أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - بعيدا عن السياسه














المزيد.....


بعيدا عن السياسه


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 13:48
المحور: كتابات ساخرة
    


قيل والعهده على الراوي إن أحد الفلاحين الذين يعملون في إحدى مقاطعات إماره من إمارات العراق في زمن الهيمنه العثمانيه كان يذهب في موعد محدد من نهاية كل سنه الى مقر الاماره ليدفع ضريبه سنويه تسمى (الكوده) وبعد ان يُسلمها الى الخازندار يعود وقد تمزقت ثيابه وظهرت على جسمه آثار لسع السياط وعلى وجهه كدمات وأورام وبقايا دم على ملابسه , وقد اعتادت زوجته المسكينه على تكرار هذا المشهد مع نهاية كل سنه , وكانت تستعد لاستقباله بالماء الحار والملح لمعالجة جراحاته ثم تغسل الدم الجاف على ملابسه وتجلس الى جانب فراشه حين يضطجع وهي تسمع هذيانه مرددا (إلأمير , الخازندار , السركال’ الشحنه) وبعد ان يستمر على هذه الحال لعدة أيام يستعيد عافيته ويعود الى الارض ثانية ليمارس عمله المعتاد .
مرت سنوات على هذا الحال حتى وافته المنيه , وورث ابنه الاكبر حق ( الضمان ) بفلاحة الارض , وفي اليوم الموعود أخبرت العجوز ابنها بضرورة الذهاب الى الاماره لتقديم (الكوده) , لبس الابن أفضل ملابسه ووضع المبلغ المقرر في جيبه وغادر قاصدا مضارب الاماره , وما ان خطا خطواته الاولى حتى تلبس العجوز شعور بالحزن والكآبه وهي تتصور ابنها عائدا بتلك الحاله السيئه التي كانت تشهدها عند عودة والده في كل عام , واعدت عدتها لاستقبال ذلك المشهد المؤلم , هيأت قدور الماء استعدادا لتسخينها ووضعت كمية من الملح تحت متناول يدها وجلست ترنوا الى طريق عودة الابن لكي تستقبله بعبارات المواساة التي اعتادتها مع المرحوم , لمحته عائدا فهبت نحوه بقصد مواساته ... فوجئت العجوز ان ابنها عاد مبتسما وملابسه نضيفه , تحسست جسمه من كل جانب فلم تجد كدمه أو ضربة سوط والأبن مندهش مما تفعله أمه , راود العجوز شك بان ابنها لم يدفع (الكوده ) , وحين اعلنت شكوكها للابن أقسم لها باغلظ ألأيمان أنه دفعها , لكن العجوز لم تطمأن لما قال متصورة انه قد صرف المبلغ لملذاته وان الامير سيطردهم من الارض وهي مصدر عيشهم , ولم تنفع معها محاولات الابن لاقناعها بانه دفع المعلوم , ولكي يطمئن قلبها طلبت من الأبن ان يرافقها في اليوم التالي الى مقر ألأماره لكي تسمع من المعنيين انه قد أوصل المبلغ فعلا .
وفي اليوم التالي ذهبت الأم بصحبة ابنها , وسألت الخازندار عما اذا كان ابنها قد (أعطاه الكوده) وأيد لها الرجل صحة ذلك , وهنا سألته العجوز : لكن ابني عاد بدون ان يتعرض لأي أذى بينما كان والده يعود وقد تمزقت ملابسه وتعرض للضرب والكدمات والنزف فما السر في ذلك ؟ .... ضحك الرجل وقال : كان (المرحوم) عندما يأتي في الموعد المحدد يقول: (الكوده عندي بس ماانطيها) , وعندذاك نأمر الجلاد بان يضربه بالسوط قائلا (ألأمير يقول ادفع) والمرحوم يقول (ماانطيها) , ويكرر ضربه بالسوط قائلا (السركال يقول ادفع) والمرحوم يقول (ماانطيها ), ويجلده ثالثة مع الركل والصفع قائلا (الخازنداريقول ادفع) والمرحوم يقول (ما انطيها) , ويطرحه أرضا ويجلده ويصفعه ويبصق عليه قائلا (الشحنه يقول ادفع) والمرحوم يقول (ما انطيها) ويستمر الجلد والصفع والضرب حتى يُغمى عليه عندذاك نمد ايدينا الى جيبه ونأخذ مبلغ (الكوده) ونطرده ليعود بالحال الذي وصفتيه .... جذبت العجوز حسره كبيره وتوجهت نحو قبر المرحوم معاتبة , (ليش خويه ؟؟؟؟؟)
وسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الحلم... عراق الواقع
- رحلات (فدعوس)
- `ذكرى غزو الكويت .... دروس وعِبر
- توافقات على ماذا...؟
- (ألإيه) عصت يبن امي...
- يبدو إن ثمة حسابات أخرى...
- لسانك أكل (لغودك)
- (أبو الطوبه يزاغل بكيفه)
- مسيحيون بين فكي رحا
- السلم الاهلي هل بات مطلبا ؟
- (أحجي بحيل آل سعدون)
- دولة مؤسسات أم دولة رئاسات؟ .....الميزانيه دليل
- بعد كل ما جرى...
- حَسْنَهْ
- بعد ضياع المقاييس
- إستقلال... أم إستغلال
- وبعض (الرئاسات) إبتلاء
- بدأ المخاض ...فهل نأمل وليدا وطنيا؟
- بالعراقي
- لاتزايدوا ولا تدعوا


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - بعيدا عن السياسه