دفاعا عن-سنطيحة- بن كيران؟

محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أثار عبد الاله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، زوبعة كبيرة من ردود الفعل على كلمة القاها أمام الملتقى السنوي لمغاربة العالم، جاء فيها ان الملك ومستشاروه هم من يحكمون ومن يقول غير ذلك فهو حالم.

السيد بن كيران لم يكذب، بل أكثر من ذلك، قرأ صلاة الجنازة على دستور 2011 ودفنه بالمرة، لكي يضع حدا للانتقادات الموجهة له على خلفية عدم تطبيقه للدستور.

وهذه أول مرة يصرح فيها موظف سياسي كبير في الدولة أن المملكة لا تحكم بالدساتير بل بتوجيهات الاشخاص على راسهم الملك ومستشاروه طبعا.

ما قاله بن كيران هو الواقع بعينه، الذي تنطر له النخبة السياسية وترسنتها من قانونين ومحللين وصحفيين، من منظار مغاير تماما بعد ان طبلت للدستور الذي يعلم الجميع انه منح فقط لفرملة المظاهرات التي قادتها حركة 20 فبراير، والتي طالبت باسقاط نموذج الدولة المخزني.

بن كنيران حينها طلب من شباب حزبه عدم المشاركة في تلك المظاهرات، وكان واضحا ان برنامجه هو حماية هذا النظام الاستبدادي من السقوط بعد ان اطاحت ثورات بالمنطقة برؤوس بعض الحكام المستبدين.

حتى الذين صوتوا على لائحته الحزبية من أبناء الطبقات الوسطى، فعلوا ذلك لانهم يتقاسمون نفس المخاوف من اسقاط النظام المخزني، ولم تعنيهم فقاعات الدستور في أي شيء.

لكن لماذا تستعر حمى الانتقادات الموجهة لبنكيران، من داخل نفس المحيط السياسي المغلف للنظام القائم؟ هل فعلا منتقدوه يحلمون بتفعيل دستور 2011، ام ان الامر مزايدة وتسخين انتخابيين قبل الاوان؟

كل الحكومات المتعاقبة بما فيها حكومة الاتحاديين، لم تحكم المغرب، وكانت تعلم ان وظيفتها تنحصر في تنفيذ التوجيهات السامية للملك ومستشارييه.

يقول بنكيران بالحرف امام مغاربة العالم " لا تتخيلوا وزيرا سيقول له جلالة الملك افعل شيئا فيقول له لا ، أو سيأتيه مستشار ملكي يبلغه توجيهات و يقول لا ." فالرجل لم يقل الا الحقيقة، ومن كانت مطالبه صادقة ويريد لابن كيران ان يمارس "صلاحياته "، ما عليه الا النزول للشارع والالتحاق بحركة 20 فبراير فهي حية لن تموت مادام نظام المخزن هو الحاكم.

لا يختلف بنكيران عن منتقديه الا في المنصب والحظوة، وحين يسمح لهم بالجلوس مكانه بالمشور السعيد، نرجو ان تكون لذيهم على الاقل "السنطيحة" لتسمية الامور بمسمياتها كما يفعل بن كيران؟

#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات