أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالهادي مرهون - ديمقراطية الترجي والتوسل . المعارضة والمصافحة . . . الهواجس العربية















المزيد.....

ديمقراطية الترجي والتوسل . المعارضة والمصافحة . . . الهواجس العربية


عبدالهادي مرهون

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 07:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مصالحة الداخل . . . ومقاومة الخارج
لقد بات واضح أن هناك جملة من الهواجس السياسية التي تراكمت منذ أعوام، دون أن تجد لها حلاً، بدأت تطفو على السطح في البحرين وفي أقطار عربية أخرى. لتزيد من عوامل الشك والريبة، حتى أصبحت تشكل محددات سلبية تعيق التنمية الشاملة وتهدد الأمن الوطني بل النظام العربي أيضاً، إن بقى في قوامه أعمده لازالت باقية، بعد أن تحطم معظمها بفعل الاختلالات الداخلية والاحتلالات العسكرية الأجنبية، والتدخلات الخارجية.

فعلى المستوى البحريني، من الملاحظ أن التحركات والتسويات والتوافقات السياسية فيما يخص الشأن الوطني بسبب القوانين والتوترات التي تحدث بين آونة وأخرى، والاحتقانات والحوارات التي تتم لحلها، تقع كلها في أثناء تأزم الأوضاع، بل في ربع الساعة الأخيرة منها عندما يوشك المجتمع أن يصل إلى حافة الهاوية، وتنقطع تلك الحوارات في أوقات الانفراج النسبي، مما يحدونا إلى دعوة جميع الفعاليات ومن كل الأطراف إلى إبداء الحرص على إيجاد قناة حوار دائمة تحافظ على لغة العيش المشترك بين المعنيين بالهم الوطني بمختلف تياراتهم، ويشمل ذلك ما أُُطِلقُ عليه دائماً "المعارضة والمصافحة"! ولعلي هنا أدفع بفكرة طالما دعونا لها في السابق وأثبتت الأزمات حاجة الوطن إليها، وهي عقد اجتماع منتظم حول دائرة مستديرة بين المختلفين والمؤتلفين، نواب، شوريين، مجتمع مدني، شخصيات وطنية على طاولة حوار واحدة للتداول في الشأن السياسي والاجتماعي والقضايا المستجدة، وتبادل الأفكار والرؤى دون التزام فرضي أو هيمنه، وهو ما يوفر قناة حوارية دائمة تؤسس للغة عيش مشترك لا تنقطع بما يجنب هذا الوطن العزيز منزلقات كادت سابقاً أن توقعنا في الهاوية. فلقد أصبح تراكم هذه المشكلات دون حل يشكل معضلة وفجوة تتسع لتهدد السلم الأهلي ومصدراً دائماً للتوتر إن لم نجد لها حلاً، كالبطالة، التجنيس السياسي، القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الجمعيات وقانون التجمعات وفي الأشهر المقبلة سيطل علينا قانون خلافي آخر وهو الصحافة.

وهذا الأمر يعني بشكل صريح ضرورة تراجع الحكومة عن الصيغ الماضوية في العمل السياسي الوطني والنيابي والمدني، وعلى الخصوص عودة السلطة التنفيذية عن أنماط الأنظمة التي تمارس الحكم اعتماداً على القوة المطلقة والبطش، بديلاً عن قاعدة كسب الرضا الطوعي، عبر تعزيز مسارات الاختيار الحر وتوسيع المشاركة الشعبية، ونحن هنا إزاء عرض مشكلة تكاد تشكل ظاهرة في الأقطار العربية إن لم تكن قد استفحلت منذ زمن، وحلها يستدعي موقفاً برلمانياً وشعبياً ضاغطاً باتجاهات وطنية وقطرية أولاً، وعلى مستويات مختلفة، أبرز مقارباتها مبني على تعزيز حقوق الإنسان من خلال العمل البرلماني والمدني، وتجرؤ المجالس النيابية والشورية على مساءلة ومحاسبة الحكومات علانية لا في اللجان المغلقة، وتشكيل لجان التحقيق البرلماني في قضايا الرأي العام وخصوصاً تلك المتصلة بالفساد، ونزع الثقة عن الوزراء والحكومات وإسقاطها عند ما يقتضي الأمر، والابتعاد عن ديمقراطية الترجي والتوسل التي رسخت أعراف سياسية وولاءات لا تساعد على بناء مجتمعات عصرية وحديثة قوامها المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين.

ولعلي هنا أستشهد يرأى الباحث والناقد العربي الفلسطيني الدكتور أنيس مصطفى قاسم وهو من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية حينما يقول "... إن الحياة النيابية في الوطن العربي تمر بأزمة حقيقية، ليس فقط بما تعانيه الانتخابات من تزوير، وليس فقط من سيطرة حزب واحد على عضوية المجالس النيابية في عدد من الأقطار أو التحكم في الترشيح للعضوية، وليس فقط في الانقطاع الحقيقي بين النائب والناخب بعد الانتخابات، وليس فقط من سيطرة الحكومات على المجالس النيابية والشورية، وإنما أيضاً وفوق هذا كله لان العضوية في البرلمان أصبحت في الكثير من الأقطار مصدراً للثراء وما يتبع ذلك من حرص النائب على العمل المتواصل – ليس لأجل المواطنين الناخبين- للبقاء في هذا الموقع من خلال تقديم التنازلات عن المواقف المبدئيةوبالنفاق للحاكم ومسايرة السلطات ومداهنتها . . . "

وإزاء ما تقدم ربما من المناسب هنا أن ألفت نظر بعض إخواني النواب في البحرين، للتمني عليهم بأن ينأوا بأنفسهم عن مثل هذه الاتهامات، وأن يُحاكِموا ويَحكُموا على ذواتهم من خلال الممارسة البرلمانية الفعلية، من أجل أن يتمكنوا وبجدارة وصدق من استحقاق صفة المُدَعِي في محاسبة الوزراء والمسئولين عن الفساد الحكومي، وما أكثره‘حتى يستحقوا وكالة الناخب وتمثيله أيضاً.

ويبقى أن هنالك امتحان عسير لنواب البحرين والبرلمانيين العرب أيضاً، وهو إثبات أنهم سيطورون من حضورهم في الحياة العامة وتفاعلهم مع تطلعات شعوبهم، كما هو الحال في الإصرار على المشاركة في صياغة استراتيجيات وسياسات دولهم من خلال تعديل واختصار العقبات التشريعية والبيروقراطية في آليات صنع القوانين، والتقدم خطوات أكثر في بناء القدرات النيابية على المساءلة والمحاسبة والتحقيق البرلماني، والاستعانة بالتكنولوجيا لفائدة التشريع والرقابة، والإثبات إن البرلمانيين سيكونون الضامن الحقيقي لدولة القانون والمؤسسات، ولاستقلال القضاء، وهم من يتحمل مسؤولية تعزيز دور مؤسسات الرقابة بما يسهم في بناء نهضة وتنمية شعوبنا في حاضرها ومستقبلها.

وعودة إلى الهواجس العربية وهي في تزايد مستمر، وفي هذه المرة هي عربية المنشأ والتَجَلي، وتتطلب لمواجهتها أُهبة وتماسك عربيين نأملهما ولا نجد أثراً لهما حتى الآن. الأول لمواجهة مخطط يهدف إلى جعل لبنان الشقيق موقعاً تبادلياً للتوازنات والعنف والفوضى في المنطقة، رغم أنه لم ينهض من كبوته بعد، إثر الزلزال الذي ضربة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن بعده آخرين من الفعاليات السياسية والثقافية، مما ضاعف من جملة الانتكاسات والاختلالات الأمنية والإرهابية التي تعرض لها الشعب اللبناني، وهو حتى الآن لازال يمشي درب الآلام إلى خلاصة، محققاً إنجازات ديمقراطية أدهشت العالم، من جملتها الانتخابات النيابية الماضية، فلبنان إلى اليوم لازال يعيش واقعاً قلقاً ناتجاً عن قيام العدو الصهيوني برفع درجة التوتر والتصعيد على حدوده الشمالية مع لبنان مستفيداً من القرار الأممي 1559 الذي أتُخِذَ وصِيغَ لحسابه وفُصِلَ على مقاسه، ووضع سلطة القرار الدولي في مواجهة ضد لبنان، لا لشيء إلا لأن الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته الباسلة قاوم الاحتلال والعدوان الصهيوني و أجبره على الخروج مدحوراً مذعوراً عن معظم أراضية.

ولبنان هنا نموذج لما يضغط علينا كعرب من هواجس ومخاوف ناتجة عن استمرار سياسات العدو الصهيوني في المنطقة وزرعه كبؤرة استيطانية بين الشعوب العربية، ولايخفي أن هناك خطراً آخر دق أبواب عدد من الدول العربية وكاد أن يخلخل استقرارها الاجتماعي، وهو الإرهاب الذي يعتبر في أصلة صناعة صهيونية، كما أن كل إرهاب مهما اتخذ من صفات وأسماء بعد التدقيق، سوف نجد من خلال مسحته وسنحتة أن المستفيد منه دويلة العدوان، حتى أن ما يوصف بالحرب ضد الإرهاب الإيديولوجي والديني إنما هي عناوين لحروب تدار بالوكالة عن الكيان المحتل ومعها كارتلات إنتاج الأسلحة والنفط المتوحشة، وأحد أهدافها إرهاق واستنزاف الأنظمة العربية وربما تقسيم المقسم وتشطير المشطور منها، ليسهل بعد ذلك السيطرة على الموارد العربية ومعها تنفتح آفاق الشرق الواسع على مصراعيه.

وتأسيساً على ذلك، ربما يجد العرب أنفسهم أمام صيف ملتهب لا ينفع لإطفائه سوى مبادرات حقيقية من الأنظمة العربية الحاكمة بالاستدارة نحو شعوبها والتصالح مع المواطنين، لتوفير عوامل تقوية الجبهات الداخلية من خلال خلق قاعدة اجتماعية عريضة مساندة والكف عن الهرولة للحج إلى واشنطن بمناسبة وبدونها لتلقي التعليمات والايعازات، وهي توجيهات وإيعازات توسع من الهوة بين الحكام والحكومات مع الشعوب، وتظهر الحكام العرب كأنهم أدوات في السيطرة والتنفيذ الاستعماريين، نظراً لموقف واشنطن الاستعلائي المساند للكيان الصهيوني العدواني شهاراً جهاراً ضد رغبات الشعوب العربية وفي المقدمة منها الشعب العربي الفلسطيني وكفاحه التحرري من أجل دولته المستقلة على أرضه، واستمرار احتلال العراق الشقيق وتدمير بنيته وهياكل دولته.

إن الحرب ضد الإرهاب المعلن منها والمخفي، في الداخل والخارج، تستخدم كل ما هو عابر للقارات والحدود والقوميات من أسلحة وشركات ورساميل متوحشة واقتصادات ودبلوماسية ناعمة وهمجية فظة، إضافة إلى ما يدعونه زوراً وبهتاناً ويؤججونه، بالفوضى البناءة، وهي على ما نرى لن تستثني قطراً عربياً، إذ سوف تدفع القوى الاستعمارية إلى الواجهة – حسب الحاجة – أسم القطر العربي المستهدف بتفجير ما، أو تحريك لخلية إرهابية، أو اغتيال أو إثارة لخلافات حدودية أو عِرقَيِة أو مذهبية دفينة لخلق اضطرابات تضعف الحكومات والشعوب معاً حتى يسهل استنزافها ونهب خيراتها.

وتأسيساً على ما تقدم، فإن أي قطر عربي، كَبرُ أم صَغرُ، لن يكون بمنأى عن الاستهداف ولا يجب عليه أن يشعر بالأمان، حتى لو التزم بشروط واشنطن كاملة، لما يجب أن يفعله، ولما يجب أن لا يفعله كي ينال رضا إدارة مشروع حرب السيطرة المفتوحة الشهية على نهب موارد الشعوب.



#عبدالهادي_مرهون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يجب دائما تمرير القوانين اعتمادا على قوة حزب الحكومة
- تهديد مرهون ينم عن وجود قوى حاقدة
- أكد تعرضه لتهديدات بسبب مواقفه الوطنية
- غالبية البرلمانات العربية تعمل بوحي من السلطات
- الديمقراطيين‮« ‬تتقدم بمقترح لتعديل‮ ̷ ...
- البرلمان البحريني يختتم جلساته باللكمات
- هاجس أمني يتحكم في نصوص قانون -الجمعيات
- مرهون: السجن أحب إلي مما يدعونني إليه
- ‮»‬الديمقراطيين‮« ‬تقدم قانونا̷ً ...
- مقترح نيابي بتطبيق -التأمين ضد التعطل-
- الإصلاح قبل الكارثة
- للتضامن مع الشهداء وضحايا التعذيب
- مرهون: لماذا الخشية من انعقاد المجلس الوطني؟
- قانون لحماية الأموال العامة داخلياً‮ ‬وخارجياً
- النواب: لن نمرر الميزانية إلا إذا وافقت الحكومة على الزيادات
- الديمقراطيين‮« خلف مطالب مدربي‮ ‬ومدربات ا ...
- الناس أولى بأموالها
- حث النواب على -الثبات- في تبني المطالب الشعبية وحذر من الترا ...
- الإجراءات الزجرية والتلويح بالقوانين المقيدة للحريات تؤدي إل ...
- مرهون: الحكومة أغرقت المجلس بقوانين المرشـدات والشيشـة وتجاه ...


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالهادي مرهون - ديمقراطية الترجي والتوسل . المعارضة والمصافحة . . . الهواجس العربية