عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 12:28
المحور:
الادب والفن
شَغَـفْ
أبناؤكَ لا يعرفون ..
انّ كُتُبِ الآباء الموتى
تُباعُ إلى الأصدقاء القُدامى
في شارعِ المُتنبّي .
" أرمَلَتُكَ " لا تعرفُ الناشرينَ
الذين ستأخُذُ إليهم " مسودّاتكَ "
التي سوّدْتَ بها حياتَها
، سنينَ طويلةً ،
قبلَ موتِك .
لن يحضرَ الخمسةُ آلافِ " صديق "
مجلس الفاتحة .
ولن يضَعَ ، ولا واحدٌ منهم ،
" لايكاً " على روحك .
وخلال اسبوعٍ واحد
سينساكَ إلى الأبد
أبطالُ الـ SOCIAL MEDIA .
غيرَ أنّ أحدَهُم
سيكتبُ شيئاً عن موتِكَ
في مكانٍ ما .
سيقولُ : [ ماتَ " فُلانٌ " .. الذي كانَ رائِعاً جداً .
ولكنّهُ أخطأَ كثيراً في حقِّ نَفْسِهِ .. عليهِ اللعنة . ]
***
لكي أعرفَ ماذا فعلتْ بنا الأيامُ ..
ذهبتُ إليها ، وقلتُ لها ..
أُحبُّكِ جداً .
إبتَسمَتْ قليلاً .
كانت الأبتسامةُ تلك .. أمراً صعباً عليها .
قلتُ لها .. هل تشعرينَ ، الآنَ ، بشيء ؟ شيءٌ آخر ؟ شيءٌ مُختلِفْ ؟
قالتْ لا . لا أشعُرْ الآنَ بشيء . لا يوجدُ شيءٌ آخر . لا يوجدُ شيءٌ مُختلِف .
قلتُ لها ..
أنتِ جميلةً جداً .
قالتْ : الله يجبُرْ بخاطْرَك .
عندها عرفتُ تماماً ،
ماذا فعلتْ بنا الأيامُ .
***
هذا الشَغَفُ الذي أُحِبُّكِ بهِ
ليسَ أرْضِيّاً .
إنّهُ ليسَ موجوداً
، حتّى في أفلامِ " نَجْمَتي " المُفَضّلةْ ،
تلكَ التي حين أراها في الأفلامْ
، أبدأُ بالشهيقِ بسُرعة ،
وأذوبُ في رائحتها
من فَرْطِ العذوبة .
هذا الشَغَفُ من إختراعي ..
لكي أبقى في اليومِ التالي ، بدونكِ ،
و في اللحظةِ التاليةِ ، معكِ ،
شغوفٌ بكِ .
غيرً انّ هذا ليسَ شَغَفاً .
كلانا يعرفُ ذلك
ويحاولُ الأنكار
لكي لايبقى وحيداً
قي غُرفتهِ الخاليةِ من الشَغَفْ .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟