أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية قمر مفقود ح4














المزيد.....


رواية قمر مفقود ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


رواية قمر مفقود ج4

أمام باب الجميع وحين جاء البعض لصلاة الفجر وجدوا الكثير من الأشياء ملقاة أمام الباب , تعرف البعض منهم على مسروقاته فيما بقى الجزء الأكبر ملقى على جانب ينتظر أن يتعرف مالكيها على مفقوداتهم ومما سرق منهم , تنوعت المسروقات بين نقود وأشياء ثمينة وعباءات رجالية وأشياء تافهة أخرى ,لكن لا من دليل على من سرق وممن سرق , الناس تريد التطهير والتوبة لاشيء أقسى من عقوبة الله ,نظر البعض على ما يظن أنها من حاجياته وتركها لعل الله يحدث مقاصة بين ما له وما عليه.
هبت كثيرات من النساء في القرية من الفجر لزيارة سيد إبراهيم أبو برقع الواقع مقامه بين طريق القرية وحافة الهور يحملن بعضا مما كان مخفيا من أين الرجال أو البعض منهن كانت تحلم بشراء محبس من ذهب أو(جلاب شيله ) ليفدين به ما قد سلف ,منهن من حلفت كذبا ومنهن من شهدت زور ومنهن من لا يمكن أن تعرف كم أرتكبت من خطايا .... غي المقام كل منهن تحاول أن تخفي سبب زيارتها , من تدعي أنها حلمت بالسيد يطلب منها الحضور ومنهن من تدعي أنها جاءت للزيارة نيابة عن والدتها أو أحد مواتها ولكن الجميع يعرفن أنهن حضرنه لأجل التوبة وطلب الغفران ولو سرا غير مباح ولا متاح .
الأيام تمر يوم بعد يوم والحال قد تعطل والناس تتجمهر ليلا أمام الجامع والشيخ معتكف لا يقبل لأحد أن يكلمه ولا يخرج للصلاة .... الجميع في حيرة من الأمر ذهب البعض منهم للقرى المجاورة الحال هناك يشبه الحال هنا , سويلم الحفار سائق الباص الخشبي الوحيد الذي ينقل لهم أخبار المدينة وحالها لا يشبه ما يجري هنا الناس هناك كما يقول لا تخاف من الله وبعضهم يقولها بصراحة , وسلمان عريف الشرطة غاب عن القرية منذ عشرة أيام يا ليته كان هنا فقد يجد حلا أفضل عند الحكومة فهي أعرف بمصلحة الناس.
وزهيرة تنتظر أن يخرج دهمان من وحدته وعزلته فهو لا يقوى على الصمت دقائق ,كلما حاولت أن تدخل دارها لتسأل عنه تأخذها العزة فترد خائبة تتنقل بين بيوتات أقاربها تحمل نفسها مسئولية فقدان القمر ,صرحت بذلك أكثر من مرة ولكن لا تعرف كيف تبرر مسئوليتها عن ذلك فقط تريد أن تسترضي دهمان لعله يعيدها للبيت.
أخيرا أهتدت أحدى جارات زهيرة أن تأخذها وتذهب لأم هاشم المطوعة هناك لا بد من حل لا بد أن نجد ما نبحث عنه ,غادرت السيدتان صباحا مع أول بزوغ الفجر مشيا على الأقدام لطلب المراد وقد حملت زهيرة ما خف وغلا لبركات أم هاشم وهي تقرأ في الطريق كما أخبرتها رفيقتها الفاتحة للبدوية تفريجا وتخريجا من هما , ما أن لاح بيت أم هاشم من بعيد إلا وأصاب زهيرة دوار مما ترى ,الناس تتجمهر أمام البيت وهناك صريخ وعويل , أقتربت من الدار لتكسر أخر خيط من أمل , لقد ودعت أم هاشم الدنيا وتبدد الحلم بدهمان .
اليوم السابع ولا أخبار جديدة عن نزول الله للأرض ومع الجنود المجندة بعض الرعاة خرجوا اليوم بأغنامهم إلى البر وبعض النسوة ذهبن للمدينة باللبن والبيض , في المساء شوهد تناقص عديد الرجال أمام الجامع , البقالون فتحوا بعض المحلات ... في المساء سمع أصوات استغاثة من أقصى القرية هناك أحد ما سرق دجاجات امرأة عجوز لم يعد للسكون مكان في القرية هتكت ستره صوت أطلاقات نار طلبا للنجدة.
اليوم حضر سويلم من الصباح وقد تأخر في نقل المتجهين صوب المدينة ينتظر خروج الشيخ من داره لغرض إبلاغه أمرا هاما قد سمعه ليلة الأمس من إذاعة لندن , توسل الكثيرون ممن كان يجالسه في المقهى عله يخبرهم عن هذا السر ,لم يفلح أحد بانتزاع ما في جعبته من سر ,تأخر الشيخ ولكن كويظم الذي يخدم الجامع همس في أذن سويلم وذهبا معا خلف الباص الخشبي ليصعد بعدها ويطلب ممن يرغب الذهاب للصعود معه , الحيرة بقت في وجوه الجالسين , غادر الباص الموقع وقد أحدث خلفه غمامة من غبار الشارع .
زهيرة كانت تنتظر أيضا حضور الشيخ للجامع بعد أن أقنعت جارها أن يكلم دهمان الذي فيما يبدو أنه مل من الانتظار ولم يعد يهمه أن ينزل الله أو حتى ينقلب الدنيا , لا أمل في أن يصلح النجار ما أفسد الدهر ولكنه متردد كيف يعيدها وقد طلقها إلى يوم الدين , زهيرة تريد فتوى من الشيخ لبيان يوم الدين ,كويظم أجلسها تحت الشجرة وغادر ليأت مع الشيخ وما زالت تقرأ الفاتحة يوميا للبدوية وتحسب خرزات مسبحتها السوداء الطويلة كل عشر حبات مرة .
طال أنتظار الناس وقد تفرق الكثير منهم أمام باب الجامع لم يعد إلا من تورط في مشاكل عصية مع الله قد لا تحل إلا بما يفتي به الشيخ الذي بان وجهه كأنه هلال عيد وقد لاحت ملامح السرور على وجهه الذي سرت برودته في قلوب تتلظى بنار خفيه , هاهو أمام الناس وطلب منهم أن يدخلوا للصلاة والخطبة بعدها , حمد وأثنى وصل وهلل وكبر ومجد وقال ,يأيها الذين أمنوا قد أمتحن الله صبركم بفقدان قمركم وقد من الله عليكم بجزاء أن عفى الله عمن أستغفر وتاب وسوف يلقى الرب وهو راض عنه , أما قمرنا فقد أبتلعته الحوت وسيظهر مرة أخرى حين يتأكد الله من ما تبتم منه فحذار حذار أن تعودوا وقد عفى الله عما سلف ,فمن كان منكم مقصر في دينه فليتم ومن جهل فليسأل والله أكبر .
أنتهت الخطبة وصوت أزيز الرصاص قد ملأ جو القرية تخويفا للحوت حتى تخرج لنا قمرنا فلم يعد الطرق على الأواني والقدور يخيفه والكل ينتظر هذا المساء كي يبارك لهم الرب بالتوبة , أما زهيرة فقد أذن لزوجها أن يعيدها يوم الجمعة لأنه يوم الدين حيث خلقهم وسواهم ويبعثهم ويحاسبهم في يوم الجمع ذلك يوم الدين .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان رأي قانوني حول قرار المحكمة الأتحادية
- رواية قمر مفقود ح2
- رواية قمر مفقود _ قصة قصيرة ح1
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح2
- العقيدة والمعتقد والجدارة في التقديم
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح1
- رائحة الموت ... كما العادة
- العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له ح2
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له
- وماذا بعد ... سياسة الخطوة خطوة
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح2
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح1
- قصة حبي
- القيم الأخلاقية في السياسة الوطنية
- أوجبية التحديث في قواعد ومقدمات ومعطيات الفكر الإسلامي
- المعارضة الشعبية وممارسة الديمقراطية
- أنطباعات قارئة لكتابي الأحلام دراسة في سايكلوجيا العقل
- الثلاثاء الثاني ... انفراج أو مزيدا من الضياع
- أنا أقوى ... زأزرع قمحا


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية قمر مفقود ح4