|
ملاحظات حول مشروع إنشاء هياكل مدينة للاجئين الفلسطينيين في الشتات
وليد العوض
الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 09:45
المحور:
القضية الفلسطينية
:امتد نشاط الفريق العامل على تنفيذ مشروع كفيتاس ومعهد نيفلد التابع لجامعة اكسفورد يهدف إلى إنشاء هياكل مدنية للاجئيين الفلسطينيين ليصل في الآونة الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية ومخيمات اللاجئين فيها بعد أن كان قد أغفلهم عند إطلاقه منطلقا من أن أوضاعهم سلكت طريق التنظيم والحل مع بدء تنفيذ اتفاقات أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ،ومؤخرا وصلت إلى قطاع غزة المشروع الدكتورة كرمة النابلسي والتقت عدد من الناشطين في قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة كنت بينهم وفي هذا اللقاء قدت الدكتورة كرمة عرضا مستفيضا للمشروع والمراحل التي اجتازها على طريق هدفه المحدد المتمثل بإنشاء هياكل مدنية للاجئتين الفلسطينيين في الشتات وبلاد الاغتراب ،وبإصغاء شديد استمعت الدكتورة نابلسي لمختلف وجهات النظر المتعلقة بهذا الأمر وقد تركزت جلها على نقيصة المشروع الذي لا يتطرق إلى حق العودة والقرار 194 ويحصر همه في العمل على إنشاء هياكل أطر تنظيمية للاجئين، ولما كنت من الذين يختلفون اشد الاختلاف مع مثل هذا الهدف فقد قدمت وجهة نظري مبينا نقاط الاختلاف مع المشروع وما يمكن أن يحمله من مخاطر على وحدة قضية اللاجئين ومساس بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا الفلسطيني عبر القفز فوق مؤسساتها التي تحتاج بدون شك إلى تفعيل وتنظيم بالإضافة إلى تجاهله لوجود الأطر العاملة في مجال الدفاع عن قضية اللاجئين وحق العودة خاصة اللجان الشعبية في المخيمات والعديد من لجان حق العودة المنتشرة في مختلف بلدان العالم تلك التي تقوم بنشاطات مميزة في هذا المجال ونرتبط فيما بنها بشكل تنسيقي من خلال مؤتمر حق العودة، وما بعث على قلقي أن المشروع يقول انه ينطلق من ما جاء في تقرير لجنة برلمانية بريطانية زارت المخيمات عام 1999 والتقت مع اللاجئين والأطر واللجان الممثلة لهم وخرجت باستخلاص يقول أن اللاجئين والأطر الممثلة لهم يجمعون على التمسك بحق العودة ويعتبرونه أولوية تتصدر قائمة اهتماماتهم، الأمر الذي يقودني إلى تساؤل مقلق طالما أن التقرير يقول أن الأطر قائمة وتتمسك بحق العودة ما هو الغرض إذن من إنشاء ما يطلق عليه هذا المشروع أطر وهياكل مدنية للاجئين الفلسطينيين ، وارجوا أن لا يقودني قلقي هذا مثل العديدين إلى القول من أن الغرض يكمن في العمل على استبدال ما هو قائم من أطر بأخرى اكثر مطواعية (سوف لن توجد) لمتطلبات مرحلة قادمة نؤكد جميعنا أنها تحمل المزيد من المخاطر التي تتهدد قضيتنا الوطنية وفي قلبها قضية اللاجئين وحق العودة وانطلاقا من ذلك قلت في ما قدمته من وجهة نظر في المشروع المذكور إننا أمام مشروع أثار الكثير من اللغط بل واستهدف منذ إطلاقه ببعض الاتهامات ت سواء في المراسلات مع القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس الراحل أبو عمار أو على صفحات الصحف ومواقع الإنترنت مما حدا بالقائمين عليه بتعديله اكثر من مرة واتمنى ان يكون ما طرأ من تعديل تجاوبا مع المعطيات الملموسة وليس التفافا عليها بغرض الانتهاء منه والسلام،، حيث انه وبعد الدراسة المتمعنة للوثائق المتعلقة بالمشروع، لوحظ ، وبات من المؤكد أن هذا المشروع قد حظي بتمويل من جهات أجنبية لتمويل إنشاء هذه الأطر مما يجعله بدون شك متأثراً إن لم يكن خاضعاً لتوجهاتها. وقد لاحظت أن هذا المشروع يبعث على القلق والريبة من خلال الملاحظات التالية: يدعو المشروع إلى إنشاء هياكل مدينة للاجئين الفلسطينيين في الشتات وهنا: * تجاوز المشروع عند انطلاقته بشكل واضح منظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها الوطني ومؤسساتها ودوائرها واللجان الشعبية في المخيمات وقد حاول القائمون على المشروع استدراك ذلك لاحقا لتجاوز سلسلة من الانتقادات التي وجهت لهم في اكثر من زمان ومكان * يقول المشروع إن إنشاء الهياكل هذه يرمي إلى تنظيم الصلة بين اللاجئين الفلسطينيين (وممثليهم) أي انه يفترض بل يؤكد على وجود اكثر من ممثل للشعب الفلسطيني وهذا التفاف على وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لشعبنا الفلسطيني، الأمر الذي سيفتح المجال أمام صناع القرار على المستوى العالمي بالتذرع بوجود اكثر من ممثل للشعب الفلسطيني مما قد يسهم بدون شك بالالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية ورفع الغطاء الجماهيري عن الإطار السياسي ( م-ت –ف ) بذريعة وجود أطر وهياكل خاصة بالاجئيين وأود القول في أن ولادة مثل هذه الأطر بشكل قيصري في هذه الظروف قد يكون أمر ممكن، حيث تمحى دول وحكومات وتولد أخرى بالاستناد إلى منطق الغطرسة والقوة * يركز المشروع على إنشاء الهياكل وتنظيم الصلة والمشاركة في القرار ويظهرها وكأنها جوهر الأزمة التي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين، وبتوفرها يعتبر أن قضية اللاجئين ومعاناتهم سلكت طريق الحل العادل، ولم يأتي المشروع بتاتاً على ذكر القرار 194 باعتباره الحل العادل لقضية اللاجئين هذا القرار الذي يقف خلفه المجتمع الدولي وقد أيده بالتصويت بالموافقة عليه اكثر من 135 مرة ؛ لذلك فإن أي محاولة لاختراق هذا القرار وتفسيره بأي تفسيرات غير حق العودة ،تندرج بغض النظر عن حسن النوايا في إطار التناغم مع الطروحات التي تنتقص من حق العودة في هذا المجال. من الواضح أن المشروع الذي قطع شوطاً مهماً من العمل تركز على اللاجئين في الشتات وتجاهل ما يقارب مليون وسبعمائة ألف لاجئ يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة وهم جزء أساسي من اللاجئين الفلسطينيين،وبذلك فإن المشروع ينطلق من أن قضية اللاجئين في الضفة وغزة قد تم حلها في إطار السلطة الوطنية واتفاقات أوسلو وملحقاته.(وقد استدرك ذلك لاحقا وبشكل عرضي ) إن مثل هذا الطرح والتعاطي معه يهدف إلى تقسيم وتجزئة قضية اللاجئين وبالتالي إضعافها مما سيسهل الانقضاض عليها وتذويبها في إطار التوطين الذي أخشى إن يكون لمثل هذه الهياكل إن وجدت على ما يبدو دوراً في رعايته وتدعيمه. * من الواضح أن المشروع وما يمكن أن يتمخض عنه من دراسات وأبحاث سوف لن يبقى حبيسا للأدراج أوفي الأمانات لدى الدكتورة العزيزة التي أثق بها كرمة النابلسي بل سيوضع في أيدي دول خارجية (تسعى للعب دور فاعل في المفاوضات النهائية) لتقرر هي وحدها آلية وأشكال استخدامه، وكما يقول المشروع ذاته لاستجلاب التمويل لإنشاء الهياكل المدينة للاجئين التي ستكون بهذه الحالة جسرا للقوى التي تمول إنشائها ، مما يؤدي إلى ولادة قصريه لممثل جديد للاجئين يجري التفاوض معه لحل قضية اللاجئين في ظروف جديدة تفرض حلولاً بطبيعة الحال ستكون بعيداً عن ما يتمسك به اللاجئون و منظمة التحرير الفلسطينية. * كما أن المشروع عند إعلانه يتجاهل مكانة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ولست بحاجة للقول ان المنظمة حازت على اعتراف عربي وعالمي بعد أن قدم شعبنا تضحيات كبيرة من الشهداء والجرحى والمعتقلين وعاش سنوات وسنوات من العذاب،وقد شكلت المنظمة الكيان السياسي للشعب الفلسطيني، وأي تبديد لهذا الإنجاز سيعتبر جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني. وما من شك فإن الظروف الدولية والعربية التي كان لها دوراً في تحقيق مثل هذا الإنجاز غير قائمة الآن. إن ذلك سيسهل على أعداء شعبنا استغلال مثل هذه الثغرات والانقضاض على المنظمة وتحويل شعبنا الفلسطيني إلى شيع وجماعات لكل جماعة من يمثلها ويفاوض باسمها ويحدد مصيرها. إن هذا المشروع الذي بدء العمل به على نطاق واسع في الشتات ليس هذا هو الوحيد في هذا المجال ،وحسب ما جاء على الموقع الإلكتروني لكفيتاس اجتمعت اللجنة المصغرة للمشروع أواخر آب 2004و عقدت ورشة عمل اكثر اتساعاً في مطلع نوفمبر من نفس العام في قبرص حضرها 35 مختص ، ويبدو أن ما يجري حاليا من لقاءات يشكل تتويجاً لما عمل في المراحل الأولى للمشروع مما يثير الخشية من أن العمل يجري وفق الاجندة المرسومة وتأتى هذه اللقاءات بمثابة توفير الغطاء والشرعية له ، ويجعل من الآراء التي تطرح مجرد أراء لا يعتد بها ،وسوف لن تفيد المخاوف و المحاذير في إيقاف العجلة التي يكتمل دورانها أواخر العام الحالي ، حيث ستبدأ عجلة الهياكل بالدوران بعد ضخ التمويل الذي لن يبخل به المانحون لأجل ذلك . وعليه: إن المحاذير الواردة أعلاه هي محاذير جدية بغض النظر عن النوايا الطيبة تبدو في كثير من الأحيان ، ولكن القلق مشروع خاصة وأن المساعي للالتفاف على حق العودة متواصلة بطرق ملتوية بعد أن رفض شعبنا وثيقة حنيف ومشروع نسيبه أيلون، وبعد أدرك صناع القرار على المستوى العالمي أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية ولا حل للقضية الفلسطينية دون حل جوهرها المتمثل بقضية اللاجئين وحقهم في العودة طبقاً لقرار 194. وفي الختام يبقى من المهم التأكيد بان مثل هذه البرامج تستغل حالة الفراغ القائمة من تراجع لدور منظمة التحرير والدوائر المعنية بقضية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وتنامي الشعور لديهم بان قضيتهم تدور في فلك النسيان والتجاهل،ولذلك فإن المطلوب من منظمة التحرير الفلسطينية اكثر من أي وقت مضى من اجل التصدي لهذه الظاهرة تفعيل دور الدوائر المختصة وخاصة دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير وتنظيم أوضاع السفارات وحثها تحسين علاقاتها مع الجاليات الفلسطينية بما يضمن التصدي لمثل هذه المخاطر، وليد العوض أمين سر لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني 8/8/2005
#وليد_العوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سبعة وخمسين عاما على النكبة
-
النكبة 57
-
يوم الاسير الفلسطيني
-
يوم الارض
-
اعلان القاهرة
-
على طريق المؤتمر الرابع للحزب
المزيد.....
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|