عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب
(Abderrahim Tourani)
الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 20:02
المحور:
كتابات ساخرة
لا يملك مائدة للطعام.
ولا طعاما يضعه على مائدة.
أفتى عليه المفتي أن يتلو ما تيسر من سورة المائدة، ووعده بأنه سيحس بالشبع.
أتم سورة المائدة كلها فأحس بالجوع يشتد. عاد إلى المفتي، وجده جالسا إلى المائدة يأكل، سلم عليه، رد عليه المفتي:
- لا سلام على طعام.
قال له:
+ لقد قرأت ما نصحتني به، سورة "المائدة" كلها.
أجابه المفتي والأكل يتناثر من شدقيه:
- وهل أخبروك أن اسمي موسى عليه السلام لأنزل عليك مائدة من السماء.
+ لكن من أين حصلت أنت على مائدتك المملوءة طعاما.
- ومن أدراك بأنك ترى حقيقة مائدة وطعاما حقيقيين.
+ وماذا أرى؟
- البرنامج التلفزي "شميشة" للطبخ. منقول عبر الأقمار الاصطناعية في السماء. اغرب عن وجهي ودعني أعبد ربي، فالأكل عبادة والجوع كفر يا ابن الكفرة.
+ إلى أين أذهب؟
- اذهب واحلم بالجنة وخيراتها وكل واشرب هنيئا مريئا.
هجم الجائع على المائدة، وهرب بطعامها، تبعه المفتي، لما عجز عن اللحاق به، صاح:
- توقف إنها صدقة.. صدقة..
ودعا الله أن يجزيه خيرا من صدقته.
+ اللهم إني أنفقت مما رزقتني، فاجزني عن اللقمة الواحدة مثل جبل أحد، كما قال نبيك.
لم يعرف الشيخ المفتي كيف مادت الأرض به وطوته تحت جبل.
نادى من تحت الأنقاض يستغيث، سمعه أحدهم، فنصحه بتلاوة ما تيسر من أدعية الاستغاثة المستجابة.
لما أنقذوه، غير المفتي مهنته، أصبح قاطع طريق بدرجة رجل أعمال في الدين. يدير مقاولة "إنما الأعمال بالنيات".
#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)
Abderrahim_Tourani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟