم من مرة تقيأن وجوه مغتصبيهن كلما لاحوا امام عيونهن او حتى في الذاكرة المفجوعة، وكم من ليال سقيمة من السهاد مرت قبل ان يرين النور خارج الزنزانات ويزورهن الفرج. يومها ركضن بقوة هاربات من تجربة مريرة الى أحضان الاهل يأملن حبا يُسدل على جراحهن مداويا؛ لكن العناق كان خجولا، والعيون فاحصات متسائلات عن مر الحقيقة.
دون البوح؛ لم تكن الحياة سهلة ولم تكنّ بين الاحبة كسابق عهدهن. فماذا لو اعترفن ؟ لو بحن بهمومهن ؟ لو رمين ثقل المصاب عن كاهلهن ؟ّ
لا! ...
فلا رحمة لامرأة ولا عذر لسيدة في مجتمعات سقيمة ومليئة بالقيل والقال، ولا امام نفوس ضعيفة تهوى ان ترتقي فوق ضعف الاخرين، وان تصعد فوق جراحهم تبتغي انتقاص الجميع لتبرز وحدها عى قمة الكمال. أناس لا تعرف عن الشرف سوى ثقافة الجسد . مجتمعات ذكورية تنهال بالاعذار على انحلال الرجل و تحمل المرأة دوما الخطأ والخطيئة. تلاحقها بنظرات الاستعباد وكأننا في أيام الجاهلية. لم ؟! أتراها بائعة هوى؟ ام سبتها بلا رحمة الغرائز الذكورية ؟ الا اين تراها البصيرة ؟ بين خاطئ وضحية !.
هن لسن سوى ضحايا اصابتهن سهام قدر لا نأتمن لانفسنا منه في يومنا ولا غدنا. فهلم بنا ننتفض على نظرات التعالي، وهمسات التحقير ومصطلحات التصنيف، لنرحم نفوسا عذبت واجسادا خاضت اصعب المحن ولنرتقي معا لنسمو ككل المجتمعات. ولنغرس في ابنائنا ان الشرف هو الفضيلة مجتمعة كدرة في الروح، يضيء شعاع عظمتها العينين ويضفي على الوجه بريق البراءة. هي درة لا تسرق بل تباع او تسبى .
يوم تباع؛ تقرأ في العيون الحكايا الذليلة، وتطبع على الوجوه ملامح الرذيلة. اما حين تسبى. فلنطأطئ رؤوسنا؛ ونحن نبحر خلف أستار العيون الذابلة لنقرأ حكايا الخذلان، ولنخجل من كل دمعة تذرف قهرا بحجم الجبال، ولننحن احتراما امام بريق لا ينطفئ يحكي عذرية الأرواح. عذرية لن يدركها مثقفو الأجساد ونورا لن يراه معتنقو الظلم والظلام.
فيا أيها الثائرون في ربوع الأوطان تمقتون ظلما وتكنسون الذل المختبئ هنا او هناك... يا أيها المنتفضون لكرامة الانسان، هلا انتفضتم لحرية هؤلاء، لكرامة عذارى الروح، لقوتهن ولعدل يقتص من وحوش الذكورة ،لا الرجال، عل القصاص يثأر لجروح الأجساد وأمرّ التجارب والذكريات.
هذي يدي... اشد بها على اياديكم لنزيح هموم اخوتنا، امهاتنا و بناتنا. ولنخبرهن ان ينتصبن بشموخ فقد رحل أبناء الخطيئة بخطاياهم وإنهن لا زلن عذارى روح وبانيات وطن.



#نور_شامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوات الدمع


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - نور شامي - عذارى الروح