أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - من ينقذ كردستان الجميلة؟














المزيد.....


من ينقذ كردستان الجميلة؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 14:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من ينقذ آربيل، المدينة الوادعة التي زرتُها العام الماضي فوقعتُ في هواها؟ من ينقذ شعبها الطيب الذي وجدتُ فيه من القيم والمُثُل الرفيعة، ما لا تستطيع إدراكه تلك الوحوش الداعشية التي تلتهم الأخضر واليابس وتقف الآن على مشارف كردستان، بعدما التهمت الموصل العراقية، وغيرها من مدن سورية، متوعدةً الأكراد المسالمين، بعدما هجّرت مسيحيي العراق، وذبحت أبناء الطائفة اليزيدية أمام عيون أطفالهم، ومازالت تحتجز الآلاف منهم بين وهاد جبل سنجار دون ماء أو طعام، ما يشي بعملية إبادة جماعية، كما قالت دموعُ البرلمانية العراقية فيان الدخيل؟!
أرضٌ غالية، دُفع فيها دمٌ وروحٌ ووجع. شعبٌ كافح من أجل التمسّك بهُويته الكردية لئلا تندثر، رغم المقابر الجماعية، التي دُفنوا فيها أحياء عام 1988، وحرب الكيماوي التي حرقت أوصالهم. لكنهم بقَوا، وسيبقون لأن الشعوبَ دائمًا أبقى من حُكّامها، وأكثر خلودًا من الضواري التي تنهشُ الجثامين وهي ترفع راية الإسلام! طوردت لُغتُهم لكي يصمتَ اللسانُ الكرديُّ المثقف، ويفنى تراثُهم الثري، لكنهم توارثوا أبجديتَهم جيلاً بعد جيل، وتناقلوا تراثَهم حتى وصل سليمًا من السلف إلى الخلف. حاربوا الفناءَ بالشِّعر والأدب والفن والتشكيل والفولكلور وزهرة النرجس. حفظوا زيَّهم القديم فارتدوه في الأعياد القومية لكيلا ينسى الأحفادُ ميراثَ الأجداد، الذين حوربوا لكي تموت معهم الهوية الكردية، تلك التي لن تموتَ، مادام إصرارٌ على البقاء. يدُ الله تمتدُ لتسندَ المُستضعفين في الأرض ليحيوا، حين أُريدَ لهم أن يموتوا.
تلك كردستان العراقية، وشعبٌ من أرقى شعوب الأرض. رجالٌ يحترمون النساء، ونساءٌ يدركن أنهن كنزُ الأرض وهدية السماء لبني الإنسان. هنا شجرُ اللوز، وزهرُ النرجس الذي شكّلوا علَم إقليمهم من قلبه الأصفر كقرص الشمس، على خلفية بيضاء كاكتمال الإشراق، وشريط أخضر مثل النُّسْغ الحي يسري في ساق الزهرة، وشريط أحمر بلون الدماء التي أُريقت حتى تحرَّروا واستقلوا واقتنصوا حكمَهم الذاتيّ عام 1991 من أنياب الفاشية. صنعوا لهم وطنًا نظيفًا يحترم الأديان كافة، ويحتضن الأعراق المختلفة، ويحب الوافدين حتى أنهم رفضوا طرد العرب رغم ما يعانون من ويلات داعش. وأذكر أن صديقتي الشاعرة الكردية السورية قالت لي العام الماضي ونحن على مائدة الشِّعر: "نحلم أن نعيش دون أن تُسحق هويتنا. نحلم بوطن مثل كردستان العراقية".
بالأمس هاتفتُ صديقي الشاعر الكردي العراقي "حسن سِليفاني"، رئيس اتحاد الأدباء الكرد، أسأله عن الأحوال هناك، فقال: “نحن بخير حتى الآن!” ولستُ أدري هل تحرّك أمريكا المفاجئ لمحاربة داعش على حدود كردستان، بسبب أنها خرجت عن مسار الإبادة "السنية-الشيعية، التي رسمتها أمريكا، أم، لا سمح الله، استيقظ ضمير أمريكا فجأة لسبب مجهول؟! سنعرف عمّا قريب لغز داعش الصهيو-أمريكية.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكبيرات داعش
- دافنينو سوا تحت الوصايا السبع
- الخوف من جائزة جبران
- انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!
- باليرينا في سجن النساء
- تكفيريون في ثوب الميري
- القتل أرحم فظاعات داعش
- هل ندرس عملية الفرافرة؟
- سجينات الفقر
- أيها الشيطان، قرّ عينًا
- الدراما، آمرةٌ أمّارةٌ، أم مرآة؟
- ميرفت التلاوي، جبلُ الكريستال
- أستاذية العالم الداعشية
- لما كنا صغيرين
- سرقوا التلاجة يا محمد
- دريّة شرف الدين.. شكرًا
- -الشاعر- هاني عازر
- هل يعرف الداعشيون جبران؟
- العنف ضد المرأة
- الكاتب الداهية


المزيد.....




- الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف ...
- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - من ينقذ كردستان الجميلة؟