أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي فريدي - [حماس.. داعش.. حزب الله]














المزيد.....

[حماس.. داعش.. حزب الله]


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 16:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


سامي فريدي
دروس يومية في مشروع الشرق الأوسط الجديد..
[حماس.. داعش.. حزب الله]

عندما كانت الدولة اللبنانية تجمع جراحها وتنتصر على آلام الحرب الأهلية، محاولة اعادة النظام والاستقرار في البلاد والمنطقة، كان حزب الله يستفز حدود شمال اسرائيل – تكتيكيا- فتقوم الأخيرة بردّ عنيف ومضاعف ضد جنوب لبنان. واستمرت لعبة الفأر والقطّ تلك سنوات ، اعترفت معها الدولة اللبنانية بالعجز عن السيطرة على جنوبها أو ضبط لجام حزب الله المدعوم من سوريا وايران. وفي نفس الوقت تأكدت سيطرة حزب الله على جنوب لبنان كمكسب سياسي على الأرض، يضمن حصته في مستقبل لبنان السياسي. وبعد مكاسب حرب يوليو التي استمرت سبعة وثلاثين يوما مع اسرائيل، وتألق نجومية حسن نصرالله كبطل عربي قومي، بدأ الماراثون السياسي لانتزاع نفوذ أكبر في بيروت. لكن دوره في الحرب السورية الداخلية قوّض صورته الكارزماتية عند الجمهور، ودفعه للظل نوعا ما.
*
بالمقابل، ظهر دور حماس مرادفا مع ظهور السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع عقب أوسلو. ومع موت عرفات أعلنت عن نفسها منافسا سياسيا ونجحت في اقتطاع غزة من سلطة محمود عباس، وبذلك ضمنت لها مكسبا سياسيا – مرحليا- على الأرض في أي خريطة مستقبلية لتقرير واقع فلسطين.
حماس تختلف ايديولوجيا عن فتح وبقية المنظمات الفلسطينية، وبعد أن جنحت تلك للسلم وبناء الدولة، بدأت حماس والجماعات المسلحة التابعة لها العدّ من الصفر. وكأن القضية بدأت الآن، مطوّحة بكل تاريخ النضال الفلسطيني وقيادة عرفات التاريخية لتأمين حل سلمي للمأساة الفلسطينية.
في عام 2013 حصل تغيران مباشران انعكسا مباشرة على برامج حماس وطموحاتها. الأول وصول الأخوان المسلمين للسلطة في مصر، والذين منحوا حماس وغزة مركز ثقل رئيس في أول برامجهم (هو سبب سقوطهم السياسي أيضا). وما يزال الحمساويون يتدخلون في مصر لصالح الاخوان. العامل الثاني هو الظهور العلني للتنظيم الدولي للاخوان وبرامجه في تنسيق قيادة المنطقة العربية بعد الربيع العربي. ضمن هذه الأجواء جرى تغيير سياسي في قيادة حماس لصالح خالد مشعل واتخاذ قطر مركزا سياسيا للحركة.
في الجانب الميداني انتقلت عمليات حماس من العمليات الانتحارية الفردية إلى اطلاق الصواريخ بعد نجاح مشروع الانفاق. واستخدام الصواريخ ضد اسرائيل يذكر بصواريخ حزب الله نحو المناطق الاسرائيلية. ومن هنا جاء الردّ الاسرائيلي على الصورايخ عنيفا ومضاعَفا على خلفية تكتيك حزب الله. ويلحظ أن قيادة حماس المخملية في قطر، تتعمد إطالة الحرب في غزة لتمتد أسابيع – على حساب الدماء-، حسب سيناريو مسبق، لانهاك العسكرية الاسرائيلية من جهة، وفضح جرائمها أمام الرأي العام العالمي. وتلعب وكالة أخبار الجزيرة القطرية بقنواتها وامكانياتها المعروفة دورا في دعم الدعاية الحربية لصالح حماس، وهو الدور الذي انعكس في انحياز شبطات الأخبار الغربية ضد اسرائيل وللمرة الأولى تقريبا، - دور المال القطري في الغرب، وليس التعاطف الانساني والاعلامي المجرد-.
النصر الاعلامي لقيادة حماس القطرية في يوليو 2014 يقابل النصر الاعلامي لقيادة حزب الله الايرانية. لكن أهمية هذا الانتصار ليس في كونها ضد اسرائيل، وانما في المكاسب السياسية الجيوبوليتيكية للحركة ومن وراءها من أجندة اقليمية. فعلى الصعيد السياسي نجحت حماس في دفع اسرائيل للتفاوض المباشر معها، مهمشة السلطة الفلسطينية، الممثل الشرعي – التقليدي والسابق- للشعب الفلسطيني. ولكن هدف حماس أبعد من ذلك. ومن يطلب اليد، يقلع الكتف.
*
بدأت عمليات داعش وحماس في وقت متقارب (يوليو2014) وبشكل نجح كلّ منهما في التغطية على ممارسات الآخر، وذلك غير بعيد عن ملابسات الوضع في أوكرانيا الذي يقوده البيت الأبيض ووسائل الإعلام الغربي بشكل رخيص. في هذه المرة وقعت العسكرية الاسرائيلية ضحية للتغطية على ما يجري في أوكرانيا وشمال العراق.
فالحرب بين حماس واسرائيل ينفع أن تلعب دور طلقة سراييفو في تفجير الحرب العالمية – على غرار ما حصل قبل قرن من الان- ، المناسبة التي احتفت واحتفلت بها بريطانيا اعلاميا منذ بواكير العام، مستعيدة أمجادها الفيكتورية التشرشلية. وهو التاريخ الذي انتبه له البيت الأبيض متأخرا مع أجواء أولمبياد البرازيل 2014، لبدء خطوات تلك الحرب التمهيدية ضد التنين الروسي العائد.
احتلال داعش للموصل كان عملا مسرحيا فنتازيا أكثر منه عسكريا قتاليا. كما ان ظهور داعش قبل ذلك (2013) كان اعلاميا سريعا نقلته وكالات الاعلام الغربية بحرص واهتمام، لا يناسب التعتيم اللاحق على ممارسات داعش العسكرية والجهادية ضد الانسانية. ومن ضمن ذلك تجاهلها المتعمد لطرد المسيحيين وغير المسلمين من مناطق نفوذها. وثمة مسافة تأخير حوالي شهر لتعامل الاعلام الغربي والعربي مع مأساة المسيحيين العراقيين، وربما جاء خبر تفجير الجوامع الأثرية القديمة أكثر أهمية من غيره. وبرامج مساعدات الحكومة البريطانية المتأخرة جاءت بعد تحرك داعش نحو المناطق الكردية، وتهجير الأزدية من سنجار. التحرك البريطاني جاء مرافقا للدعم العسكري الأمريكي للقوات الكردية ضد داعش، وعلى خلفية القرار الفرنسي بمنح لجوء مباشر للمسيحيين والازديين من ضحايا داعش في الموصل. فالسياسة البريطانية ما زالت تقليدية لا ترى احدا يتقدم في أمر ما إلا وتسارع لمنافسته وتهميشه لو امكن.
المهم هنا.. هو دور داعش في جعل التقسيم الطائفي للعراق واقعا ميدانيا ملموسا، وبسرعة وسهولة غير مسبوقة. من هي داعش، ومن وراءها؟.. الأمر هذه المرة أكثر تعقيدا من قصة حزب الله وعلاقته بالمخابرات الايرانية والسورية؛ وقصة حماس وعلاقتها بالمخابرات السورية والقطرية.
*
هذه الثلاثة.. دروس يومية بسيطة في كيفية تنفيذ مشروع إعادة تقسيم الشرق الأوسط الجديد.. سوف تلحقها دروس أكثر سهولة.. ولكن خسائرها ليست بالضرورة- أقل!. فأين تكون المحطة المقبلة؟ ذلك ليس بعيدا.
لندن
الثاني عشر من اوغست



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كِتَابُ الْمَاءِ - رِسَالَةٌ إلَى بَيْتِ نَهْرَيْنَ-
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (52)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (51)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (50)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (49)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (48)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (47)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (46)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (45)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (44)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (43)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (42)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (41)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (40)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (39)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (38)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (37)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (36)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (35)
- بَيْتُ نَهْرَيْنَ (34)


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سامي فريدي - [حماس.. داعش.. حزب الله]