أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - سوريون دائماَ و لا نخجل














المزيد.....

سوريون دائماَ و لا نخجل


خالد قنوت

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال نادماً و بحرقة: (لقد أهين و أذل السوريون في العالم, فصاروا ملطشة للجميع). نظرت إليه و قلت له: (و هل كانوا محترمين أو لهم كرامة ببلدهم منذ خمسين سنة؟ هل كان السوري في سورية يملك أي حق؟ أليس السوري متهم حتى يثبت العكس؟ السوري المسحوق من موظف تافه في أي دائرة رسمية و المثير للسخرية أنه عند خروج هذا الموظف من مكتبه يصبح سورياً مسحوقاً آخر. أتذكر كيف تعرضنا للصفعات و اللكمات من حرس أحد الضباط عندما كنا نبحث عن غرفة ليستأجرها صديقنا القادم من ريف حلب كطالب جامعي ؟ هل تذكر كيف كبل صديقنا الآخر مع خطيبته في الطريق العام و وضعا في سيارة الشرطة و سيقا لمنزل أهلها حتى يثبت أنها خطيبته؟ هل تذكر عندما حاصر عناصر الأمن العسكري كليتنا و جمعونا في بناء واحد كالغنم ثم خلعوا برفقة مسؤولي الاتحاد الوطني لطلبة سورية, كل الخزائن بحجة التفتيش عن منشورات؟ هل تذكر الاهانات التي وجهت لشباب سوريين وقفوا بطابور شباك التأشيرات من الساعة الثانية ليلاً أمام السفارة الأمريكية من موظف أمريكي على الأراضي السورية؟ طابور الانتظار الذي وصل من السفارة الأمريكية حتى المركز الثقافي بأبو رمانة. هل تذكر شقيقك, و كان رائد بالجيش السوري, عندما هجم عليه ثلاثة و أوسعوه ضرباً بعد أن حاولوا التحرش بأختك و كانوا يصرخون نحن جنود الأسد؟ هل و هل و هل).
قبل سنة 1963 و تحديداً قبل سنة 1970, كان السوري لا يحتاج لتأشيرة دخول مسبقة لمعظم دول العالم, كان السوري المتوسط الدخل يذهب لأوربا للاصطياف, كان السوري يذهب للدراسة و التحصيل العلمي في دول العالم المتقدمة و لا يفكر و لو للحظة بالبقاء هناك و لو اعطوه وزنه ذهباً, كان معظم سفراء سورية في الخارج شعراء و أدباء قبل أن يكونوا دبلوماسيين, كان مطار دمشق الدولي مركزاً للأناقة و اللطف الدمشقي, كان الشرطي المرتشي عار على أهله و على السلك, كان التطوع بالجيش شرف و بطولة, كان القضاء السوري الأكثر نزاهةً في دول العالم, كان و كان و كان.
الدول التي تحترم مواطنيها و تحفظ حقوقهم كاملة على ارض وطنهم هي الدول التي يحترم العالم مواطنيها على أرضهم. لا كرامة لمواطن في بلاد الآخرين عندما لا يكون له كرامة في بلاده, هذه قاعدة يعرفها العالم و يعمل بها بدون أن يخطها بقوانين.
حافظ الأسد و منذ أن استلم السلطة حول السوريين إلى مشاريع إرهابيين في العالم, حيث صار السوري بحاجة تقرير أمني من أجهزة الأمن العالمية و إلى إثباتات لحاجته للعودة لسورية عندما يطلب تأشيرة من أي سفارة و سبب السياحة لم يعد رواية يصدقها قناصل السفارات.
أيام حافظ الأسد الغابرة, صرنا مكروهين من اللبنانيين بعد دخول قوات الأسد إليها و ممارسة نفس ممارساتها اليوم في سورية نفسها من قتل و اغتصاب و تهريب و سرقات وصلت لبلاط المنازل, ناهيك عن الاذلال اليومي للجميع.
صار على السوري أن يطلب تأشيرة دخول للأردن و مصر و تونس و دول الخليج و تركيا, عدا العراق, و عليه أن ينتظر ردود الرفض قبل القبول.
في طلب الهجرة لكندا هناك سؤال واضح للسوري عن خدمته العسكرية و هل كانت بأي من الأجهزة الأمنية أو في لبنان؟ و هل اشترك بقتل أو تعذيب أي انسان؟.
في السفارات السورية لا تجد سوى دبلوماسيين كانوا ضباط أو صف ضباط في أجهزة الأمن لا يهمهم سوى كتابة و جمع تقارير أمنية عن كل سوري في العالم طبعاً إلى جانب اهتماماتهم العظيمة بالأعمال التجارية و بيوت و محلات الدعارة.
السوريون يهانون في لبنان و في العراق و في مصر و في الأردن و في تركيا و في الجزائر و في الامارات و في بعضها يقتلون و يعتقلون و يمنعون من التجول أو العمل و توقف إجازات عملهم و إقاماتهم و يرحلون. السوريون يغرقون في عرض البحر المتوسط و يوضعون في مخيمات لاجئين و لها بوابات و حرس. السوريون لا يستطيعون متابعة دراساتهم في دول العالم.
كل ذلك حقيقي و صادم و مفجع بحق الانسانية و الاخلاق و لكن بحكم القوانين غير المكتوبة و غير المنصوص عنها في الدساتير العالمية, لا كرامة لإنسان إن كان بلا كرامة في وطنه, فكيف بمن يقتل و يعذب حتى الموت و يعتقل في معتقلات أكثر وحشية من معسكرات النازية و يهان على الحواجز و يسرق بيته و يقصف بطيران و مدفعية جيشه و تغتصب بناته؟
للسوريين العائدين اليوم من مخيمات عرسال و الزعتري و أي مخيم ذل خارج الوطن رغم المجهول الذي ينتظركم و براميل الأسد الغادرة و الحاقدة, فإن طريق الحرية خطه شهداء الثورة بدمائهم و صنعوا منه درباً للكرامة, طريق لا يحتمل نصف طريق لأنه يعني العبودية.
عندما نكمل الطريق جميعاً, سنجعل دخول سورية الحرة الحديثة حلماً للجميع.



#خالد_قنوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد جيش الوطن
- رجال الغوطة
- -لابد من فعل شيء-, ديغول سورياً
- مبروك لمخيم اليرموك الصامد
- باسل و محطات من السفرجل الأسدي
- افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة
- الحرية تليق بكم
- عودوا, الأرض حنت لكم
- الثورة السورية و بعدها الوطني و الأخلاقي
- الدكتوراه قبل القيادة و المناصب
- سورية: إقليمياً, دولياً بعد 38 شهر من الثورة
- ثورة من أجل الثورة
- قذائف هاون ... على الأهل
- المزاودة في سيكولوجيا العقل السوري
- قتلة تروتسكي في صفوف الثورة السورية
- ستحرمون من الخبز
- معركة الساحل واقع و مستقبل
- ربط الملفات أم لف الروابط
- العام الرابع, طقوس و تحولات
- جلجامش السوري


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد قنوت - سوريون دائماَ و لا نخجل