|
حلال عليهم وحرام على الآخرين
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 13:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
المعسكر الذي يحرم على الآخرين امتلاك انواع معينة من السلاح ولكنه يحلل ذلك لنفسه ،فهو - يفرض انواع الحصار على أي شعب في الأرض لاتعجبه توجهاته وبمبررات جاهزة ومكررة ،مع ان الحصار يعتبر من اقسى انواع الأسلحة المعروفة فهو لايمييز بين الطفل والمرأة والشيخ والعاجز ،حيث ينال كل فئات الشعب ،وعلى لسان رئيس لجنة المساعدات الأنسانية في العراق يقول : ( ان الحصار على العراق كان يقتل ستة الآف شخص كل شهر ) .، - يشن هذا المعسكر اقسى الحروب واكثرها وحشية بحيث تصبح همجية وحوش الغاب مقبولة قياسا ً الى ما ينال الجنس البشري من جراء هذه الحروب . - يدعم عصابات تكفيرية متشددة لادين ولامبدء ثابت لها وكأنها قد خرجت من عصور ما قبل التاريخ هدفها التنكيل بالبشرية وتخريب منجزاتها وكنوزها واثارها وفرض شرائع ما انزل الله بها من سلطان تعيد الأنسان الى عصور التحجر والأنغلاق الفكري ،ويغض النظر عن توسعها وتجاوزها على دول عديدة ،ثم لسواد عيون البعض يقوم بضربها ! مع كل ذلك يبقى هذا المعسكر هو الرائد ،حامي حمى العدالة والمدافع عن حقوق الأنسان وحق الأقليات بالعيش الكريم وهو ضد التمييز العنصري بكل اشكاله وضد امتلاك الأسلحة المحرمة دوليا ً ومدافع عن الحريات الشخصية ،ولدرجة انه يقوم بأسقاط مواد غذائية بالمظلات على العوائل النازحة التي احتلت بيوتها وقتلت ابناءها من جراء مؤامراته ودسائسه ! - هل هو رياء . - هل ازدواج المعايير بأوضح صوره . - هل هو ضحك على الذقون . - ام انه حكم القوي ضد الضعيف لكسب المصالح ،وعلى الضعيف القبول بالقضاء والقدر . لو اخذنا امثلة قريبة من عالم اليوم حيث يعلق رئيس اكبر دولة في العالم على حرب غزة ، مبررا ً الوحشية الأسرائيلية التي استخدمت السلاح الأمريكي الحديث في الدفاع والهجوم ،يقول : لايمكن لدولة القبول بسقوط الصواريخ على ارضها . بهذه البساطة يلغي الرئيس الأمريكي اوباما العدالة يلغي من الذي بدأ الحرب ومن الذي فرض حصارا ً قاسيا ً على شعب غزة ،ومن هو المحتل ومن هو الذي يقاوم انه ببساطة يلغي خسائر غزة ومأساتها خلال ثمانية وعشرون يوما ً ،التي تقول ان عدد الشهداء بلغ 1875 وعدد الجرحى 9563 . اجمالي عدد المنازل التي استهدفت 10604 تم تدمير 12 سيارة . تم الحاق اضرار في 10 مراكز رعاية اولية ” صحية . اغلاق 34 مركزا صحيا . الحاق اضرار في 13 مستشفى . استشهاد 16 عاملا في القطاع الصحي واصابة 38 اخرين . تم استهداف 188 مدرسة والحاق اضرار فيها ، حيث يبلغ عدد الطلاب الذين تضرروا من استهداف هذه المدارس 152000 طالب . تم استهداف 6 جامعات فلسطينية بغزة بسبب القصف الاسرائيلي ويبلغ عدد الطلبة المتضررين من قصف هذه الجامعات 100.00 طالب . و في شريعة الغاب السائدة اليوم تبقى اسرائيل مسكينة تدافع عن نفسها ،وتبقى امريكا حامي حمى العدالة وحقوق الأنسان وحامية المستضعفين في الأرض ! ووفق هذه الشريعة تهيأ المواقف والافكار وتعقد الاجتماعات تحت خيمة الامم المتحدة بقيادة ما يعرف بالعالم المتمدن أو المتحضر او المتقدم لكي يعدوا العدة ويهيئوا الاسباب لحصار جديد على شعب جديد ، ولمصالح آنية ضيقة ،متناسين ان العالم اليوم أصبح قرية صغيرة بما وفر عليهم الله من نعم ،وأن كل بلد يحتاج البلد الأخر بصورة مباشرة أو غير مباشرة . في العراق مرارة اخرى : رافق دخول الأمريكان الى العراق هالة اعلامية واسعة من ان امريكا ستعوض شعب العراق عن كل سياساتها السابقة والتي كانت تستهدف من خلالها القضاء على اسلحة التدمير الشامل و اسقاط نظام صدام وليس الشعب ،ولكن فوجئ العراقيون ان كل هذه الأفكار لم تكن سوى تنظيرات استخبارية واعلامية هدفها تسهيل مهمة القوات الأمريكية في العراق ، وقد اتضح منذ الأيام الأولى لغزو 2003 حجم الحقد الذي يكنه المهاجمون للعراق وذلك لما قاموا به من تدمير للبلاد وصل الى انهيار البنى التحتية وحل قوات الجيش والأمن واغراق البلاد في فوضى لاقرار لها ، والسماح لطفيلين من البلدان المجاورة بالدخول الى البلاد والمساهمة والمعاونة بالتخريب والنهب والسلب الذي طال الأموال والأثار والكنوز الوطنية الأخرى ،تحت سمع وبصر القوات المحتلة والذي يفترض انها المسؤولة مسؤولية مباشرة عن البلاد بعد اسقاط مؤسسات الدولة . واليوم يتفرج العالم على العراق، الذي كان جيشه بالأمس يعد من ارقى الجيوش المتقدمة في العالم ، وهو يترنح تحت ضربات ارهاب غير منظور المصدر ، ولكن الدول الداعمة والمغذية له معروفة وهي جميعها وطيلة تاريخها بيد السيد الأمريكي وهذا ما يثير الف سؤال وسؤال عن الأهداف الأمريكية في العراق والسياسة المتبعة لأمتلاك العراق ونفطه ، لم يحرك الأمريكان ساكن بعد احتلال مدن العراق الرئسية من الموصل نزولا ً حتى تخوم بغداد التي اصبحت مطوقة بالتنظيمات الأرهابية ، ولكنهم تدخلوا لصالح الكرد ، شئ لايشبه شئ مطلقا ً . في وقت يدعي الغربيون دعم حقوق الأنسان ،وحركات التنوير ،نجدهم يدعمون ويساندون الآف المرتزقة المتوحشة التي تأكل لحوم البشر وتنبش قبور أولياء المسلمين وتعتدي على كنائس المسيح ، في مشاهد فضيعة شاهدها كل العالم ، كما أكدت فصائل مهمة منهم انتمائها الى تنظيمات القاعدة وبصورة واضحة لا لبس فيها ، والغربيون اليوم يفضحون مبادئهم أمام العالم وأمام شعوبهم بمناصرتهم فئات ظلامية تنتهج أفكار متخلفة ليس لها وجود في المجتمع الغربي مادام هذا الطريق يخدم أهداف الغرب وحلفائهم الصهاينة ومصالحهم في المنطقة ، دون النظر الى ما تتعرض له شعوب المنطقة من قتل وتهجير وتخريب لبلدانهم ودون الأخذ بنظر الأعتبار خطرهم على السلم العالمي . ان على المجتمع الدولي التظافر اليوم للقضاء على الأرهاب بكل اشكاله والحد من حرية الدول الداعمة له تحت العديد من المسميات الغير مقبولة ،وتجفيف منابعة ،وهذا يتم اذا طبقت اجراءات صارمة في عموم دول العالم ،بعد أن أصبح الخطر يشمل الجميع . لقد اثبت الأرهاب الحديث انه اخطر المبتكرات الشيطانية في هذا العصر ، انه وحش اسطوري لامشاعر له ولا ضمير ،يضرب اينما توفرت الفرصة له دون التمييزبين هدف مدني او عسكري او التفريق بين صديق وعدو . مما لاشك فيه ان فعال اليوم يندى لها جبين الأنسانية ،إذا كانت هناك لاتزال انسانية ، وهي تلغي كل ما قامت به الأديان السماوية وما بذله المصلحون من جهود جبارة لنشر رايات الحب والتسامح والعدل والسلام ،انها فكر جديد مبتكر الهدف منه نشر البغضاء وبذر القلق والخوف وانعدام الأمان في صفوف الناس وهي نار منتشرة يمكن ان تدخل كل بلد وحارة وبيت ولن يسلم منها احد واذا كان هناك من يتصور انه بمنأى عن شرور الأرهاب فهناك العديد من الأدلة القريبة مثل حادثة المجمع التجاري الكيني في نيروبي والتي استمرت اربعة ايام وقتل فيها اكثر من 130 رهينة بحسب حركة الشباب الصومالية ،و التي هزت الأوساط الغربية كون الكثير من الضحايا كانوا من دول الغرب . ان وحش الأرهاب الذي أطلق عنانه من بعض الدول بحجة أمكانية توجيهه والسيطرة عليه لخدمة مصالح واهداف خاصة ، يبدو اليوم شئ مخيف وخارج السيطرة وسينال من الجميع ان لم يتظافر الجميع في الحد منه والقضاء عليه .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤسسوا اسرائيل ..اجادوا ام اخطأوا في اختيار مكان دولتهم
-
ماذا لو كانت خسائر مدني واطفال غزة في الصهاينة
-
يعيشون المستقبل و نعيش في الماضي
-
يوم القدس وصمود غزة
-
العرب يشتركون في ابادة غزة
-
العودة الى الحيوانية والتوحش
-
تاج العرب وفخرها
-
السلام الصهيوني وحل مأساة فلسطين
-
العرب ..احتمال ان يبيض الديك
-
الفلسطينيون والهنود الحمر
-
فقدان النخوة لدى العرب
-
بوادر نشوء حلف دولي جديد
-
جنت على نفسها براقش
-
السحر الصهيوني الأمريكي
-
عبير وحب وفراق
-
بلد العجائب والغرائب
-
وضوح اولى خطوط اللعبة
-
العراق وامريكا حيرة وتساؤلات
-
السيناريوهات المحتملة في العراق
-
تزاوج الصهيونية والوهابية أولد داعش
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|