ناظم رشيد السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 12:20
المحور:
الادب والفن
أشجار العشق
وحدي
غاباتٌ تحترق شوقًا للمطر
وألف رداء أبيض يحدق بي :
ما بك .. ؟
ما يوجعك ؟
جسدك
أم أنكسارك ؟
والجواب حلقات دخانٍ من خجل
مساماتي تفوح منها رائحة الأنامل الغريبة / تستسلم منصهرة
روحي؛
نورسةٌ أدمنتْ سُحب الرّحيل
وما أن يأتي المرسى
حتّى تُغادر حقائبها من جديد .
حنونٌ المطر هذه الليلة
يفردُ غيومه الباكية في عينيّ عابراً المسافات
وفياً للارض، للشجر
أقسم أن يحرق الجفاف / والجفاف روحي أيّها المطر!
أتحسس صدري / فسحة الأمل تتبرعم
لنْ تكتب مرثية الوداع عن أشجار العشق
المورقة عزةً في عيون الوطنّ
أنا الوعد / النّهر
أنا الأفق / النّور
وأنا أتنفس رياح الغربة الّنار
أسلّم قدري لمبضع القدر
أسامر السّراب
أمدُّ على سطوري جسد الأوطان،
مرثية دامية الحزن
تمتد أصابع شفافة على جبيني
والحمى تفرد عباءتها / تسبقها إليه
ما بك، جبهتك بركان ؟؟!
ما بالُ نبضِّكَ يئن شراعاً مكسوراً بين الضلوع ؟
لا أعرف
أ يوجعني جسدي المُسجى هنا
أم تلك الرّوح المزروعة مني هناك
خارطتها موزّعة ٌ بين المساجد والكنائس
وعلى جبال الموت
تُلتهمُ بـ شهيةٍ ضحكة الأطفال
عبوة .. أو كرّاس
لا فرق
في وطنٍّ بلا حراس ..!
خانه النّاطور، الفلاح والأنفاس
جرادٌ أسود
ينهش تأريخه الأخضر
يفضُّ بكارة حضاراته وإرثه العريق
يشمتُ اللحاء والغصن
يصرخُ السّاق
ولا أجنحة لـ الرجاء؟!
وهم هناك
يتقاسمون غنائم الرّق
يتنابزون بالإلقاب
والإيمان سلعة يتبادلونها عند الحاجة !
أسمائهم فسوق
والوطن اليتيم يستنجد ..وما من مُجيب !؟
أوَ تبحثين عن دمي ؟!
كرياتي موؤدة
يبكي فيها العراة
المحترقون في ساحة الكذب بـ اسم الدين
والعناوين تبحث عن حبر نقيّ يرشدها
وجعٌ سنين عجاف تمرح في الأوردة
والسؤال يشتعل في الأفواه
ولا ماء هنا بـ يدي
يُطفيء حرّ الإجابة .
#ناظم_رشيد_السعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟